أطلقت دبي أمس مشروعا كبيرا لإقامة أكبر مدينة في العالم لتجارة الجملة، بهدف تعزيز مكانة وحصة الإمارات في هذا القطاع الذي يبلغ حجمه نحو 4.3 تريلون دولار سنويا. العرب دبي (الإمارات) - أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي، أن بلاده ماضية في خططها الاستراتيجية لتنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط. وشدد خلال إطلاقه لمشروع "مدينة دبي لتجارة الجملة" على أن الإمارات لديها رؤية اقتصادية واضحة للمستقبل من خلال إيجاد قطاعات اقتصادية جديدة وإعادة صياغة القطاعات الحالية على مستوى عالمي جديد. ومن المخطط أن تقام المدينة على مساحة 550 مليون قدم مربع، باستثمارات تبلغ نحو 8.2 مليار دولار لتصبح المدينة أكبر مدينة عالمية لتجارة الجملة، بهدف الاستحواذ على حصة في هذا القطاع الذي يبلغ حجمه نحو 4.3 تريليون دولار سنويا. وتضم المدينة أسواقا لجميع القطاعات ومستودعات ومراكز شحن وخدمات جمركية وشركات تأمين وحلول تخزين وخدمات مصرفية ووحدات سكنية وفندقية. وتتضمن مخططات المدينة إقامة معارض دولية دائمة على مدار العام وربطها مع ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي وتوفير دعم لوجستي لربط أربع قارات عالمية بشكل كامل مع المدينة الجديدة والتي ستكون عاصمة العالم لتجارة الجملة وستضم أهم 15 ألف تاجر جملة دولي. كما تم الإعلان عن إطلاق "الأسواق العالمية" ضمن المدينة التي تضم مراكز تجارية تمثل منتجات كل الدول مثل المنتجات الهندية والماليزية والتايلندية والتركية والأسترالية والصينية والألمانية والسعودية والولايات المتحدة ودول أميركا الجنوبية وغيرها. وستعمل "مدينة دبي لتجارة الجملة" على تغيير معايير تجارة الجملة عالميا من خلال توفير خدمات ذكية متكاملة وبنية تنظيمية متطورة ودعم لوجستي عبر شبكة هي الأكبر عالميا. وستبدأ المدينة بقطاعات استراتيجية وستكون مقسمة لشوارع تجارية متخصصة مثل شوارع منتجات الأغذية ومواد البناء والكهربائيات والإلكترونيات والأثاث والديكور والآليات والمعدات والأخشاب والسيارات وقطع الغيار والنسيج والملابس. وتتضمن المدينة أيضا إطلاق أكبر منصة إلكترونية لتجارة الجملة في المنطقة ستعمل على تعزيز قدرات الإمارات في سوق التجارة الإلكترونية، التي بلغ حجمها في العام الماضي نحو 1.672 تريليون دولار. ومن المتوقع أن تنمو سنويا بنسبة 21 بالمئة. وتشير التوقعات إلى أن سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات سينمو بمعدل يصل إلى ضعف معدل النمو العالمي، ليتضاعف 4 مرات خلال السنوات الثلاث القادمة ليصل إلى نحو 10 مليارات دولار في العام 2018. وقال الشيخ محمد بن راشد خلال إطلاق مشروع المدينة الجديدة إن "اهتمامنا بالتجارة ليس وليد اليوم لأن التجارة هي أساس ازدهار الإمارات ورافد لحاضرها الاقتصادي ومفتاح لمستقبلها التنموي". وأضاف أن "الإمارات بموقعها وبنيتها التحتية والتنظيمية وخدماتها المؤسسية هي المنطقة الأكثر تأهيلا لقيادة نمو جديد في التجارة الدولية البينية". وأكد أن "هدفنا كان وسيبقى اقتصادا وطنيا مستداما. نحن لم نراهن سابقا على النفط ولن نرهن مستقبلنا له". ويهدف المشروع الاستراتيجي الجديد الذي سيستقبل استثمارات كبيرة على مدى ال10 سنوات القادمة لأن يكون عاصمة عالمية لتجارة الجملة ويعمل على تعزيز دور الإمارات ومكانتها كسوق محورية في التجارة العالمية. ويعد قطاع تجارة الجملة أحد أهم القطاعات الاقتصادية ذات آفاق النمو الكبيرة والأهمية المتنامية، حيث يتوقع أن ينمو حجم التجارة على مستوى العالم بنسبة 12 بالمئة خلال الأعوام الثلاثة القادمة ليبلغ حجم الاستثمارات فيها نحو 4.9 تريليون دولار بحلول العام 2019. وتختص مدينة دبي لتجارة الجملة بتلبية كل احتياجات قطاع سوق الجملة في مكان واحد وفق رؤية حديثة ومبتكرة، حيث تضم مجمعات متكاملة مطورة خصيصا لتجارة الجملة إضافة إلى معارض دائمة للتجارة الدولية. وتجمع معارض التجارة الدولية المستوردين بالجملة من دول المنطقة والعالم بالشركات المصنعة في وجهات الإنتاج الرئيسية في آسيا وأوروبا وأميركا وأفريقيا. وستقوم المدينة بدور الوسيط الدولي لتجارة الجملة في سلسلة الاستيراد العالمية عبر توفير ملتقى للمنتجين والموردين من مختلف الدول بما يوفر عليهم عاملي الوقت والجهد ويمنحهم مجموعة واسعة من الخيارات والخدمات الشاملة. وقال رئيس مجموعة دبي القابضة محمد عبدالله القرقاوي، إن المدينة الجديدة هي امتداد لسلسلة من المدن التي تمثل رؤية فريدة للشيخ محمد بن راشد في إطلاق مدن متكاملة لتقديم الخدمات لقطاعات كاملة من مكان واحد. وأشار إلى مدن دبي للإنترنت ودبي للإعلام وغيرها من المدن التي تضم اليوم أكثر من 5200 شركة وأكثر من 67 ألف متخصص في قطاعات المعرفة . وأضاف أن مدينة دبي لتجارة الجملة تمثل مبادرة ضمن عدد من المشاريع التي نعمل على تطويرها بهدف المساهمة في تحقيق رؤية الإمارات ما بعد النفط وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة. وأضاف أن "المشروع يأتي تتويجا لمراحل من الدراسة الشاملة والمعمقة لأحد أهم القطاعات الاقتصادية لتشكل إضافة نوعية للنشاط الاقتصادي في دبي، وأننا على ثقة بأن الفترة القادمة ستظهر للعيان الآثار الإيجابية للمدينة على واقع تجارة الجملة في الإمارات والمنطقة والعالم". وستعمل المدينة على تغيير معايير تجارة الجملة عبر تقديمها خدمات ذكية ومتكاملة وتوفير بنية متطورة، فضلا عن التسهيلات المتكاملة لقطاع تجارة الجملة. ويتميز المشروع الجديد بالموقع الاستراتيجي الهام والقرب من أهم الأسواق العالمية، حيث يمكن التجار من الوصول بسهولة إلى أسواق تضم ثلاثة أرباع سكان العالم.