جددت الخارجية الإثيوبية تمسكها برعاية الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان، في إشارة لرفضها طلب الخرطوم وساطة الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وكان السودان حذر أمس الاثنين من إقدام إثيوبيا على التعبئة الثانية لسد النهضة بشكل أحادي، مطالبا الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة بالتوسط في الخلافات بين بلاده ومصر وإثيوبيا حول السد الذي تشيده أديس أبابا على نهر النيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن "بلاده تشترط أن تكون الوساطة بشأن سد النهضة بالتوافق بين إثيوبيا وكل من مصر والسودان"، مشيرا إلى أن إثيوبيا لم تتلق أي طلب في هذا المجال. وأكد مفتي اليوم الثلاثاء أن بلاده تتمسك برعاية الاتحاد الإفريقي لمفاوضات سد النهضة، بشرط أن يقتصر دور الوسطاء على صفة المراقب. وأضاف أن أديس أبابا تبدي استعداها لاستئناف المفاوضات مع السودان ومصر في أي وقت، مشددا على أن التعبئة الثانية للسد لن يكون لها أي تأثير على السودان. ودعت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي -أمس الاثنين- الاتحاد الأفريقي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الخلاف بشأن سد النهضة الإثيوبي، قبل فوات الأوان. وقالت مريم المهدي خلال استقبالها سفير الاتحاد الأفريقي لدى الخرطوم محمد بلعيش، إن "عدم التزام الجانب الإثيوبي باتفاق ملزم بشأن الملء يهدد ملايين السودانيين، وستكون له عواقب وخيمة لا يمكن تداركها مستقبلا". وشددت على ضرورة اتخاذ الاتحاد الأفريقي خطوات ملموسة لحل الخلاف قبل فوات الأوان. وكان مصدر حكومي سوداني أكد للجزيرة الاثنين أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بعث رسائل رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومسؤول الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، ووزير الخارجية الأميركي، بشأن ملف سد النهضة. وقال المصدر إن حمدوك دعا في رسالته تلك الأطراف إلى الوساطة في مفاوضات سد النهضة، إلى جانب الاتحاد الأفريقي. وكانت القاهرة وافقت على المقترح السوداني القاضي بتوسيع الوساطة في مفاوضات سد النهضة لتشمل الأطراف الأربعة، في حين ما زالت إثيوبيا ترفض هذا المقترح وترى فيه خطوة من شأنها تدويل ملف السد. وفي أول تعليق لها بعد الدعوة السودانية، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الولاياتالمتحدة تواصل دعم الجهود البناءة والتعاونية بين إثيوبيا ومصر والسودان، لحل الخلافات بشأن سد النهضة". وأضافت الخارجية أن واشنطن تشجع استئناف الحوار بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن سد النهضة. وشددت على أن واشنطن تواصل العمل بنهج متوازن للحد من التصعيد في المنطقة. من جهتها، أعلنت الأممالمتحدة قبل أيام أنها ستتواصل مع الأطراف المعنية بملف سد النهضة الإثيوبي، بحثا عن حل للأزمة، وذلك بعد رفض إثيوبيا وساطة رباعية لتحريك المفاوضات المتعثرة منذ أشهر. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في مؤتمر صحفي- إن المنظمة مستمرة في دعم جهود الاتحاد الأفريقي، معربا عن اعتقاده بأن جهود الوساطة (ولم يحدد الرباعية أم الأفريقية) مهمة للغاية وينبغي أن تمضي قدما إلى الأمام. وأضاف دوجاريك أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش ذكر ذلك عندما تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وتابع "نحن سنتحدث مع الأطراف وسنسعى إلى تحريك الأمور في الاتجاه الصحيح". وسبق أن توسطت كل من الولاياتالمتحدة والبنك الدولي قبل أكثر من عام في مفاوضات سد النهضة، غير أن وساطتهما لم تسفر عن نتائج. وتصرّ إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.