إيماننا العميق بأن شعبنا هو أقوي شعُوب الأرض قاطبة وشعب الله المُختار في صلابة مواقفه وعزيمته التي لا تلين ، وفي شجاعته وإقدامه ومقدرته علي عبور الصِعاب والمُحال ، وفي إصراره علي نيّل مُبتغاه ، وفي صبره وإعتداده بنفسه ، وفي ثوريته و تحوله إلي أيقونة ورمز للثورة والبسالة بين كُل شعوب العالم الأُخري .. شعب مدرسة حقيقية يستحق ويستاهل الأفضل دائماً .. يُعللمنا ويُهذّبنا في كُل لحظة ويمنحنا شعوراً بالزهو والطُمانينة مهما إدلهمّت الخُطوب و أتتنا الصِعاب.. ها نحن معاً نكتب فصلاً جديداً في صفحات النضال والتاريخ بعد 21 أُكتوبر 2021 .. ففي الوقت الذي ظنّت وقدّرت الثورة المُضادة ومحاورها أنها قد أحكمّت خِناقها وحان قطف ثمار التآمر جاءها رّد الشعب المُدوئ وهدير الشوارع وجُموع الثوار وهتافاتها وأناشيدها ، غير مُكترثة للعسكر أدوات الثورة المُضادة ولا تهديدات الفلول وكيزان الحركات المُسلحة المُتضامنين مع قوي الثورة المُضادة وحُلفاءها ومُنفذي أجندتها !! .. ففي الوقت الذي ظل يُكرر البُرهان وحميدتي ومني وترك وجبريل و(شُلة) الفلول عبارات وجوب حل الحكومة والإتيان بحكومة يختارونها هُم أو يوافقوا عليها لتسهُل لهم أكثر القبضة التامة علي الحُكم بحكومة شبه عسكرية ، ولتيسير نهب بلادنا لصالح الثورة المُضادة ودويلاتها، عندها في 21 أكتوبر جاء رّد شعبنا القوي والحاسِم بوجوب رحيل العسكر وكُل الضُعفاء والفاسدين والمُنبطحين من الذين فشلوا للإرتقاء لعظمة شعبنا وثورته .. ومارسوا إختلالاً سمح بتغول العسكر وتماديهم حتي ظنوا أنهم في مأمن يُتيح لهم كامل الإجهاز علي الثورة وإجهاضها تماماً والإرتداد بنا إلي ما قبلها لعهود الشمولية والإستبدّاد .. الآن وبعد 21 أكتوبر 2021 لم يُعد السُودان ومرحلة الثورة فيه كما كان قبله .. فشعبنا الذي صبر علي التآمُر وكُل أنواع الإنحطّاط والخيانة التي مارسها المكون العسكري لصالح الغُرباء عمالةً وإرتزاقاً وظنوها فهللوة وشطارة ما عاد يسمح بالمزيد فدون ذلك فناءه بالكامل لكي يحيا كما يُريد هو لا كما يُريد له الأعداء من قوي الثورة المُضادة ودويلاتها .. إن شعبنا له مطالِب واضحة ومُحدّدة وليس القوي السياسية أو الحركات ، شعبنا هو من أعلنها جماعياً في الشوارع وهتف بها إمتداداً لمطالب ثورته التي ضحي من أجلها طويلاً ومات دونها الشُهداء والشباب اليُفع النواضر .. نقولها بصوتٍ عالي ونكتبها هُنا ليقرأها الجميع بضرورة إحداث إصلاح شامل لكُل المنظومة وإجراء تغيير لصالح الثورة ولصالح أن يمضي هذا البلد للأمام .. رحيل كافة العسكر من سُلطة الدولة مع بقاءهم في لجان الترتيبات الأمنية بإشراف رئاسة الوزراء ومفوضية السلام، إستبدال وذهاب كُل الضُعفاء والهزيلين داخل الحُكومة في المكون المدني ، فليس مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يتعللم البعض أُمور السياسة وإدارة الدولة في شعب به الآلاف المؤلفة من الكفاءات والخبرات السياسية والإدارية والفنية في كافة المجالات ، ليس مقبولاً أن يأتي للمناصب الرفيعة في الدولة وفي أعلي سُلطاتها من لا يُحسنون القراءة حتي ليُديرون دولتنا وكُل خبرتهم في الحياة حمل البندقية والإنتظام في مليشيا ، وليس مقبولاً أن يأتي للحُكم وسُلطات الدولة من لا أدني كفاءة لهم وخبرة ومعرفة بحُجة توازنات المُحاصصات التي أوردت بلادنا موارد الهلاك ، وليس مقبولاً أن يتم المُجاملة علي حساب الوطن والشعب ، المنصب هو تكليف لمن يستحقه بكفاءته وما يُمكن أن يقدمه وأن يكون شاغله علي قدر المسؤلية التاريخية ونحن في مرحلة صعبة كهذه بعد سقوط نظام الكيزان ، نحتاج للأقوياء الأكِفاء الذين يُضيفون ، المُشّبعون بالمعرفة والكفاءة والمملؤون ثورية ورغبة في تقدُّم بلادنا ، نحن مع التغيير الشامل وندعمه بقوة ونعمل له ، هذه البلاد لن يتحكم في مصيرها من رمت بهم الأقدار كي يكونوا موجودون في أعلي هرمها ، فلكل مرحلة رجالها ونساءها وهذه و دون أدني مواربة ليست مرحلة من كانوا متواجدين ما قبل 21 أُكتوبر الأخير ، نُريد إكمال جميع هياكل السُلطة من مجلس تشريعي حقيقي وفاعل ومفوضيات وهياكل عدلية جديدة ومحكمة دستورية وولاة يشبهون الثورة وليسوا مُجرد مناظر أتت بهم أحزاب لاتزال تحتاج لعمل داخلي لكي تتقدم للإنتخابات وتمارس ديمُقراطية حقيقية ، مع إستمرار تفكيك وتصفية كُل جهاز الدولة القديمة ومافعله الكيزان ، وإصلاح الجيش وتصفية المليشيات ، كُل هذا لن يأتي من غير أن نعمل جميعاً لهذه الأهداف .. يكفي ما ضاع من وقت في الصِراعات والتآمر علي شعبنا ، فمطالب الشعب ورغباته واضحة وأسمعها لكل العالم بمن فيهم الأصدقاء الدوليون والراغبين في مُساعدتنا للإنتقال المدني الديمُقراطي ، ورسالتنا لكُل الأصدقاء و الأحرار في المُجتمع الدولي عوضاً عن توجيهنا نحن في السُودان فقط والتركيز فيه ، عليهم أن يقوموا بلّجم دويلات الثورة المُضادة وحثّهم علي عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وإشعال الفتن وحياكة المؤامرات ، حتي لا نضطّر لمُعاملتهم بالمثل أو قطع الصلات معهم تماماً!! .. أخيراً تجدني الآن أستلف عبارة الراحل العظيم أُستاذنا الخاتم عدلان (آن أوان التغيير) فلنعمل جميعاً عليه بمعية شعبنا وتحقيقاً لرغبته وتطلُعاته المشرُّوعة !!.. [email protected]