انتهجت الإنقاذ منذ قدومها سلوك مريض و عرف غير معهود في المجتمع السوداني واستخدمت سلاح الاغتصاب كواحد من ابرز وسائل التعذيب النفسي و الجسدي في صورة تبين مدي بربرية الأفكار و النهج التي تتحكم بمنظومة الفكر الإسلامي التي رسخت الزنا و اللواط كوسيلة للحكم . بالرغم من تعاقب نموذجين من الأنظمة الشمولية و صاحبتها إخفاقات كثيرة و لكن كان هناك خط رفيع من الأخلاق و المثل تحلت به ,قد تكون قد مارست التعذيب في زنازينها و معتقلاتها و لكن انتهاك الآدمية و الإنسانية بتلك الصورة المريعة او الاغتصاب لم يكون جزء من وسائلها ,و حني زبانية التعذيب بعد أن يمضي المعتقل فترة في صحبتهم تنشأ علاقة ود و يصاحبها الاعتذار و التبرير بأنه عبد المأمور و ما فعله هو واجبه و لا يحمل ضغينة شخصية تجاه ولكن في النهاية هو شخص تجرد من الآدمية و مارس عمل غير مقبول دينيا في المقام الأول و انه يقتات من أهات و تأوهات إنسان ضعيف مكبل بقيود و جريرته الوحيدة هي رفضه لسياسات و أسلوب حكم و سلاحه الوحيد الذي أشهره في معركته ضد النظام هي فكره الذي يرتعد منه الجاهل داخل أسوار القصر .. عندما اعتقل الشهيد المناضل الأستاذ عبد الخالق محجوب بعد أحداث قصر الضيافة أمر جعفر النميري بان تتم معاملته بأحسن ما يكون و ذكر لأركان حكمه في ذلك الوقت قد تدور الدائرة عليهم في إشارة لوجود خط احمر من الأخلاق لا جب تجاوزه . و لكن مغول أفريقيا الانقاذيون ضربوا بكل ذلك عرض الحائط و أصبحت معتقلاتهم السياسية ماخور لإشباع رغبات حيوانية يصاحبها حقد و أمراض نفسية متأصلة جعلت وسيلة التعذيب رقم واحد داخل زنازينهم هي الاغتصاب . عندما كان سئ الذكر نافع علي رأس عصابة الأمن سن هذا العرف و انتهجه كسياسة جديدة تجسد مشروعهم و لتثبيت أركان حكمهم , و السؤال المطروح لنافع هل توجد في الكتب السماوية جميعا نص يبيح الاغتصاب ؟ و بات الانتهاك الجسدي و الجنسي هو شعار تتشدق به الأجهزة الأمنية و أصبحت بيوت الأشباح بيوت دعارة تحت إشراف من يقفون في الصفوف الأمامية لأداء فريضة صلاة الفجر .. و هذا دليل دامغ علي المرض النفسي الذي يعاني منه المتأسلمون و يحتاج إلي التدقيق في تاريخ صباهم و البحث عن متلازمة السلوك الجنسي المريض في سلوكهم .. و للأسف الانتهاكات الجنسية طالت الرجال أكثر من النساء في المعتقلات و لم يكشف اللثام إلا عن القليل منها لاعتبارات اجتماعية و نظرة قد لا تنصف المجني عليه و تضعه في خانة الشاذ جنسيا في ذلك الوقت و لكن الشذوذ الجنسي أصبح جواز سفر للانضمام للتنظيم لضمان الولاء و عدم التفكير في الخروج علي الجماعة و ذلك بابراز الملفات السوداء كنوع من أنواع الابتزاز للكادر أو العضو عند الحاجة لذلك . ولكن اغتصاب الناشطين و الناشطات السياسيين و من فرضت عليهم جغرافياتهم أن يكونوا في مناطق الصراعات أصبح عنوان لمشروع إفقاد الثقة في المجتمع و هو مشروع تدميري خطير و له أبعاد سالبة علي الوطن و المواطن و يخلق أجيال مهزوزة نفسية منقوصة الإرادة و الأخطر من ذلك ترسخ ثقافة السلوك الجنسي الحيواني و الذي يخلق مجتمع من غير أخلاق او ضوابط و يصبح الانحراف سلوك مبرر . في بدايات سرطان الجبهة الإسلامية و هي بعيدة عن الإسلام وعند بداية تطبيق شريعة الإنقاذ ذكر لي احد منسوبي شرطة النظام عن ممارسات يندي لها الجبين وحالات الاغتصاب بالإكراه و التي مورست مع عدد كبير من الفتيات و النساء من قبل ضباط و أفراد شرطة و أمراء الجماعة داخل الأقسام في نوع من أنواع الابتزاز المريض و لكن عدالة السماء كانت لهم بالمرصاد و ظهر ذلك جليا في أسرهم وكما تدين تدان . الناشطات و الناشطين السياسيين و الذي تم انتهاك إعراضهم وهم يدافعون عن وطن و شعب بأكمله أين هم من خارطة الصفقات السياسية التي تدور في قاعات المؤتمرات و منابر الحوار ؟؟و هل من مارس الاغتصاب يؤمن جانبه ؟؟ ام المعادلات السياسية بعيدة عن الألم النفسي و الجسدي و كل ذلك يصب في محرقة ضحايا التغيير و التي يظهر في جولتها الأخيرة أصحاب الأصوات العالية و التلميع الإعلامي الذين يقتاتون من الم المكتوون الحقيقيون من الإنقاذ . هي رسالة لمن هم واجهة التغيير أعيدوا لمن سلبت عذريتهم من قبل البشير حقوقهم بالقصاص و كونوا علي ثقة لن يفضي إلي أي حوار إلي نتيجة حالمة كما يتوهم الكثير و زوال النظام باقتلاعه ليس بالحوار .