خلافا للتوقعات شهدت أسعار الدولار استقرار ملحوظاً طوال الفترة الماضية حيث كانت التوقعات تشير الى ارتفاع قياسي فى أسعار الدولار بعد الانفصال مباشرة، ولكن انتظام البنك المركزي فى ضخ النقد الأجنبي بالبنوك والصرافات أسهم فى خفض الأسعار، وأزال حالة القلق والتوتر منذ إعلان انفصال الجنوب رسمياً عن الشمال، واستمر الاستقرار فى أسعار صرف الدولار لفترة ليست بالقليلة على الرغم من ارتفاعه والازدحام الذى شهدته الصرافات، وفى ظل سياسات البنك المركزي الرامية لاستقرار سعر الدولار وتخفيضه وذلك وفقا لتوفيره للأغراض الأساسية عبر قنوات النقد الرسمية ولتقريب الشقة بين السوق الموازي وتلك القنوات شهدت عدد من الصرافات ازدحاما يهدد بارتفاع سعر الدولار إلا أن جولة (الأحداث) داخل عدد من الصرافات بولاية الخرطوم كشفت عن استقرار سعر الدولار لأكثر من شهرين، وسط توقعات بثبات سعره فى ذلك الارتفاع الى حين انخفاضه، وعزا اتحاد الصرافات الازدحام الى الضوابط التى وضعها بنك السودان المركزي والتى بدورها حدت من تسريب الدولار الى السوق الأسود مما اضطر طالبي النقد للتعامل مباشرة مع القنوات الرسمية طوال الفترة الماضية خاصة فى نهاية رمضان وعقب عطلة العيد ، إضافة الى زيادة الطلب على الدولار من قبل مواطني الجنوب عند إعلان قيام دولتهم والذى أثر بدوره على العرض، لكن المراقبين والمحللين يرون أن الإقبال على الدولار قل مقارنة بالفترة السابقة، ووصف عبد المنعم نور الدين نائب الأمين العام لاتحاد الصرافات عودة الازدحام بسبب قلة النقد بالمستحيلة فى ظل استمرار المركزي لضخه، مشيرا الى زيادة المبالغ المتبقية من حصة الصرافة بعد أن تراجع الطلب بعد انتهاء موسم العمرة، وقطع بأن الكميات التى يضخها المركزي تكفي لتلك الأغراض، وكشف عن زيادة عدد المسافرين لأغراض غير التى حددها البنك المركزي والمتمثلة فى (العلاج، والتعليم والدراسة) ورهن نور الدين الحد من السوق الموازي الذي يساهم فى ارتفاع الدولار بتوفيره كميات أكبر من النقد لأغراض التجارة وغيرها بفتح منافذ لتوفير الدولار عبر البنوك التجارية للاستخدامات الأخرى، مبينا أن الازدحام الحالي الذي تشهده الصرافات يعود الى ضيق الوقت، وأكد على وجود عدد من الصرافات خالية تماما من طالبي النقد مما يدل على أن التجمهر والاكتظاظ فى صرافات محددة دون أن يعرف أسبابه غير أنه جدد تأكيده كفاية المبالغ التى يضخها البنك للأغراض المعلومة، وقال إن تواجد الدولار فى البنوك التجارية يقلل من اتجاه التجار للجوء الى السوق الأسود، مؤكدا عدم تأثير حافز الصادر على الأسعار، وقال: "فرض الحافز من أجل تحفيز المصدرين ومنعهم للجوء الى السوق الموازي وتشجيعهم للتعامل مع السوق الرسمي"، مبينا أن ذلك الحافز قابل للزيادة والنقصان او الإلغاء وفقا لقرارات المركزي حيث بإمكانه زيادة الحافز حال زيادة الشقة بين السوق الموازي والقنوات الرسمية ويلغى حال تساوي السعرين، الى ذلك قال نور الدين إن الازدحام فى الصرافات يتطلب زيادة زمن؛ خاصة فى ظل توفير العملة، إلا أن عامل الزمن يتعارض مع تسليم الكشف فى المطار والذى حدد له الساعة الثالثة بعد الظهر، ورهن فك الاختناق والازدحام بعمل نظام يربط الصرافات بالمطار مباشرة واعتبره مكلفا مما يتطلب جهات أخرى متمثلة فى البنك المركزي أن تتبناه، وأضاف أن دخل الصرافات لا يغطي حتى يمكنها من تسير أعمالها مما يستدعي التكفل بتوحيد النظام لتوفير الخدمة للمواطنين فى ظل إيقاف التعامل مع الجمهور من الثالثة ظهرا بهدف إلحاق التسليم وليست لقلة النقد بينما اقترح أن يسمح للصرافات بالعمل لتغطية كافة المواطنين، الى ذلك أرجع الخبراء الذين تحدثوا ل (الأحداث) أمس الارتفاع المتوقع إلى قلة العملات الحرة التي كان يعتمد عليها الشمال وتشكل نسبة معتبرة من احتياطي البلاد من العملات الحرة والذي بدأت بتآكل الجنيه وارتفاع أسعار السلع مما يؤدي الى التضخم، بجانب ما يرتبط بالمؤشرات الاقتصادية خاصة في ظل ارتفاع معدل التضخم الذي يؤدي إلى تآكل قيمة الجنيه مما ينعكس على ارتفاع أسعار الدولار والعملات الأخرى، وأبانوا أن العجز الذي يحدث في موازنة الدولة والذي يتطلب موارد حقيقية من أجل توظيفها في ظل عدم توافر تلك الموارد بالبلاد بسبب تدهور الإنتاج في القطاعات الضعيفة والتقليدية، وأوضحوا أن السياسة النقدية التي يتبناها المركزي والقائمة على نظام التحفيز تعتبر مجاراة للسوق الموازي وتعمق من الزيادات وليست الانخفاض، خاصة مع سياسة تلك السوق والتي تتسم بالتصاعد المستمر للأسعار، إلا أن تاجر العملة الذي فضل عدم ذكر اسمه قال ل(الأحداث) أمس إن الزيادة فى أسعار الدولار تعود الى ندرته وأكد على أن معظم المتعاملين مع النقد اتجهوا الى عدم بيعه إلا بعد أن يصل (4) جنيهات او ما يزيد عنها فى الوقت الذي استقر فيه مرتفعا فى (720, 3) جنيها للبيع و(3,650) جنيها للشراء، مرجعا الازدحام الى زيادة الطلب وعدم الاستقرار الاقتصادي للدولار، لكن نائب الأمين العام لاتحاد الصرافات توقع زيادة الطلب فى غضون الأيام المقبلة، وكشف عن قلة الطلب مقارنة مع العرض عقب عطلة العيد، وعزا ذلك الى قلة المسافرين وانتهاء موسم العمرة، واعتبر استقرار سعر الدولار لأكثر من شهر خطوة لتخفيض أسعاره، وأضاف عبد المنعم أن استقرار سعر الدولار يدل على وفرته داخل المركزي بجانب مقدرة البنك على توفير أكبر كميات من النقد وقت الندرة. الاحداث