نحي المرأة السودانية في يومها العالمي، ونحني لها الهامات تقديرا واحتراما لدورها الفاعل والرائد من أجل رفعة وطنها، الذي أحبته وقدمت في سبيله كل غال ونفيس، وما زالت مستمرة في عطائها بكل تجرد ونكران ذات، لقد اثبتت المرأة السودانية صلابتها واقدامها، وهي تسعى إلى تخطي مختلف العراقيل والصعاب، التي تجابهها في مسار تعزيز وجودها وكيانها ومكانتها، كرائدة في محيطها وفاعلة في مجتمعها. نشارك المرأة السودانية اليوم في عيدها العالمي وهي ترفع راية الانتصار وتقود ثورة الحرية والكرامة الوطنية ضد عهود التخلف والظلام، ضد كل التقاليد البالية، والمقولات المعلبة التي تحط من قدرها وتجعل منها كائنا هشا وضعيفا، لا يقوى على فعل شيء إلا تحت ظل الرجل وحمايته ومباركته. لقد أثبتت المرأة السودانية صلابتها وقوة شكيمتها واستقلاليتها، فحطمت كل الموانع والجدران والقوانين الجائرة، بواسطة ذلك الفأس الذي لا يقوى على تحطيم الراس، أو كما قال دعاة قهر وإذلال المرأة. في هذا اليوم الهام من أيام نضالات وتضحيات المرأة السودانية، نحي كل نسائنا الباسلات اللائي رحلن عن دنيانا، بعد أن تركنا بصماتهن في شتى المجالات، ودفعن ضريبتهن كاملة غير منقوصة، في سبيل تحرير المرأة ونيل حقوقها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومساواتها بالرجل، باعتبارها إنسان كامل الأهلية وحر الإرادة، لها ما للرجل، وعليها ما عليه من واجبات والتزامات وحقوق. كما نجدد التحية إلى كل كنداكات بلادي، في يومهن العالمي، وهن يقدن رسن ثورة ديسمبر المجيدة، دون خوف أو وجل، ويظهرن شجاعة قل نظيرها في مواجهة عسف وصلف النظام القمعي، ومحاولته اليائسة لقهرن بأحط وأقذر الوسائل والسبل، ولم يزدهن ذلك إلا اصرارا وعنادا، لهزيمة دعاة الجهل والتجهيل والوصايا والاحتواء، فدفعن مهر الحرية والمساواة جسارة وجلدا وثباتا وقيادة وإقدام، لإقامة الدولة المحترمة والرشيدة، التي لا تفرق بين بنيها على أساس الجنس. في هذا اليوم التاريخي الذي استحقته المرأة عن جدارة واقتدار لتحتفل بإنجازاتها، نحي فيه كل أم فقدت فلذة كبدها شهيدا من أجل الحرية والوطن، نقول لها أماه لا تحزني، فأبناء السودان كلهم أبناءك، وإن ابنك قد مات بطلا وشهيدا، والأبطال لا يموتون، بل مخلدون في سفر التاريخ وكتاب الأوطان. عاش كفاح المرأة السودانية وعاشت ذكري الثامن من مارس نبراسا لنضالات المرأة
