نحن نحب ونقدر جيش بلادنا نقف معه اذا خاض حرباً ضد أي عدو لكننا نقف ضده اذا انتهك حقوق المواطنيين أو مواطنيين دولة اخرى مازال البعض لم يعد ممكنا لديه أن تؤكد له احترامك وحبك للجيش ومع ذلك تطالب بمحاسبة بعض أفراد الجيش اذا انتهك حقوق المواطن مازال البعض لم يعد ممكنا لديه أن توجه نقدا لادء الجيش ولسياسات المؤسسات العسكرية او فرد فاسد في الجيش بغير أن يتهمك بالخيانة. وعميل لمخابرات اجنبية هذا يرجع الى تشويه في الوعي الذي ادى الى الخلط بين العبودية والوطنية ... العبودية : هي ان تهلل وتسبح بحمد سيدك ولا تجرؤ ان تنتقده او توجه له عتاب مهما فعل .. الوطني : هو صاحب الحق وصاحب البلد وصاحب الجيش ومن حقوقه الاساسية ان يوجه نقده للجيش ويقيم ادائه ويوجه اليه الاسئلة وينتقد أعلى القادة اذا أخطأوا ما هو سبب هذا التشوه للوعي ؟ على مدى عقود مضت كنا محصورين بين فاشيتين فاشية الاسلام السياسي والفاشية العسكرية. فاشية الاسلاميين معروفة وليس بصدد الحديث عنها لكن أهمها يعتبرون كل من يرفض حكمهم عدوا للاسلام أما فاشية العساكر يعتبر كل من يعارضهم عدوا للوطن. وعندما تفجرت ثورة ديسمبر(المعجزة) فكانت ضد فاشيتين اسلامية وعسكرية حكمت ثلاث عقود فكان تأثيرها على العقل اقوى من غيرها العسكري يعتبر أنه ليس من حق أي مدني أن يوجه له نقدا بينما من حق العسكري أن يضرب أي مدني إذا راه هو يستحق الضرب لأنه يمثل السيادة الكاملة وبقية المواطنيين مجرد عبيد عليهم أن يقبلوا بسيادته ولا يحاسبوه وإلا فإنه سيعاقبهم وكانوا يميزون انفسهم حتى في الخدمات تجد هذا الشباك للقوات النظامية وهذا للمواطنيين منظر لم أجده في أي دولة محترمة زرتها. هذه العلاقة السيادية هي العقبة الكؤود في محاسبة العسكر او سؤالهم عن استثماراتهم اوانتهاكاتهم ويريد ان يحتفظ بالسيادة وهذه هي دراسته وتعليمه يدير الدولة وكانه في ساحة حرب لا يرضى الا بطاعة الاوامر اما الغير طبيعي قطاع كبير من الشعب ليس لديه مانع من عدم مساءلة الجيش ويرى ان مجرد انتقاد الجيش خيانة للوطن السبب في تقديري هو عندما يعاني الشعب من الإستبداد فترة طويلة يتواءم مع الدكتاتورية أو العسكرية حتى لو قمعه أو ظلمه وعندما تطالب بمحاسبته ينهالون عليك بالشتائم ويتهمونك بالخيانة مع أن الوطنية الحقيقية تستلزم محاسبة المسئولين في اي مؤسسة مدنية او عسكرية. هذا التفكير العقيم للوطنية وعدم الدفاع عن المظلومين لن تجده أبدا في الدولة الديمقراطية لقد فضح الصحفيين الأمريكيين انتهاكات الجيش الامريكي في سجن ابوغريب في العراق مع انه جيش بلادهم ولكنهم يؤمنون ان الوطنية يجب أن تكون في حدود العدل والحق، وان الوطنية تستوجب فضح جرائم السلطة ومحاكمة مرتكبيها. ولم يتهمهم أحد بالعمالة لدولة اجنبية بل نالوا تقديرا واسعا من الأميريكيين لشجاعتهم ودفاعهم عن الحق محاسبة الجيش حق أصيل لكل مواطن سوداني وواجب عليه تفرضه الوطنية الصادقة فإذا كنا نحب الجيش فيجب أن نحاسبه وننتقده حتى نعرف الأخطاء ويتفاداها. هكذا تنتصر الجيوش في الدول المحترمة