دعا الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) إلى بدء حركة أساسية لمكافحة الفقر في المملكة العربية السعودية في إطار عملية التغيير والإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. جاء ذلك فى حواره المفتوح مع المفكرين ورجال الأعمال والإعلاميين لمناقشة قضية محاربة الفقر واسهامات "أجفند" فيها على المستويين المحلي والإقليمى، وطرح رؤيته لقضايا تنموية أخرى، والذى نظمه نادى الاقتصادية الصحفى بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية . وأعرب عن تطلعه لرؤية بنك الفقراء في السعودية وأن تدخل المملكة في منظومة الدول العربية التى طبقت آلية التمويل الأصغر من خلال بنك الفقراء، الذي أسسه أجفند حتى الآن في 4 دول عربية هي الأردن واليمن والبحرين وسوريا إلى جانب بنكى السودان ولبنان اللذات يجرى حاليا تأسيسهما.. مشيرا إلى أن النجاحات التي سجلتها بنوك الفقراء في الدول الأربع، تجعلها تجربة جديرة بالتطبيق فى السعودية . كما أعرب عن استعداد برنامج الخليج العربى لتقديم العون فى هذا المجال اذا طلب منه ذلك..مشيرا الى تشجيع بعض رجال الأعمال في الغرف التجارية الصناعية للمشاركة مع أجفند فى إقامة بنك للفقراء بالمملكة، ولا داعي لوضع العراقيل لأمور يمكن التفاوض بشأنها ووضع حلول لها. وأكد أهمية استثمار الوقت فى الأخذ بهذا التوجه الاقتصادي التنموى فى السعودية ، حيث أن التأخير فى تنفيذ ما كان بالإمكان فعله اليوم الى الغد بمبررات واهية لا تسندها حقائق يفاقم المشكلات..لافتا الى الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لبنوك الفقراء . واوضح ان أى أسلوب للتعامل مع الفقر لا يدمج الفقراء في العملية التنموية هو إعادة انتاج للفقر..مشيرا إلى أن عدم التعامل مع الأسباب الرئيسة للفقر، والتحرك في هوامش الظاهر بمعالجات وقتية يوفر بيئات لتوالد الفقر وتكاثره، وبالتالي زيادة البطالة. واستعرض الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) خلال حواره المفتوح، رؤية أجفند في صناعة التمويل الأصغر عبر بنوك الفقراء، وعرض تجربتي بنك الأمل للتمويل الأصغر في اليمن، والبنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة في الأردن. وأجاب عن اسئلة الحضور واستفساراتهم، حول موضوع مكافحة الفقر في المملكة، وعرض بعض الحضور أفكارا على خلفية نماذج النجاح التي وردت في تجارب بنوك أجفند. وحول الأحداث التي تشهدها بعض الدول في المنطقة العربية ..اشار الأمير طلال الى أن التغيير يطرح نفسه بقوة من خلال "الربيع العربي"، وعلى الرغم من الجدل الواسع حول ما يجرى في المنطقة ، فإننا لا يجب أن نعادي التغيير".. داعيا إلى التصالح معه، واعتباره قاعدة وليس استثناء. من جانبه، قال ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند إن أكثر من 19% من سكان العالم العربي يعيشون تحت خط الفقر (دولاران في اليوم الواحد)، وهناك 70 مليون فقير في المنطقة لا يخدم منهم سوى خمسة ملايين. وأبدى المدير العام لصندوق المئوية، عبد العزيز المطيري ترحيبه بالتعاون مع أجفند في مجال توسيع إقراض المتعاملين مع بنوك الفقراء، الذين يلبون متطلبات صندوق المئوية. كما أبدى عدد من الحضور استعدادهم للتعاون مع أجفند في تأهيل المستهدفين ببنوك الفقراء، ومنح الرخصة الدولية لإدارة الأعمال الصغيرة، وكذلك خدمة أصحاب المنتجات الصغيرة بإيجاد منافذ مناسبة للتسويق.