وضعت (الراكوبة) يدها على الميزانية المخصصة من قبل حكومة ولاية غرب كردفان لاستقبال الرئيس البشير في زيارته المرتقبة للولاية مطلع الاسبوع المقبل. وتحصلت (الراكوبة) على وثيقة خطيرة تكشف حجم الفساد والاعتداء على المال العام واهداره بصورة عبثية، بينما يتضوّر مواطن الولاية جوعا وينتاشه الفقر والمرض. وكشفت الوثيقة التي اعدتها الادارة المالية باللجنة العليا لاستقبال رئيس الجمهورية، أن حكومة ولاية غرب كردفان، خصصت اثنين مليار ومائة وستة وعشرين مليوناً من الجنيهات، لزيارة الرئيس الى الولاية غضون الايام المقبلة. وخصصت الميزانية الموضوعة للزيارة (372) مليون جنيه للجنة الحشد، خصصت منها (137) مليون جنيه لايجار وسائل الترحيل لحشد المواطنين، وخصصت (200) مليون منها جنيه لبند الاتصالات، كما خصصت (5) مليون جنيه لما أسمته ب"الطواف"، بالاضافة الى (215) مليون جنيه خصصتها لاستنفار الريف لاستقبال الرئيس. بجانب (10) مليون جنيه خُصصت للطرق الصوفية لارسال ممثليها للمشاركة في فعاليات الزيارة، كما خصصت (300) مليون جنيه للجنة السلامة. واقترحت الميزانية الموضوعة للزيارة التي اطعلت عليها (الراكوبة) منح 447 مليون للجنة المشروعات، خصصت منها (241) مليون جنيه لردم وترميم منازل من اسمتهم بالشهداء، كما خصصت منها (65) مليون جنيه للمعارض، وخصصت منها (30) مليون جنيه الى فعالية اسمتها ب"ليلة انفاس الشهداء"، كما خصصت منها (110) مليون جنيه للمشاريع الانتاجية. وقامت اللجنة العليا لاستقبال رئيس الجمهورية بتخصص (346) مليون جنيه للجنة الاعلام، خصصت منها (140) مليون جنيه للبرامج الاذاعية والتلفزيونية الخاصة بتغطية الزيارة، ووضعت (116) مليون جنيه منها لما اسمته بالاعلام الجماهيري. وخصصت منها (90) مليون جنيه لتغطية الزيارة في الصحف والاعلامي الالكتروني. واقترحت الميزانية الموضوعة للزيارة منح لجنة الضيافة والاسكان مبلغ (607) مليون جنيه، كما اوصت بمنح (87) مليون جنيها للجنة الاسكان، بينما خصصت (520) مليون جنيه للوجبات. وقامت اللجنة العليا لاستقبال رئيس الجمهورية بتخصص (353) مليون جنيه للجنة المقر والميدان، خصصت منها (126) مليون جنيه للمناشط التراثية، واقترحت تخصيص (110) مليون جنيه لما أسمته إعداد المنصة، وخصصت منها (52) مليون جنيه لايجار الصيوان، بالاضفاة الى (65) مليون جنيه للمراسم والاكراميات. وسخر ناشطون من الخطوة واعتبروها تعكس حالة الفساد التي انتظمت هياكل الدولة السودانية، مشيرين الى ان هذه الميزانية اولى بها مواطن الولاية الذي يرزح تحت نير الجهل والفقر والجوع والمرض. وقال احد الناشطين": في الوقت الذي بلغت فيه حالات الاصابة بالسرطان ارقاما كبيرة، وفي الوقت الذي لا يجد فيه طلاب المدارس ما يجلسون عليه في الفصول الخربة وفي الفصول المبنية من القش، وفي الوقت الذي يعاني المواطن من المرض، تقوم حكومة ولاية غرب كردفان بتخصص اكثر من ملياري جنيه لتبيع النفاق لرئيس الجمهورية من خلال جماهير محشودة بالقوة الجبرية ومحشودة بشراء الذمم والولاء.. فكان الواجب ان يتم تخصص هذه الميزانية للمشاريع التنموية في الولاية التي تعاني فقرا في كل شئ".