خيّم الحزن على بلدة خوميا في محافظة مرسية، بجنوب إسبانيا، مساء الخميس الماضي، لحادث وفاة طفل وجرح مصارع ثيران، بحلبة البلدة، في وقت واحد تقريبا. حدث ذلك عندما نطح الثور مصارع الثيران أنطونيو بورتا، داخل الحلبة، نطحة عنيفة جدا طار معها المصارع في الهواء قبل أن يسقط على الأرض، وقد شق قرن الثور في فخذه جرحا بعمق 10 سم. وصعق جمهور المشاهدين لهذا المشهد المفاجئ، ومنهم أبو طفل من المعجبين جدا بمصارع الثيران، كان يحمل في تلك اللحظة طفله الصغير على ركبتيه. وأدى منظر هجوم الثور على المصارع، إلى نسيان الأب المذهول، للحظة عابرة قاتلة، أنه يحمل طفله بين يديه عند حافة شرفة، وهو ما أدى إلى سقوط الطفل من الشرفة، وارتفاعها ثلاثة أمتار، على الأرض. وفورا أخرج سقوط الطفل الأب من ذهوله، فهرع نازلا لاحتضان طفله الذي كان لا يزال حيا. وفي الحال حضر فريق طبي لإسعافه، واستغرقت المعالجة مدة 45 دقيقة، بلا جدوى، إذ فارق الطفل الحياة في حلبة مصارعة الثيران، أما المصارع فقد نقل إلى المستشفى حيث تبين أن إصابته لا تشكّل خطرا على حياته. وحسب تقرير الشرطة فإن الطفل كان بين يدي والده، وفي لحظة إصابة مصارع الثيران، قفز الأب من مكانه ناسيا أمر طفله الذي طار في الهواء قبل أن يهوي ويرتطم بالأرض. وللعلم، يحظر في بعض محافظات إسبانيا على الأطفال ممن هم دون سن الرابعة عشرة، دخول حلبات مصارعة الثيران، كما أن بعض قنوات التلفزيون لا تقدّم مشاهد من مصارعة الثيران في الأوقات المبكرة التي يفترض فيها أن يكون الأطفال ما زالوا مستيقظين.
