سوداني الأصل من حلفا.. ومصري السكن والوطن.. يعشق ملك الجاز شرحبيل أحمد، وينصب نفسه مندوب تسويق له، فهو عضو فاعل في نقابة الفنانين المصريين.. الفنان سيد السمان محمد نور التقيت به بالقاهرة.. فكانت سانحة لتجري معه (الرأي العام) حواراً تعرض فيه جوانباً من مسيرته، خاصة وان هناك اتهامات وجهت له بأنه من أعطى أغنية «الليل الهادي» للفنان المصري محمد فؤاد، مما جعل صاحب الأغنية الأستاذ شرحبيل أحمد يقوم بمقاضاة فؤاد.. وسمان يؤكد أنه مظلوم.. ..... = ما هي علاقتك بالسودان..؟ - أنا من أبناء حلفا، ووالدي كان تاجراً يعمل بين السودان ومصر، واستقر به المقام أخيراً في محافظة قنا المصرية، لكن أهلي لا يزالون يقيمون بمنطقة نميري، وكل أصدقائي هنا في مصر سودانيون، وكل ألحاني وأغنياتي سودانية. = متى بدأت علاقتك بالفن..؟ - بدأت مبكراً قبل أكثر من أربعين عاماً، وعملت مع مايسترو فرقة الفنان محمد وردي وهو الموسيقار صلاح عثمان الذي أسس فرقة العقارب، ومن ثم أسسنا معاً فرقة علي كوباني في العام 1970م، وتربطني علاقات قوية بالفنانين صالح الضي، وكمال كيلا، وأبو عبيدة حسن، وسيد خليفة، وصلاح بن البادية، والتاج مكي، والجيلاني الواثق ومحمد الأمين وغيرهم.. = وهل رددت أغنياتهم..؟ - بدأت بأغاني الجاز للفنان وليم اندريه، ثم أغنيات الفنان شرحبيل أحمد الذي ردد الكثير من أغنياته، منها (الليل الهادي، وقلبي دقّ، وخطوة خطوة، وبتقول مشتاق، ولو تعرف الشوق، وأغنية الخرطوم التي تُغنى باللغة الانجليزية».. = نرى أنك شغوف بملك الجاز شرحبيل أحمد..؟ - انا أحب أغنيات شرحبيل جداً، وجمهوري المصري عرف أغنيات شرحبيل من خلالي، ويضيف ضاحكاً: أنا بمثابة مندوب تسويق ودعاية لملك الجاز، بدون تكليف أو أجر.. = وهل استأذنت شرحبيل قبل ترديدك لأغنياته..؟ - لم أخبره بشكل رسمي، لكني احتفظت له بحقه الأدبي، فقد قدمت ألبوماً كاملاً لأغنيات شرحبيل، وكنت (أتحايل) على الأمر بالكتابة عن غلاف الألبوم «تحية وتقدير لصاحب العمل الأستاذ شرحبيل أحمد».. = وماذا استفاد شرحبيل من ترديدك لأغنياته..؟ - استفاد كثيراً.. عندما جاء شرحبيل إلى دار الأوبرا المصرية قبل عامين، فوجئ بالجمهور المصري يردد أغنياته معه، فقد كانوا يحفظونها على ظهر قلب.. وهذا لأني دوماً أتغنى بها.. = كيف تنظر لما تقوم به بأنه يقدم خدمة للفن السوداني..؟ - مشكلة الفن السوداني هي عدم خروجه للآخرين وذلك لضيق المنافذ التي يطل منها على الجمهور العربي، والذي قمت به يعد قطرة في بحر يجب أن تكون هناك قطرات وقطرات.. والآن أكد لي الفنانان حمد الريح وكمال ترباس أنه ليس لديهما مانع في ترديد أغنياتهما.. = لكن شرحبيل يتهمك بأنك من قدم أغنيته (الليل الهادي) للفنان محمد فؤاد..؟ - محمد فؤاد سمعني أتغنى بالأغنية في مناسبة زواج، وأعجبته.. وتبرع أحد الموسيقيين السودانيين باعطائه نسخة من الأغنية موجودة على ألبوم، وبعدها قام محمد فؤاد بتسجيلها ضمن ألبوم خاص به دون أن يشير إلى صاحب الحق الأصلي. = إذن لم تعطها له بشكل مباشر..؟ - لا بالعكس، لم أكن راضياً عما فعله، لذا حينما علمت بالأمر سارعت لاصدار ألبوم بتوزيع الموسيقار السوداني صلاح عثمان حوى الأغنية وأشرت فيها لشرحبيل، ونزل الألبوم قبل نزول ألبوم محمد فؤاد، وكنت آمل أن يتعرف المصريون على صاحب الأغنية الحقيقي.. = لماذا إذن غضب منك شرحبيل..؟ - سبب غضبه أن البعض نقل له بأني من قمت بإعطاء فؤاد الأغنية، وهذا لم يحدث، وأنا أشعر حالياً بالظلم، وقمت بكتابة مقاليون بصحيفة (الخرطوم) دافعت فيهما عن ملك الجاز في قضيته العادلة التي واجه فيها محمد فؤاد.. = دعنا نتساءل.. ما الفرق بينك وبين محمد فؤاد من ناحية ترديدكما لأغنيات الغير..؟ - أنا أعتبر نفسي سفيراً للأغنية السودانية.. وأقوم بإعطاء الحق الأدبي لصاحبه الذي أردد عمله، ومن خلال صحيفة (الرأي العام) أقول لملك الجاز: «أنا أحبك، وأعتز بك، وسأغني أغنياتك رغم أنفك، وأنف القانون، لا لشيء سوى أني أحبك وأعشق أغنياتك وأحب أن يسمعها كل المصريين والعرب».. = هذا يعني أنك غير آبه بالقانون أو خائف منه..؟ - لست خائفاً .. فشرحبيل يعلم مدى حبي له.. ولن يشكوني.. = ألا تمتلك أغنيات خاصة بك..؟ - لدي أكثر من أربعين أغنية، آخرها أغنية جديدة للشاعر عبد العزيز زين العابدين، ولدي أربع أغنيات مصورة، وسأواصل رسالتي من أجل نشر الفن السودني باذن الله.. = إذن أنت على تواصل دائم مع الفن السوداني..؟ - بكل تأكيد، وعلاقتي بالوسط الفني السوداني ممتازة، فقد ساعدت من قبل الفنانين كمال ترباس، وأيمن دقلة، وصلاح دهب، والراحل سيد خليفة ومجموعة كبيرة من العازفين على نيل عضوية نقابة الفنانين المصريين، والآن هناك طلبات عديدة من فنانين سودانيين أسعى لمعاونتهم، منهم سمية حسن، وحنان بلوبلو، ووليد زاكي الدين.. وغيرهم، ولن أتوقف عن خدمة الأغنية السودانية ما حييت.. القاهرة: مريم أبشر