ذكرت مصادر بوزارة الخارجية الاسرائيلية انه من المتوقع ان تعترف اسرائيل بجنوب السودان كدولة مستقلة خلال الاسابيع المقبلة . ونقلت صحيفة 'هاارتس' الاسرائيلية في موقعها الالكتروني الجمعة عن المصادر قولها ان وزارة الخارجية تولى اهمية كبيرة لجنوب السودان واونها عينت منسقا خاصا لها في هذا الشأن منذ فترة طويلة، كما كانت تتبادل الرسائل السرية مع حكومة جنوب السودان. وقالت الصحيفة ان تل أبيب لن ترسل ممثلا لها للمشاركة في مراسم اعلان قيام دولة جنوب السودان غدا السبت، ولكنها تعتزم الاعتراف بالدولة الجديدة فور اعلان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الاعتراف بها. واضافت ان استعداد اسرائيل للاعتراف بدولة جنوب السودان يأتي في نفس الوقت الذي تشن فيه البلاد حملة دولية لمنع اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة فلسطينية. وتقول اسرائيل انه يجب اقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات فقط، وليس من خلال اجراءات احادية الجانب. وقالت مصادر الخارجية الاسرائيلية انه على النقيض من محاولات اقامة دولة فلسطينية، فان جنوب السودان سيعلن استقلاله عقب مفاوضات والتوصل الى اتفاق ومن ثم فان اسرائيل تنظر بايجابية الى الاعتراف بالدولة الجديدة. وعشية الاعلان رسميا عن استقلال جنوب السودان اعلنت الخرطوم الجمعة اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان، في حين تسير الاستعدادات على قدم وساق في جوبا، عاصمة الدولة الوليدة، حيث سيجري السبت حفل اعلان الاستقلال. وفي قرار صادر عن الرئاسة السودانية تلاه الجمعة وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح اعلنت حكومة السودان اعترافها رسميا بقيام دولة جنوب السودان. وجاء في القرار الرئاسي 'تعلن جمهورية السودان رسميا اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة'. واضاف حسن صالح في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي 'تعلن جمهورية السودان اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وفقا للحدود القائمة في الاول من كانون الثاني/يناير 1956 والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005 انطلاقا من اعترافها بحق تقرير المصير واعترافها بنتيجة الاستفتاء الذي اجري في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011 وانفاذا لمبادئ القانون الدولي'. واكد ان السودان يعلن 'التزامه بانفاذ اتفاق السلام الشامل وحل القضايا العالقة مع الجنوب'، مضيفا ان الحكومة السودانية 'تدعو حكومة جنوب السودان للاستمرار في الاعتراف بالاتفاقيات الدولية والثنائية التي وقعتها حكومة السودان'. من المقرر الاعلان رسميا عن قيام دولة جنوب السودان السبت بعدما صوت 98' من أهالي الجنوب لصالح الانفصال عن الشمال، وذلك في استفتاء جرى في شهر كانون ثان/يناير الماضي، وفقا لاتفاق السلام الشامل الذي ابرم عام 2005 ليضع حدا لسنوات طويلة من الحرب بين الشمال والجنوب. من جهة اخرى إتُهمت بعثة الأممالمتحدة في السودان بارتكاب اخفاقات خطيرة في أداء واجبها في توفير الحماية مئات المدنيين الذين قُتلوا خلال حملة من أعمال العنف استمرت شهراً من جانب حكومة الخرطوم على حدودها الجنوبية. ونسبت صحيفة 'اندبندانت' الصادرة الجمعة إلى شهود عيان قولهم إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة 'وقفت جانباً حين تعرض مدنيون عزل للقتل برصاص قوات الحكومة السودانية خارج بوابات قاعدة للأمم المتحدة قبل اجبارها على الانسحاب مثل الخراف المذبوحة'. واضاف شهود العيان