تم اختيار السودانية ميسون مطر سفيرة لبلادها لتشارك في اليوم العالمي لريادة الأعمال لهذا العام وذلك بعد نجاحها في الاستفادة من تدوير النفايات لصنع إكسسوارت. ريادة الأعمال ليست مجالا جديدا في السودان، لكنه أخذ طابعا علميا في الفترة الأخيرة وفي الاقتصاد السياسي تعرف ريادة الأعمال بإنها عملية تحديد والبدء في مشروع تجاري ، وتوفير المصادر وتنظيم الموارد اللازمة واتخاذ كلا من المخاطر والعوائد المرتبطة بالمشروع في الحسبان. درست ميسون الفيزياء وتخصصت في الفيزياء النووية ،لكنها لم تجد فرصة عمل في مجالها الذي نالت فيه درجة الماجستير ،فعملت بالتدريس معلمة لمادة الرياضيات وأصبحت مشهورة في هذا المجال لكنها لم تجد نفسها فيه نظرا لقلة العائد المادي مقارنة بالمجهود الضخم والزمن الذي تستغرقه وظلت تبحث عن حلمها المفقود . وبرفقة اثنتين من صديقاتها هما "مهيرة وخنساء " ، بدأت في إعادة تدوير النفايات الموجودة حولها مثل ورق الجرائد، الكراتين ، إطارت السيارات الصغيرة وذلك برأس مال صغير من داخل ورشة ملحقة ببيتها وتقول عن ذلك:"بدأنا نبدع اكسسوارت وحقائب وأثاثات مبتكرة ،كان الغرض منها نشر الوعي البيئي وتنمية قدرات المرأة وبعد ثلاثة شهور من الانطلاقة حققنا بعض النجاح والشهرة". وتقول ميسون إن فكرتها نجحت لأنها مبتكرة ولعدم وجود اكسسوارات من المواد المحلية إلا في نطاق ضيق ،لكن تقبل الفكرة لم يكن سهلا خاصة وأنها تعتمد على "النفايات" مع غياب ثقافة تدوير النفايات وترى أن هذاالجانب "تدوير النفايات" هو سبب نجاحها لأنه أوجد فرصة كبيرة للتخلص من هذه النفايات بل تحويلها لوظيفة جمالية. الخطوة الأساسية لنجاح تجربة ميسون هي مشاركتها في "مسابقة مشروعي" التي رعتها جهات عديدة من ضمنها المجلس الثقافي البريطاني،السفارة البريطانية، ومؤسسة تامسون فاونديشن، قناة النيل الأزرق وشباب اتحاد اصحاب العمل ،تقول ميسون إنها شاركت في اللحظات الأخيرة ضمن 2000مشارك ثم تمت التصفية إلى 24مشروع ثم خمسة مشاركين وتضيف قائلة: " لم ندخل القائمة الأخيرة والتي اشتملت على ثلاثة مشروعات فقط لكن تم دعمنا بمبلغ مقدر". تجربة المشاركة في مسابقة مشروعي حققت لميسون وصديقتيها العديد من المكاسب كما تقول ،أبرزها الخطة الواضحة والتدريب المستمر لدراسة الجدوى والتسويق ،ثم التحدي والتطوير والإعلان المجاني من خلال المسابقة. لكن أهم النجاحات التي حققها مشروع فندورا هو التواصل المباشر مع المجتمع من خلال الورش التدريبية في المؤسسات والأحياء السكنية وتضيف :"إقمنا ورشة بسجن كوبر وسجن أمدرمان للنساء وسجن القضارف وقدمنا محاضرات للنزلاء وأقمنا ورش للأطفال في إصلاحية الجريف الهدف منها اكتشاف الجانب الخلاق والابداعي وإبعاد هؤلاء الأطفال عن دائرة العنف ". مشروع فندورا استطاع في فترة قصيرة تدريب 650شابا وشابة نجح منهم حوالي 200في تطوير أعمال بسيطة والتوسع فيها بشكل إيجابي. علاقات مشروع فندورا اتخذت عدة جوانب، أبرزها جانبي تنمية الوعي البيئي وإيجاد مصدر دخل للأسر الفقيرة وتقول ميسون إن جهودهم استمرت من خلال المجلس الأعلى لشؤون البيئة وجامعة الأحفاد "للبنات" واتجه المشروع لمساعدة النساء ضحايا العنف بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة الإنمائي وربما تكون هذه الزاوية هي التي أدت لإختيارها سفيرة للسودان في اليوم العالمي لريلادة الأعمال في يوم 19112015م والذي يجيء تحت شعار تنمية قدرات المراة ودعمها ويستهدف دعم"250" امرأة يعشن تحت خط الفقر في مختلف دول العالم . الخطوة الأولى للمشاركة في هذه المناسبة كانت عبر لقاء "بالاسكايبي" جمع النساء اللاتي اختيرن من كل أنحاء العالم سفيرات في هذا المجال وتم في هذا اللقاء نقاش حول الموضوع . تقول ميسون إن نجاح تجربتها يجعل مهمتها صعبة حيث تكبر الآمال والطموحات كل يوم وتحلم في المستقبل القريب بإقامة مهرجانات ومعارض وورش في ولايات السودان المختلفة وتوسيع المشاركات الخارجية واستخدام مواد خام سودانية مثل" الخيش" وهو نوع من الجوالات المستخدمة في تعبئة المواد و"الودع" وهو من اكسسوارت التراث السوداني .. ميسون مطر المتخصصة في الفيزياء النووية غير نادمة على ترك تخصصها "النادر" والاتجاه لتدوير النفايات جماليا وتقول إن الصدفة هي التي قادتها إلى هذا المجال واستطاعت تحقيق النجاح فيه حتى وصلت إلى درجة"سفيرة للسودان في اليوم العالمي لريادة الأعمال". [email protected]