تقدَّم فريق عمل مكتب حمدوك المكون من المستشارين ومدير المكتب، والسكرتير الصحفي والمنسق الإعلامي، باستقالاتهم لرئيس مجلس الوزراء؛ الدكتور عبد الله حمدوك، بعد طلبٍ قبل يومين بالتزامن مع التشكيل الوزاري الجديد. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الأستاذ فائز الشيخ السليك: "إن أعضاء فريق العمل بمكتب رئيس مجلس الوزراء، قد اتفقوا على تقديم استقالات جماعية، لإفساح المجال لرئيس مجلس الوزراء لاختيار طاقمه الجديد، وفقاً للتغييرات التي طرأت؛ بتكوين الحكومة الانتقالية الثانية". وأردف السليك في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "راضون عن الفترة التي قضيناها، وقدمنا فيها كل ما بوسعنا خدمة للشعب السوداني الذي فجر أعظم ثورة شعبية في التاريخ". وشكر السليك كل الصحفيين والإعلاميين الذي تعاونوا معه في مهمته، ووصفهم بالوطنيين، كما أشار أيضاً إلى الذين انتقدوه من أجل تحسين الأداء والآخرين الذين حاولوا النيل منه دون سبب، بحسب ما قال. وذكر السليك في منشوره أنه فخور بالعمل قرب رجل بقامة حمدوك، وأضاف أنه سيكتب عن الرجل الذي عرفه عن قرب في وقت لاحق. وكان رئيس مجلس الوزراء قد أصدر قراراً بتعيين حكومة انتقالية جديدة خلال اليومين السابقين، لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، التي اندلعت في عدد من مدن السودان جراء الأحوال المعيشية الصعبة. ويتكون طاقم حمدوك من عدد من المستشارين بقيادة كبيرهم الشيخ خضر، إضافة إلى المستشار الاقتصادي، والأمني، والإعلامي، ومدير مكتبه والسكرتير الصحفي، والمنسق الإعلامي، ولعل الجامع بينهم – بحسب مراقبين – أنهم موظفو منظمات أجنبية على شاكلة الأممالمتحدة ووكالاتها. وواجه طاقمه طيلة الفترة السابقة هجوماً إعلامياً عنيفاً، وصل حد تحميلهم مسؤولية الأزمة السياسية والاقتصادية بالبلاد، فيما يرى مراقبون – من جهة أخرى – أن الظهور المتكرر لأفراد الطاقم على الإعلام والسوشيال ميديا أنه مؤشر على ضعف في شخصية رئيس الوزراء نفسه، وأشاروا إلى أن التعيينات منذ البداية خضعت للعلاقات الخاصة، وهذا أمر يضعف من أداء دورهم داخل كابينة الحكومة المدنية. وفي حوار تلفزيوني، أجراه تلفزيون السودان ببرنامج محور الأحداث، قال المحلل السياسي عمار عوض شريف في رد على سؤال حول منحة الأسر الضعيفة الدولارية والتي كان قد تحدث بها أمجد فريد الطيب أحد مستشاري رئيس الوزراء في وسائل التواصل الاجتماعي: "إن المنحة هي لتمكين برامج الأسر المنتجة"، ووصف تصريحات فريد بالهوجاء، وغير المنضبطة، موضحاً أنها كانت غير موفقة. وتدور أحاديث هنا وهنالك حول الإبقاء على علي بخيت مدير مكتب حمدوك في منصبه، فيما ذهبت بعض التسريبات في اتجاه أن وزراء في الحكومة السابقة سيكونون ضمن طاقم مكتب حمدوك، وتشير التسريبات نفسها إلى كل من فيصل صالح وزير الإعلام السابق، ومدني عباس وزير الصناعة والتجارة السابق، بالإضافة للرشيد سعيد وكيل الإعلام، والأخير كان قد قام بتقديم رئيس الوزراء للصحفيين في مؤتمر إعلان الحكومة الانتقالية الجديدة، في مشهد يشابه مشهد تقديم مدير مكتبه الأول عبدالله ديدان للشعب السوداني في أول ظهور للدكتور عبد الله حمدوك، عقب التوقيع على الوثيقة الدستورية، ولكن الرجل سرعان ما انسحب من المشهد بصورة مثيرة للجدل والتساؤل حتى اليوم.