وتبدأ الحكاية بحاضر سعادتك، واصطناع المناصب وإن كانت خارج الوثيقة الدستورية.. رئيس وملك متوج يتصرف بمفرده دون حاجة لاجتماع المجلس.. وشيئًا فشيئا يصبح المجلس اسمًا لا فعلا، والرئيس يقرر والمجلس يبصم ولو غاب الرئيس فالنائب صورة طبق الأصل منه.. والفرعنة سيدة الموقف.. والطيارة تطير إلى يوغندا والمجلس نايم، ومباحثات مع نتنياهو، واتفاقات باسم البلد والشعب توقع من خلف ظهر الجميع.. ورد الفعل حاضر سعادتك وفي رواية أخرى (go a head) وتفاهمات أخرى مع واشنطون وتركيا والسعودية والإمارات واتفاقات عسكرية واقتصادية من وراء ظهر الحكومة المدنية.. والنتيجة حاضر سعادتك، والنتيجة ثورة في قبضة الفرعون. والوثيقة المضروبة تقول أن السلام ملف مدني، ولكن الفرعون وآل فرعون يقلبونه عسكري والنتيجة محاصصات وترتيبات غير قابلة للتنفيذ. والفرعون وآله اختطفوا وزارة الخارجية، حين قاموا بمهامها، ووزارة المالية حين رأسوا لجنتها الاقتصادية، ووزارة الاستثمار حين منحوا الأرض لتركيا، وطبعا وزارتا الداخلية والدفاع تبع الفرعون. وتقول الوثيقة أن شركات المنظومة الدفاعية تؤول للمالية والخزانة العامة ولكن الفيتو الفرعوني جاهز.. وتقول الوثيقة إن هيكلة جهاز الأمن من أعمال الحكومة المدنية ولكن الفرعون يعترض.. ومرت الأيام والشراكة المزعومة عصف بها الانقلاب المضروب، وانكشف القناع عن كل فرعون. ولما قيل لهم إن الاستحقاق الدستوري يفرض نقل الفرعون من الدرجة الممتازة للدرجة السياحية ثار الفرعون وأتباعه وقالوا فيما قالوا (يستحيل عن حبك أميل).. وجماعة الهبوط الناعم أصحاب مقولة (ما بنختلف) انطبق عليهم المثل التسوي بي إيدك يغلب أجاويدك.. وفي غمرة الفرعنة يقول التنابلة إن دول الترويكا والقوة العسكرية الأمريكية في أفريقيا تقف إلى جانبهم، ضد الفرعون. وهم لا يعلمون أن الإمبريالية تبيع كل شيء لمن يدفع أكثر.. وصناعة الفرعون تتطلب صناعة الخوف والتهديد بالانقلابات وتقسيم البلد والفوضى وإلى غير ذلك.. ولكل هؤلاء نقول إن الشعب الذي صنع الثورة وأسقط كبير الفراعنة جاهز لإسقاط أي فريعين مهما كلف الأمر، وثورتنا التي جاءت بالدماء عصية على أي كاكي.. وبوت ودبابير. الدولة مدنية هذا قرار الشعب ولا نكوص عنه.. وأي فرعون مالو؟ وأي كوز مالو؟ الميدان
