كان على السيد مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حين كشفت حادثة غياب نشرة الأخبار سوءة العمل الإداري الذي يقوده من خلال هذا الحدث النادر، أن يتقدم هو بالشكر والتقدير لمدير إدارة الأخبار الأستاذ الوليد مصطفى على نجاحه لفترة طويلة في التحايل على الظروف الفنية والإدارية والنفسية للكادر العامل في قسمه في التلفزيون والمحافظة على استمرار بث الأخبار دون انقطاع أو غياب قبل حادثة الخميس. أمثال الوليد وغيره من العاملين في التلفزيون (الحالو مكشوف) ومعروف للجميع يستحقون التكريم وليس الإعفاء.. والزبير هو الذي يستحق الإعفاء من منصبه طالما أنه لم يتقدم من تلقاء نفسه باستقالته. حين حدثت تلك السابقة يوم الخميس قال وزير الدولة للاعلام ياسر يوسف (إن ما حدث هو انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة وفي إحداها تعطل جهاز مولد النبضات الكهربائية للاستوديوهات وبالتالي خرج استديو الأخبار من الخدمة، وبذل مهندسو الهيئة جهودا كبيرة حتى تم استعادة النظام في وقت متأخر). وهذا يعني أنه لو كانت هناك مسؤولية مباشرة فهي تقع على مدير الهيئة الذي كان من المفترض أن يوفر بدائل جاهزة وبكفاءة فنية عالية في حالات انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل أجهزة البث. هذه ليست مسؤولية مدير الأخبار أو رئيس القسم أو الموظفين الأدنى بل هي مسؤولية الإدارة العليا ومن فوقها مسؤولية وزير الإعلام. ونربأ بالأستاذ الإعلامي الزبير عثمان أن يتخذ قراراً مثل هذا بهدف تقديم كبش فداء وإرضاء قيادات عليا غضبت ربما فشعر بأن بقاءه في المنصب بات مهدداً. لا نريد أن نستسلم لهذه الفرضية برغم أنها تفرض نفسها مهما أعدنا وكررنا التأمل ومحاولات التحليل لقرار السيد الزبير عثمان. مدير الهيئة هو الذي عليه أن يغادر منصبه حالاً لأن من الواضح أن حادثة غياب نشرة الأخبار حدثت برغم جهود فنية ومهنية من الكوادر الفنية الأخرى كانت تتم ولفترات طويلة لمنع حدوثها ومنع حدوث فضائح إدارية أخرى منذ عهد محمد حاتم سليمان لكنها حدثت برغم تلك المقاومة لأن تيار الفشل الجارف مثلما ظل يخسر جولات المقاومة لجهود المخلصين سنوات فإن من الطبيعي أن يكسب جولته يوم الخميس ويعود ليكسبها مرة أخرى طالما استمر الحال في التلفزيون. كثير من المؤسسات يغطي فيها جهد المخلصين الصغار سوءات المتخمين الكبار الذين يتبنون النتائج حين تأتي طيبة فيحصدون الثمار، وبالمقابل (يتملصون) من المسؤولية في حالة العجز والفشل ويحضرون سكاكين الذبح لأمثال الزميل المبدع الخلوق الوليد مصطفى. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين. اليوم التالي