أن قادة محليين تم تسليمهم للقوات الحكومية بعد لجوئهم إلى مسؤولي الأممالمتحدة بحثاً عن مأوى، فيما أجبر العنف عشرات الآلاف من المدنيين على الاختباء في جبال النوبة. واشارت الصحيفة إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين المذعورين احتشدوا أمام بوابات مقر بعثات الأممالمتحدة في السودان (يونميس) بعد اندلاع القتال في كادوغلي عاصمة ولاية كردفان الجنوبية مطلع حزيران/يونيو الماضي. ونسبت إلى معلمة المدرسة هاوا مندو، التي وصلت مع عائلتها إلى مخيم للنازحين مطلع الشهر الماضي، قولها إنها 'شاهدت عملاء الحكومة السودانية وقوات غير نظامية ارتكبت فظائع في دارفور وتعرف باسم قوة الدفاع الشعبي، تدخل مخيم النازحين لاصطياد منتقدي الحكومة'. واضافت مندو أن هذه القوات 'كانت مزودة بلوائح تضم أسماء أشخاص تبحث عنهم وقامت بقتلهم بعد التعرف عليهم من قبل جواسيس محليين، وشاهدت ستة أشخاص يُقتلون أمامها من ثم يُجرون من اقدامهم مثل خراف مذبوحة، وكان الناس يصرخون ويبكون في حين وقف جنود الأممالمتحدة يتفرجون من ابراج المراقبة'. الى ذلك الت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة انه يجب تمكين قوات حفظ السلام الدولية من البقاء في المناطق المضطربة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق بعد انفصال جنوب السودان عن شماله رسميا غدا السبت. وجاءت تصريحات رايس قبل يوم من انتهاء التفويض الممنوح لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة. ويستعد جنوب السودان الفقير المنتج للنفط الذي تعصف به الصراعات للاستقلال غدا التاسع من يوليو تموز وتنتهي حينها بعثة الاممالمتحدة في السودان التي فوضت بمهمة مراقبة اتفاق السلام الشامل الذي ابرم عام 2005 ونص على اجراء استفتاء في يناير كانون الثاني اختار فيه الجنوبيون بأغلبية كاسحة الانفصال عن الشمال. وطبقا لنسخة من مسودة قرار اطلعت عليها رويترز ستتشكل قوة جديدة في جنوب السودان قوامها 7000 فرد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بالاضافة الى شرطة مدنية قوامها 900 فرد. وصرح دبلوماسيون بأنه من المقرر ان يصوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة على مشروع هذا القرار يوم الخميس المقبل. وصرح دبلوماسيون بأن الخرطوم أعلنت صراحة انها ضد استمرار وجود قوات حفظ السلام الدولية. وقال دبلوماسي ان هذا يعني ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الشمال يجب ان ترحل الا اذا تم التوصل الى اتفاق ما. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة في كلمة ألقتها في واشنطن 'الولاياتالمتحدة قلقة للغاية من قرار الحكومة (السودانية) باجبار بعثة الاممالمتحدة في السودان على الرحيل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق واماكن اخرى في الشمال في التاسع من يوليو.' وأضافت رايس 'من الضروري السماح للامم المتحدة ان تحتفظ بوجود كامل لقوات حفظ السلام في هذه المناطق لفترة اضافية.' وصرحت بأن هناك حاجة لوجود القوة كاملة في تلك المناطق لتوزيع المساعدات الانسانية وحماية المدنيين. وأعلن هايلي منكريوس مبعوث الاممالمتحدة الخاص للسودان في بيان أصدرته بعثة الاممالمتحدة في السودان ان 'تصفية' البعثة سيبدأ السبت. وقال ميشيل بوناردو المتحدث باسم ادارة عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ان هذا يعني سحب نحو 3000 فرد من قوات حفظ السلام من مناطق في الشمال. وصرح منكريوس بأن الصراع الحالي في جنوب كردفان كان له 'عواقب مقلقة للغاية على السكان المدنيين.'