*يخبط النظام الحاكم في سياساته الداخلية والخارجية,ففي الداخل يستخدم اليد البوليسية الباطشة,أما في سياسته الخارجية,فاليد الباطشة داخليآ تتحول الي يد سفلي...!!! *ومن المعلوم بداهة أن السياسة الخارجية لأي دولة,انما هي انعكاس لسياستها الداخلية,اذ لا يستقيم ان تتعامل مع أهل البيت بطريقة تناقض تعاملك مع خارجه,وخاصة اذا كان ذلك الخارج يطمع فيما بداخل ذلك البيت,الذي حتمآ ستفقده مهما طال الزمن,فقهر الداخل والخنوع للخارج,يحمل في طياته عواقب وخيمه علي مستقبل البيت السودان وبقاؤه علي الخارطة السياسية العالمية,كما أن الخارج يستفيد فائدة عظمي من تململ الداخل جراء الكبت والبطش الذي يعانيه,بل ويستخدمه للضغط علي النظام حتي يستجيب لمطالبه,وتصبح يد النظام مغلولة تجاه الخارج بسبب ذات سياساته الداخلية التي ارتضاها لنفسه وحول يده الي طريق لاتجاه واحد نحو الأسفل,فخسر الداخل ولم يكسب الخارج الذي بدوره استمال الداخل بدفاعه الكاذب عن حقوق الانسان وتقديم قيادة النظام للمحكمة الجنائية الدولية...!!! *كما أن هذا التضارب في السياسة الداخلية مع الخارجية أدي الي تفكيك النسيج الاجتماعي وضياع الهوية,الأمر الذي فتح الحدود علي مصراعيها,وما نتج عن ذلك تدافع مواطني دول الجوارمن كل حدب وصوب,مما يشكل تهديدآ مباشرآ علي النسيج الاجتماعي والهوية,هذا بالاضافة الي أن الذين يفدون الي السودان من دول الجوار ليسوا من ذوي خبرات يستفاد منها,بل علي العكس يحملون أمراضآ غريبة علينا وجريمة لم نعهدها من قبل وثقافة مغايرة لثقافتنا,ولا تشاهدهم الا في الشوارع واشارات المرور يسألون الناس ويدهم دائمآ السفلي,وتستوي في ذلك كل الجنسيات الوافدة للسودان...!!! *ان أوروبا وأمريكا في أشد الحوجة للمهاجرين,ولكن بمواصفات خاصة لا تنطبق علي المهاجرين عبر بلادنا,وكلاهما في حوجة الي العقول والايدي العاملة,هؤلاء تنتقيهم أمريكا وأوروبا معززين مكرمين وليسوا في حاجة الي المخاطرة لقطع الصحاري والموت عطشآ أو ركوب الزوارق المطاطية والموت غرقآ,ومن لا يريدونهم نطالب نحن باحتجازهم في بلادنا,لتمزيق نسيجها الاجتماعي وطمس هويتها...!!! *من القرارات الغريبة والسيئة النية قرار المجموعة الاوروبية تسليح قوات الدعم السريع كي تحد من الهجرة الي اوروبا,ولكنها لم تتطرق الي أمر في غاية الأهمية,وهو ما مصير هؤلاء بعد منعهم من الهجرة الي أوروبا؟هل سيقوم السودان بارجاعهم الي أوطانهم الي هجروها,أم سيبقون في السودان؟وهل يملك السودان امكانية ارجاعهم الي اوطانهم؟أم ان السودان سيستوعبهم في أراضيه؟ففي الاولي لا يملك الامكانيات المادية لارجاعهم لأوطانهم أما في الثانية فالنظام الذي تخلي عن شعبه الذي من دمه ولحمه لا اظن يهتم بغريب هجر وطنه...!!! *وهؤلاء سيضعون اللوم كل اللوم علي السودان والسودانيين الذين كانوا سببآ في حرمانهم من الوصول الي أوروبا ويتحولوا داخل السودان الي أداة تقلق امن البلاد الاجتماعي بالجريمة,والأمن القومي باستغلالهم من ذات الغرب في عمليات تهدد أمن البلاد وليس لهم ما يخسرونه...!!! *وقد يتحول هؤلاء الي نواة لثورة الغوغاء وهي الاحتمال الأقرب حدوثأ في ظل الجو السياسي المضطرب,وضعف كلأ من المعارضة ونظام الحكم,واضعاف الجيش الوطني الذي هو صمام أمن البلاد وهو المؤسسة الوحيدة القادرة علي حفظ الأمن...!!! *لماذا لم تدعم المجموعة الأوربية القوات النظامية التي تمثل حرس الحدود,ألم يكن من الاجدي منعهم من دخول السودان بدلآ من منعهم الخروج منه..!؟ *وما دور الدولة السودانية في هذا الأمر الخطير,أما كان بامكان الدولة في السودان أن تفرض شروطها علي المجموعة الاوروبية وهي التي تحميها من هجرة ترفضها؟ *والمجموعة الأوروبية تصرف مئات المليارات في جهودها للحد من الهجرة اليها,بينما نسبة صغيرة من هذه الاموال تكفي لانشاء مشاريع منتجة في تلك الدول التي يهجرها مواطنوها,وهذه المشاريع ذات عائد لكل من اوروبا والدول التي يهجرها مواطنوها وهو أمر يوفر الأمن والفائدة لكل من اوروبا والدول التي تفرخ الهجرة الي اوروبا...!!! *تركيا كان نقطة انطلاق الهجرة الي اوروبا,تعاملت مع الأمر ويدها كانت العليا,فرضت شروطها التي قبل بها الجانب الاوروبي,وأي تنصل من الجانب الأوروبي تعرف تركيا كيف تتعامل معه,فهي ببساطة يمكنها فتح الحدود امام اللاجئين الأمر الذي تخشاه اوروبا أكثر ما تخشي,لماذا لأن يد تركيا هي العليا...!!! *منذ حوالي ثلاثة عقود قررت أمريكا مصير السودان وقد سمته السودان الجديد,وقد تم تفسير السودان الجديد بأنه يتم بالاحلال والابدال,وانا اري ان هذا يجري تنفيذه,من قبل النظام الحاكم دون ان تخسر امريكا دولارآ واحدآ,كل هذا ابتغاء مرضاة أمريكا,وصاحب اليد السفلي دائما ما يقدم اكثر مما ياخذ,ويدفع مقابل الفتات كرامة شعب بأكمله...!!! *والشعب السوداني لا يفرط في أمر الكرامة مهما كان الثمن...!!! [email protected]