رغم حث الأطباء والأخصائيين على استخدام كريمات الوقاية من الشمس بشكل منتظم وقبل التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، لا سيما عند ارتفاع درجات الحرارة، وتأكيدهم على نجاعتها في حماية الجلد، أثبتت بحوث جديدة أن هذه المستحضرات لا تقدر إلا على تأخير ظهور السرطان ولا تمنع الإصابة به. العرب لندن - أظهرت دراسة بريطانية أن كريمات الحماية من الشمس حتى التي تحتوي على أعلى معدلات الوقاية، لا يمكنها أن تحمي من سرطان الجلد الأسود، شديد الخطورة. ووفقا للدراسة التي أجرتها جامعة مانشستر ونشرتها مجلة فوكوس الألمانية، فإن كريمات الحماية من أشعة الشمس يمكنها أن تؤخر ظهور سرطان الجلد الأسود لكنها لا تحمي منه بشكل كامل. وأجرى الباحثون تجربتهم على فئران قاموا بدهن أجزاء منها بكريمات الحماية من الشمس بمعدل حماية 50 درجة، في حين تركوا بعض الأجزاء دون حماية قبل تعريضها لأشعة الشمس. ووفقا للنتائج فإن الأجزاء التي لم تدهن بكريم الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، ظهر عليها سرطان الخلايا الصبغية خلال سبعة أشهر أما المناطق التي تم دهنها بكريمات الحماية من الشمس فلم يتكون عليها سرطان الخلايا الصبغية إلا بعد نحو 17 شهرا. ورصد الخبراء، وفقا لمجلة فوكوس، ارتباطا بين سرطان الخلايا الصبغية وأحد الجينات الذي يتحمل مسؤولية تكون وانتشار سرطان الجلد الأسود. وحذرت الدراسة أصحاب الشامات بشكل خاص من سرطان الجلد الأسود، إذ أن هؤلاء بحاجة أكبر إلى الحماية من الشمس ولا يمكنهم الاعتماد فقط على كريمات الحماية من الأشعة تحت البنفسجية. ويؤكد الباحثون أنه غالبا ما يتعرض المرء لأشعة الشمس الحارقة لفترات طويلة خلال فصل الصيف، وهو ما قد تنجم عنه أضرار قد تصل إلى حد الإصابة بسرطان الجلد. ويعد الكشف المبكر طوق النجاة من سرطان الجلد؛ لأنه كلما تم تشخيص المرض مبكرا، زادت فرص الشفاء. كما يمكن الوقاية من الآثار الضارة لأشعة الشمس من خلال اتباع بعض النصائح والتدابير البسيطة. ويُعرف سرطان الجلد بأنه نمو غير طبيعي لخلايا الجلد، ويظهر نتيجة التعرض لأشعة الشمس الضارة. ويظهر هذا المرض في البداية على شكل تغير في الجلد على الظهر مثلا، وينقسم إلى ثلاثة أنواع، هي: سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الميلانوما أو ما يعرف باسم سرطان الجلد الأسود. وهناك عدة عوامل تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، من أهمها التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة سواء كانت من أشعة الشمس المباشرة أو من خلال أجهزة التسمير. وأوضح أندرياس أرنولد، مدير مركز سرطان الجلد التابع لمستشفى غرايفسفالد الجامعي، أن خطر الإصابة بسرطان الجلد يرتفع مع أنواع البشرة الفاتحة. ولا تقتصر الخطورة على الأشخاص، الذين يستخدمون أجهزة التسمير فقط، بل تسري أيضا على الأشخاص، الذين يعملون لفترات طويلة في الهواء الطلق. ولا يظهر تأثير الأشعة فوق البنفسجية إلا بعد فترة طويلة قد تمتد إلى عقود. وأكد الطبيب الألماني أن حروق الشمس تعتبر من الكوارث الجلدية، التي يمكن أن تصيب المرء. وكلما تم اكتشاف سرطان الجلد بشكل مبكر، تزداد فرص الشفاء منه، ولذلك يتعين على المرء إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن المرض، ومن الأفضل أن يتم إجراء الكشف المبكر كل سنتين على أقصى تقدير بدءا من عمر ال35 عاما؛ حيث يقوم طبيب الأمراض الجلدية بفحص البشرة في جميع أنحاء الجسم. وأضاف رالف فون كيدروفيسكي، من الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية، أن الهدف من الكشف المبكر يتمثل في تشخيص المرض في مراحله الأولى؛ نظرا إلى أن توقعات نجاح العلاج تعتمد على مدى تقدم المرض عند التشخيص. وفي حالة التشخيص المبكر للمرض فإن العلاج يكون أقل إرهاقا. وحتى في حالة إجراء الكشف المبكر بصورة منتظمة، يتعين على المرء أن يفحص جلده بنفسه؛ نظرا إلى أن المراحل الأولية لسرطان الجلد تكون ظاهرة وملموسة في بعض الأحيان؛ حيث غالبا ما تظهر المواضع المصابة بسرطان الجلد الأسود بلون قاتم وغير منتظمة الشكل، ويمكن أن يتغير لونها وحجمها وشكلها. وفي حالة سرطان الجلد الأبيض فإن مواضع الجلد المصابة تكون متقشرة وغير مستوية وذات لون متغير. الهدف من الكشف المبكر يتمثل في تشخيص المرض في مراحله الأولى؛ نظرا إلى أن توقعات نجاح العلاج تعتمد على مدى تقدم المرض عند التشخيص وأوضحت الهيئة الألمانية لمساعدة مرضى سرطان الجلد أنه ينبغي التمييز بين الشامة، التي تظهر على الجلد، وبين سرطان الجلد؛ حيث يعتبر الشكل المتفاوت إحدى العلامات التحذيرية للإصابة بسرطان الجلد، بالإضافة إلى الحواف غير المستوية والخشنة. وعند ظهور مواضع بألوان مختلفة في البشرة، مثل اللون الوردي والرمادي والأسود، ينبغي استشارة طبيب الأمراض الجلدية على الفور. وإذا كان قطر الشامة أكبر من 5 ملم، فإنه يجب دق ناقوس الخطر والتحقق من الأمر لدى الطبيب المختص، ويسري الأمر نفسه إذا تغيرت الشامة خلال الثلاثة شهور الماضية. ويجب أن يشمل الفحص أيضا أجزاء الجسم المختلقة مثل الأصابع وباطن القدم والأذن. وتتمثل أفضل وسيلة للوقاية من سرطان الجلد في التعامل مع الشمس بشكل محسوب وحسب نوع البشرة، وتجنب الإصابة بحروق الشمس قدر الإمكان، ولذلك يتعين على المرء تجنب التعرض لأشعة الشمس.