إستاء الاخوان المسلمين ومن شائعهم في برنامجهم في ارجاء الارض بسبب طرد اردوغان لأخوان مصر واجبارهم على اغلاق قنواتهم الفضائية التي لم تحرك الشارع المصري منذ سنيين . كان من الضروري ان تشكروا تركيا على اتاحتها لكم فرصة الظهور وضحت بمصالحها طيلة وجودكم وتركت لكم الفضاء الواسع لابراز كل ما لديكم في هذه السنيين ولم يتبق لتركيا الا ان تستورد لكم شعب يقوم بما لم تستطيعون القيام به السياسة الدولية في جوهرها سلسلة من المؤامرات، فكل دولة تتآمر على بقية الدول حتى تحقق مصالحها نهيك من أن تتامر على تنظيم سياسي ضعيف على الارض… لكن العرب بصورة عامة ينفردون بين شعوب العالم كله بتحميل الآخرين المسؤولية عن تقاعسهم وهزائمهم . كانت أمريكا تريد التخلص من نظام البشير لكن هل أمريكا اجبرت البشير على فصل الجنوب او اسرائيل اجبرت البشير بتعيين وزراء فاسدين ؟ الغرب كان لا يريد استمرار عبد الناصر لكنه لم يجبره على ان يتمسك بقائد جيش فاشل مثل عبد الحكيم عامر.. امريكا كانت لا تريد صدام حسين وهل أمريكا هي التي أجبرت صدام على غزو الكويت؟ عندما كان نظام (الجبهة الاسلامية) في السودان يمارس قمعا لا مثيل له ضد معارضيه كان يلقي بعشرات الألوف في السجون وفي بيوت الاشباح وكان يعصف بحرية الصحافة ويموت ويختفي كثيرون امثال دكتور علي فضل. يحدث هذا في السودان وقتها لم يتحرك السودانيون ليعارضوا قمع الجبهة الاسلامية لكننا كنا نشعر بخيبة امل وغضب واستياء وتضج الاسافير عندما يستقبل البشير في دول الخليج او في افريقيا ويعقدون معه الصفقات المربحة لبلادهم. تدرون لماذا كان الغضب ؟ لاننا كنا بنتوقع من هؤلاء الزعماء أن يدافعوا عن حقوقنا بدلا عننا!!!. لكن عندما ثورنا ودافعنا عن حقوقنا انتزعنا احترام العالم ومن هؤلاء الزعماء أنفسهم من كانوا يمدحون البشير ويعقدون معه الصفقات ويتجاهلون قمعه الا ببعض كلمات الادانة كانوا يقولونها من باب ابراء الذمة لأنه كان يحقق مصالحهم. وبالمثل وللغرابة يغضب الفلسطينين من الدولة التي تطبع علاقاتها مع اسرائيل وكأنهم يريدون من غيرهم ان يقوم بما هم عجزوا القيام به منذ ستين سنة وسيتجه الاخوان المسلمين وكتابهم ومثقفيهم في مقبل الأيام في الرد على سياسة تركيا ويتركون السبب الرئيسي وسيقولون انها مؤامرة دولية ضدهم لان نظرية المؤامرة تلائمهم دائما لأنها تجعلهم يهربون من الاحساس بالعجز والفشل الذي يستحقونه وستمنعهم من رؤية أخطائهم واصلاحها. وهذا يسمى الهروب الذهني من المسؤولية وكأنهم كانوا يتوقعون من (أردوغان) ان يقوم بالواجبات التي تقاعسوا هم عن أدائها.. فلا تتوقع من دولة أخرى ان تتخذ موقف لم تتخذه انت لأن القضية قضيتك وليست قضيتهم أبدا. وكل زعيم دولة غربية وصل الى السلطة ببرنامج انتخابي وجُل اهتمامه تحقيق مصالح شعبه الذي انتخبه فلا يهمه دين ولا حقوق انسان ويعمل من أجل ذلك لاجل العودة مرة اخرى للسلطة ولا يهتم بمصالحك لانك لا تعنيه من قريب او من بعيد إن حريتك وكرامتك تعنيك انت ولا تعني غيرك [email protected]