حصاد القمح من أزمة الي مأساة !! () المزارعون يناشدون رئيس الجمهورية* بضرورة التدخل !! () ندرة الحاصدات وتزايد أعطالها أفشلت الحصاد!! () غياب تام للحكومة وادارة المشروع عن معركة الحصاد!! () ارتفع حصاد الفدان من 150 إلي 400 جنيه/الفدان !! () فشل حصاد القمح* يقود الي الإحجام عن زراعة !! () اكثر من 65% من مساحة القمح بلا حصاد !! كل شعوب العالم تولي موسم الحصاد اهتماما يفوق أي اهتمام بكافة المطلوبات و المسئوليات المختلفة ، علي صعيد الحكومات المتعاقبة* قبل الانقاذ* كانت* تقوم باستنفار المواطنين اعلاميا علي صعيد* ربطهم بما يدور في الحقل* عبر البث الخاص* من مواقع الانتاج في الحقل و الحواشات* هذا خلافا لبرامج متخصصة في الشأن الزراعي تجري مقابلات مع المسئولين ، اغاني و اهازيج تبث* تسليطا للضوء علي* الاستعدادات المبكرة و المشاكل التي تعترض* الحصاد و سبل التغلب عليها* وكانت كل هذه الفعاليات يأتي أكلها* جراء* نجاح استنفار المواطنين من اجل رفع حسهم الوطني بطبيعة المرحلة* الهامة من مراحل العمل* الوطني الذي تمثله الزراعة في بلد زراعي* . تطرقنا وقبل وقت كافي في صحيفة (الجريدة) الي* توقعاتنا حول الزراعة والحصاد و نبهنا المسئولين في الحكومة وفي ادارة مشروع الجزيرة* الي المخاطر التي تحدق بموسم القمح وها هي الآن تصدق كل التوقعات* التي اشرنا اليها من قبل* وتحديدا في ما يتعلق بمخاطر فشل مرحلة الحصاد* والتي تعني خسارة مركبة* للحكومة التي هي في امس الحاجة لسلعة القمح الذي يتم شراءه بعملات صعبة غير متوفرة* وخسارة للمزارع الذي يدفع مقابل ذلك تكلفة عالية* علي أمل* مقابلتها بالانتاج وقد بذل ما يليه من دور و مجهود ليصاب في مقتل جراء* تسيب و اهمال* ادارة المشروع التي افشلت موسم حصاد القمح هذا الموسم وقام المسئولون* بتسجيل غياب تام وهروب الي الامام من مواجهة شكاوي جمهور المزارعين . تقرير / حسن وراق* يدخل موسم حصاد القمح* في الجزيرة والمناقل اسبوعه الثالث* و* الموقف* ينتقل** من مرحلة الازمة الي مرحلة المأساة في ظل غياب تام للإدارة وعدم اهتمام من* رئاسة الجمهورية التي إكتفت بحضور تدشين الحصاد في قرية العقدة بالمناقل* في الاسبوع الماضي حيث حضره النائب الثاني لرئيس الجمهورية حسبو عبدالرحمن الذي اطلق عدة تصريحات* بشأن قرب موعد الاكتفاء من سلعة القمح جراء الانتاجية العالية التي شهدها موسم انتاج القمح لهذا العام و في ذات الوقت كان قد* اطلق وعوده بزراعة مليون فدان قمح . ما يحدث الآن في موسم حصاد القمح جريمة كبري* ارتكبتها ادارة مشروع الجزيرة* التي* ضللت الرئاسة حول* أكذوبة استعدادها للحصاد قبل 45 يوما وعلي حسب* تصريح محافظ المشروع انهم وفروا 597* حاصدة من مختلف الماركات* ، الموقف الراهن يقول غير ذلك حيث* أن المشكلة تنحصر* فقط في* عدم وجود الحاصدات الكافية وان الرقم الذي اطلقه المحافظ سمساعة غير صحيح مما يستدعي* محاسبته* لأنه ضلل المزارعين قبل رئاسة