بالرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة والقائمين على أمر الصحة والدواء، إلا أن مشكلة الدواء انعدامه وارتفاع أسعاره مازالت تتجدد يوماً بعد ، خاصة الادوية المنقذة للحياة مثل الضغط والسكري بأنواعه، والسرطانات وأمصال العقارب والثعابين والمحاليل الوريدية، لجهة أن انعدامها يشكل خطراً على حياة المريض، إذ أن استعمالها دائم. وسبق أن أعلنت وزارة المالية والاقتصاد الوطني عن دعم المجلس القومى للأدوية والسموم، والمختبر الوطني للرقابة والبحوث الدوائية، بعيد تأكيداته على ضرورة تشجيع الصناعة الدوائية الوطنية، وتسريع إجراءات التسجيل للأدوية، بجانب سن التشريعات التي تحكم الأدوية بإعتبارها من السلع الثمانية التي يستهدفها البرنامج الخماسي لأهميتها فى حياة الناس، لأنها تعد من أكثر أربع سلع يتم استيرادها، مؤكدا أن الأدوية سلعة ذات خصوصية. وكان وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبو قردة رئيس المجلس أكد على تحمل الدولة لمسؤلياتها تجاه توفير الأدوية المجانية وتقوية التأمين الصحي. انعدام أدوية السكري كل هذا الكلام انتفى من خلال الجولة التي قامت بها (آخر لحظة) لعدد من الصيدليات، حيث كشفت الجولة عن شح كبير في أدوية التأمين الصحي بالنسبة لمرضى السكري والضغط. وأبدى عدد من المرضى الذين التقتهم الصحيفة استياءهم التام لعدم توفر الأدوية في صيدليات التأمين الصحي في عدد من المراكز بالولاية، وأكد أحد المرضى أنه ذهب إلى عدد من صيدليات شوامخ في كل من الخرطوم وبحري وأم درمان ولم يجد أدوية السكري والضغط التي يستخدمها، مشيراً إلى انعدام أبسط الأدوية «الأسبرين» بالصيدليات. واضاف بان هنالك (15) نوعاً من أدوية الضغط والسكري التي يمكن شراؤها بربع القيمة، إلا أنها انعدمت تماماً من هذه الصيدليات، وأكد أيضاً انعدام الفايتمين الذي يعرف باسم «كوبال» وهو عقار مصري يستخدمه مرضى السكري، لأنه يساعد على عدم تلف الأعصاب، وهو مهم جداً بالنسبة لهم . تسجيل الأدوية الخبير الصيدلاني د. زهير حسن أيوب قال في حديثه للصحيفة إن الأدوية المنقذة للحياة يجب أن تتوفر بكميات كبيرة، لأن انعدامها يشكل خطراً على حياة المريض، خاصة بخاخات الأزمة وأدوية القلب، وأكد على ضرورة تسريع إجراءات التخليص لها، وأن يتم استيرادها عبر الطائرات، وعدم تعقيد الإجراءات. وأشار زهير إلى أن هذه الأدوية تتوفر في الإمدادات الطبية التي لاتستطيع الالتزام بسد الحوجة المطلوبة منها، وأضاف أن الإدارة الجديدة في مجلس الأدوية والسموم فتحت تسجيل الأدوية، وقال هذا الأمر سيساعد على سرعة التسجيل. وانتقد وجود شركات مسجلة تحت مسمى أدوية منقذة للحياة، زهير أرجع شح أدوية التامين الصحي بالصيدليات إلى ارتفاع عدد المؤمن عليهم من قبل إدارة التأمين الصحي بالدولة، وأكد أن أسعار عدد من الأدوية يتم وفقاً للشركات المنتجة، لافتاً إلى أن نسبة الزيادة تصل إلى خمسين بالمائة في الصيدليات . أما رئيس اتحاد الصيادلة د. صلاح إبراهيم فقد أكد أن وضع الدواء لم يتغير كثيراً، إلا أنه قال إنه أفضل من السابق، ولكنه دون الطموحات، مقراً بأن مشكلة الاعتمادات المالية مازالت قائمة، ويرجع ذلك إلى أن الدولار يتم منحه بسعر السوق الرسمي، ورغماً عن ذلك غير متوفر، منبهاً إلى حاجة البلاد من الأدوية المنقذة للحياة، مابين (250) إلى (300) مليون دولار، وهو يمثل حجم الاستيراد بخلاف الإمدادات الطبية والمصانع المحلية والوطنية. البحث عن معالجات عضو لجنة الصحة والبئية الفرعية بالبرلمان التجاني محمد الكجم قال بالرغم من وجود لجنة لمتابعة مع الجهات المختصة إلا أن الفجوة في الأدوية مازالت موجودة، إضافة إلى عدم توفر النقد الأجني للاستيراد. وأضاف شرعنا بالاتصالات مع البنك المركزي للبحث عن معالجات، وطالبنا المجلس القومي للأدوية والسموم أن يكثف جهوده للحد من ارتفاع أرباح الصيدليات التي بلغت 40% بدلاً عن 20%، حتى يحدث استقراراً في الصيدليات، والكادر العامل مطالب بتخفيض الرسوم المفروضة على الصيدليات من نفايات وكهرباء، وانتقد كجم تعاطف السلطات مع الشركات على حساب الصيدليات تفاوت الأسعار أحد الصيادلة فضل حجب اسمه أكد ارتفاع أسعار بعض الأدوية بصورة لافتة، فضلاً عن انعدام بعضها تماماً في الصيدليات، مشيراً إلى عدم وجود البدائل، وأضاف أنه ومنذ فترة طويلة شهدت أدوية الروماتيزم شحاً كبيراً، وقال إن المواطنين يتفاجئون كل يوم بتسعيرة، وأن الزيادة تتفاوت ما بين 10% إلى 100%، ونجد أن المواطن يضطر للشراء، ونوه إلى أن أسعار الأدوية المصنعة محلياً، أسعارها مرتفعة أكثر من المستوردة. اخر لحظة
