مدريد/بامبلونا -* تحمل الأوشحة الحمراء التي سيربطها العداؤون أمام الثيران في مدينة بامبلونا الإسبانية حول رقابهم 15 اسما ، أبرزهم اسم دانيل خيمينو ومع انطلاق الحدث الفريد مرة أخرى الأربعاء المقبل، تتذكر بامبلونا الشاب/27 عاما/ والذي طعن بقرن أحد الثيران إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في العام الماضي ، وأصبح الضحية الخامسة عشر للعدو أمام الثيران منذ عام 1924 . وتعد المسابقة التي تجتذب سائحين من أنحاء العالم وسيلة ترفيه لا تخلو من المخاطر ، ويؤكد مجلس المدينة في 100 ألف نشرة وزعها في بامبلونا أن " العدو أمام الثيران خطير جدا. يستطيع الثور قتلك" . وحظي العدو أمام الثيران بشهرة من رواية " الشمس تشرق من جديد" للكاتب أرنست همنجواي والتي نشرت في عام 1926. ويجتذب الحدث مليون زائر للمدينة الواقعة شمال أسبانيا والتي يقطنها 185 ألف نسمة لمدة أسبوع لحضور الحفلات وشرب الخمور والاستماع للموسيقى ومشاهدة الثيران. ويبدأ الحدث بإطلاق صاروخ من شرفة مبنى بلدية المدينة. وفي صباح اليوم التالي ، تطلق ستة ثيران من ثيران المصارعة يزن الواحد منها 500 كيلوجرام حرة في الشوارع الضيقة لوسط المدينة القديمة. وينتظرها ما يربو على أربعة آلاف عداء من عدائي الثيران ، كلهم تقريبا من الرجال ، ويرتدون ثيابا تجمع بين اللون الأبيض والأحمر تكريما لراعي المدينة القديس فيرمين. ويجري العدائون الذين يعرفون باسم "موثوس" ، الذي لا يتسلحون بأي شيء سوى صحف ورقية مطوية ، إلى جوار الحيوانات أثناء قطعها مسافة 825 مترا لتصل إلى حلبة مصارعة ثيران محلية ، حيث سيتم قتل الثيران بعد ذلك في مصارعة ثيران في المساء. ويتكرر المشهد كل صباح لمدة ثمانية أيام. ويعتبر المشاركون المحليون أن مشاهدة الثيران وهي تعدو هو نوع من الفن ، وبنفس الطريقة يعتبر مصارعو الثيران الأسبان المتحمسون مصارعة الثيران فنا أيضا. ويشارك كثير من " الموثوس " في العدو أمام الثيران عام بعد عام ، ويتدربون بصورة مكثفة ليكونوا قادرين على إظهار مهاراتهم في العدو. ويطلق على العدائين عديمي الخبرة وغير البارعين اسم "باتاس" . من ناحية أخرى ، يعتبر كثير من السائحين أن العدو أمام الثيران لا يمثل شيئا بخلاف كونه فرصة لرفع هرمون الأدرينالين. ويأتون غالبا للعدو أمام الثيران بعد ليلة من السكر ، ويخرقون القواعد من خلال شد ذيول الثيران أو محاولة جذبها من قرونها. ويعرف هذا السلوك بأنه " سيتسار التورو"(إثارة حنق الثور). ويمكن أن يؤدي إلى خروج الثور عن القطيع ، ما يعرض حياة كافة العدائين القريبين منه للخطر ، بالإضافة إلى كونه عملا غير أخلاقي. ويصاب مئات من العدائين أمام الثيران ، بينهم سائحون ، كل عام. ويمكن أن يواجه أصحاب الحظ السيء مصير خيمينو ، وهو سائح من مدريد اخترق قرن أحد الثيران رقبته ورئته ما أسفر عن وفاته. وتنصح النشرة قائلة " إذا سقطت ، فابقى راقدا على الأرض حتى يمر القطيع" . كما ينصح المشاركون بمواصلة الحركة. وقال روبرتو سانث ، أحد أبرز العدائين المخضرمين أمام الثيران في بامبلونا " لا يجب أن يقف أي أحد في المنطقة التي قتل فيها خيمينو" . وتقع هذه المنطقة في منحنى ، حيث تصبح الثيران على الأرجح منفصلة عن بعضها في القطيع وتصطدم أقدامها بالألواح الخشبية التي تبطن طريقها. ولم تدفع وفاة خيمينو المدينة حتى إلى التفكير في إلغاء العدو أمام الثيران ، والذي ينتقده نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان ، لكنه يدر سنويا على بامبلونا 74 مليون يورو(93 مليون دولار) في شكل عائدات سياحية. ومع هذا ، أثار مقتل خيمينو جدلا بشأن سلامة العدائين أمام الثيران ، والتي تؤدي إلى حشد ثلاثة آلاف شرطي و350 من العاملين في المجال الصحي. وتقول سلطات المدينة إن إجراءات الأمن كافية. وقالت آنا إليزالدي ، عضوة مجلس المدينة المسئولة عن العدو أمام الثيران " عندما تجري ثيران المصارعة هذه في الشوارع فإنه من المستحيل ألا ينطوي الأمر على أي خطورة" .