الجمهورية* وكل الشواهد تؤكد* عدم وجود* نصف العدد المعلن* والحقيقة تكشفها ورش صيانة الحاصدات* في الحصاحيصا حيث ترابط كميات كبيرة* من الحاصدات التي* تحتاج لصيانة مكلفة تركها اصحابها* بعد ان ارتفعت تكلفة الصيانة الي 50 الف جنيه ، ليس بمقدورهم* مقابلتها ولم تقم ادارة المشروع* بالتدخل لتوفير تمويل صيانة الحاصدات بأي شروط* ، لن تجد* اعتراض من اصحاب الحاصدات إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث .. في معظم الاقسام التي استطلعناها حول الانتاجية مع بداية الحصاد* وما انتهت اليه الآن بعد الاسبوع الثالث* تؤكد بأن هنالك* فاقد كبير* حيث بدأ الحصاد بمتوسط* 20 جوال* ليصل حتي 15 جوال /الفدان أي بفقدان 5 جوالات* وتصاعد الفاقد تصل الانتاجية الآن* الي حوالي 10 جوالات* / الفدان* حيث بلغ الفاقد 50%* و متوقع ان يتواصل الفاقد* بسبب النضج الكامل الذي يؤدي الي (حت) السنابل* بالاضافة الي الرياح التي بدأت* تهب علي المنطقة* وأصبح منظرا مألوفا* في جميع حواشات القمح* التي اكتست ارضياتها* باللون الاصفر* نتيجة لتساقط حبات القمح علي الارض* . علي حسب* افادات مختصين ، حصاد القمح في الميدان و من داخل الحواشات* أكدوا علي أن جملة المساحات التي تم حصادها* في احسن الاحوال لم تصل الي 35% وان هنالك أكثر من 65% من مساحات القمح* ما تزال بلا حصاد ، نظرا لندرة الحاصدات وتزايد اعطالها . أصحاب الحاصدات و نتيجة لازدياد الطلب في ظل ندرتها قاموا* برفع سعر حصاد الفدان* من 150 الي 200 جنيه* اقل زيادة* وتتراوح في بقية* المكاتب حوالي 300 الي 350 غير* السعر الرسمي الذي حدده البنك . في بعض المناطق** فرضوا علي المزارعين ازالة التقانت او دفع مبلغ 50 جنيه علي كل فدان لم تزل تقانته . اشتكي المزارعون من الحاصدات الصينية التي استجلبها البنك الزراعي* دون مراعاة* لطبيعة** العمل في مشروع الجزيرة الذي يتطلب حاصدات كبيرة ذات انتاجية* عالية* و بالمقارنة مع الحاصدات الكبيرة (نيوهولاند ، كلاس ، قولدير) والتي* تصل انتاجيتها من 50 الي 60 فدان في اليوم بينما* الحاصدات الصينية لا تصل انتاجيتها في احسن الاحوال* الي 17 فدان في اليوم* . في مكتب النور* بقسم معتوق* قام المزارعون هنالك* بالإمتثال لمطالب اصحاب الحاصدات* بدفع 200 جنيه بالإضافة الي 150 جنيه* تقوم الادارة بدفعها لأصحاب الحاصدات يتم خصمها في ما بعد من المزارعين* لتصبح زيادة تكلفة الحصاد* ب350 جنيه* للفدان وتصبح تكلفة حصاد الحواشة 3 فدان في مشروع المناقل* الف و خمسون جنيها . في منطقة الهدي والعقدة* الحال اسوأ بكثير من بقية المناطق حيث اصبح سباق المزارعين علي الانتهاء من الحصاد حتي لا يتفاقم* الفاقد*** أمر مقلقا فرض زيادة مخيفة علي تكلفة الحصاد بلغت 675 جنيه* بعد ان فرضت رسوم اضافية 225* بواقع 77 جنيه للفدان** وبلغت نسبة الفاقد هنالك 35% و متوقع ان ترتفع في حالة تأخر الحصاد الي 50% وعبر عدد من المزارعين هنالك من تفشي السرقات وضعف الرقابة* والمتابعة من الادارة* . في* مكتب الترابي وعلي حسب افادة المسئولين* فإن نسبة الحصاد* حتي الآن لم تتجاوز 30% من المساحات المزروعة* . في قسم* ودحبوبة* منطقة ري قرشي مكتب استرحنا* بلغت نسبة الحصاد حتي هذه اللحظة 25% فقط* في ترع ودبترو ، ودالامين ، النقرابي ، الحليواب ، ابردوم والتبر* في تلك المناطق طالب اصحاب الحاصدات* من المزارعين جوال قمح* من كل حواشة بالاضافة الي* تكلفة الحصاد التي بلغ 200 جنيه/ الجوال . في ترعة* 7* الكواهلة بحري بقسم الوسط** الحاصدة تعمل لاربعة ايام و ما تزال في رابع بيت* جراء الاعطال وعدم وجود حاصدات يزيد من نسبة الفاقد* الذي بلغ 4 جوالات* حتي الآن للفدان** ومن جملة 11 الف فدان* تعمل بها حاصدات كبيرة لم يتجاوز الحصاد الف فدان حتي الآن . في القسم الجنوبي* في مكاتب الحاج عبدالله ، فحل ، الغبشان* ، الحداد وقندال ، قلة الحاصدات* جعلت المزارعين يتحولوا الي خفراء لحراسة القمح في الحواشات من* البهائم والحرائق . موقف الحصاد في احسن الاحوال* لم يتجاوز 50%* . موسم حصاد القمح هذا العام* كشف ان مشروع الجزيرة و مزارعيه قادرون* علي تفجير الطاقات الكبيرة الكامن ةالتي* تؤكد علي ان مشروع الجزيرة قادر علي قيادة التنمية كما كان في السابق* و أن مشكلة المشروع* الاولي تكمن في اهمال* الحكومة ممثلة في سلطة اتخاذ القرار* و أن شعار سنعيده سيرته الاولي شعار خادع لمزيد من التدمير* كما وضح ذلك من عدم الاهتمال* بالتعبئة الشاملة للحصاد كما تفعل كل حكومات العالم* التي تستنفر كل جماهيرها و اجهزة اعلامها* و قدراتها و امكانياتها الاخري* باعتبار ان حصاد* القمح معركة كرامة* لانتاج الغذاء (* من لا ينتج* قوته* لا يملك قراره ) ما يحدث الآن ونحن في معركة الحصاد ، تظل* الحكومة بعيدة كل البعد عن جو معركة الحصاد والجماهير مغيبة عن* ما يدور في الوقت الذي لا توجد اهميه توازي اهمية الحصاد . المشكلة الثانية* هي مشكلة ادارة المشروع التي* فشلت في التخطيط لموسم زراعة القمح* وفشلت في* التحضير لحصاد القمح الذي* يمثل جهد جبار للمزارعين بذلوا فيه* مجهود مادي و جسماني و نفسي جبار علي امل ان* يحققوا مكاسب* تخرجهم من ظلمات* و خسائر المواسم السابقة* بعد أن ارتفعت روحهم المعنوية ببشريات* انتاجية وفيرة* هذا العام ،* سرعان ما تبدد* الحلم جراء فشل الادارة و اكاذيبها في الاستعداد المبكر للحصاد وتوفير قرابة 600 حاصدة كانت كلها اكاذيب تكشفت في موسم الحصاد بعد ان باتت خسائر المزارعين* لا يختلف حولها اثنان بعد اخفاق ادارة المشروع التي* تتحمل كل الخسائر التي ستحدثت جراء فشل حصاد القمح* هذا العام . جميع المزارعين الذين اتصلنا عليهم لمعرفة حقيقة الاوضاع المتعلقة بالحصاد طلبوا منا رفع الامر نيابة عنهم لرئيس الجمهورية* لأجل تدخله العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه ،علي الاقل* تقليلاً* للخسائر المتصاعدة بسبب فشل الحصاد .