ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    عضو مجلس إدارة نادي المريخ السابق محمد الحافظ :هذا الوقت المناسب للتعاقد مع المدرب الأجنبي    لماذا دائماً نصعد الطائرة من الجهة اليسرى؟    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    القوات المسلحة تنفي علاقة منسوبيها بفيديو التمثيل بجثمان أحد القتلى    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة شؤون الأنصار للدعوة والارشاد تصدر بياناً هاماً
نشر في الراكوبة يوم 22 - 01 - 2012

أصدرت هيئة شئون الأنصار للدعوة والارشاد بياناً وصفته بالهام جاء فيه التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات :6] أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بيانها الثاني بعنوان أباطيل الصادق المهدي! ردا على آراء الإمام الصادق المهدي حول التعامل مع المرأة التي جاءت ضمن خطابه في الملتقى الشبابي لحزب الأمة القومي بتاريخ 13يناير2012م لقد جاء بيان الرابطة عبارة عن نشرة مليئة بالسباب والشتائم والتهكم والقذف! ولكي يكون القارئ علي بصيرة من أمره ننقل له نص ماورد في خطاب الإمام ثم توضيح رأينا ليحكم لنا أو علينا وفق للحقائق لا حسب الأهواء.
ونص ماورد في خطاب الإمام الآتي: "مسألة المرأة ركن مهم من فكرنا، وندعو لإزالة كافة وجوه التمييز ضدها. هنالك عادات فرضت عليها سلوكاً جائراً: النقاب عادة تلغي شخصية المرأة وفي المجتمعات الحضرية كثيرة السكان، توفر وسيلة لكثير من وجوه الإجرام، ولا تطالب المرأة بما يسمى حجاب لأن هذه العبارة تشير للستارالذي يقوم بين المؤمنين وأمهات المؤمنين، أما المطلوب من المرأة فهو الزي المحتشم على أن لا تغطي وجهها وكفيها بحسب الهدي النبوي وحديث الرسول (ص) للسيدة أسماء (رض)، والحشمة تكون للنساء والرجال.
وهنالك عادات توجب أن تقف النساء دائما وراء صف الرجال في الصلاة والصواب أن يقفن في صفوف موازية للرجال كما هو الحال في الصلاة في الحرم المكي، كذلك ينبغي أن يحضرن مناسبات عقد الزواج شاهدات، وأن يحضرن تشييع الموتى مشيعات وفي كل هذه الأعمال أجر يرجى ثوابه. ومن العادات السيئة التي ينبغي القضاء عليها الخفض المسمى ختان الإناث فلا أصل له في الدين وهو عادة ضارة، والدين يحث على مبدأ "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" [ابن ماجة] " انتهى كلام الامام.
أما بيان الرابطة فلا يعدو أن يكون هجوما مليئا بالاسفاف والقذف والتجني، مع تفسير للنوايا وسارعدد من خطباء المساجد على ذات النهج فانبروا يهاجمون الإمام بناء على ما ذكرته الرابطة دون تقص أو إدراك. ورداً على ذلك نقول الآتي:
أولا: القضايا التي هاجمت الرابطة آراء الإمام فيها تتلخص في الآتي: "مفهوم الحجاب وهل هو ساتر خاص بأزواج النبي صلى الله عليه أم هو زي معين تلزم به كافة النساء المسلمات؟، وقوف النساء خلف صفوف الرجال هل هو حكم توقيفي أم هو تنظيم للصفوف مرتبط بعلة؟، وهل النقاب عادة أم عبادة؟، وهل يستغله بعض ضعاف النفوس للاجرام أم لا؟، وهل يجوز للنساء تشييع الموتى أم لا؟، وهل مطلوب من الرجال أن يحتشموا أم لا؟، وهل خفاض البنات سنة أم عادة؟، وهل يجوز للنساء حضور مراسم عقد الزواج أم لا؟" أما اقحام مواضيع وردت في كتب الامام فقد رددنا عليها سابقاً. أما الآن فسنرد على هذه التساؤلات مدعمين ما ذهبنا إليه بالنصوص وذلك على النحو التالي:
(أ‌) مفهوم الحجاب: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) [الأحزاب:53] قال عمررضي الله عنه قلت: "يارسول الله: يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب". رواه البخاري. وجاء في تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد على السايس قوله: "هكذا كفل القرآن بيوت النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأحكام وأبعد عنها الريبة. اجتث أصول المخاوف والفتنة، فالآيات كما ترى خاصة بآداب الاتصال ببيوت النبي صلى الله عليه وسلم خاصة- بلفظها وبتوجيه الخطاب فيها وبأسباب نزولها، وبما ذكر فيها من علة. ماذا يفهم القارئ من كلمة الحجاب في الآية الكريمة هل تشير إلى الزي من قريب أوبعيد؟ وأحكام أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة لا تتعدى لغيرهن لأن الله سبحانه وتعالى قال في شأنهن: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ...) الآية
(ب‌) وقوف النساء خلف صفوف الرجال في الصلاة: أصح الأحاديث الواردة في هذا الموضوع الحديث الذي رواه مسلم ونصه: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرصفوف الر جال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" قال الإمام النووي فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لامع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء: أقلها ثوابا وفضلا، وأبعدها من مطلوب الشرع ، وخيرها بعكسه وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم. انتهى كلام النووي. ومنطوق الحديث لايوجب وقوف النساء خلف الرجال، وليس فيه ما يمنع أن يصلين في أجنحة موازية للرجال مع مسافة فاصلة بينهم وبينهن، وهذا مادعا إليه الإمام الصادق وهو أن يكون الفصل أفقيا وليس رأسيا، ولم يدع لاختلاط النساء مع الرجال في صف واحد كما فهمه المتعجلون في إصدار الأحكام. واليوم فإننا نجد كثيرا من المساجد لديها طابق علوي يصلي فيه النساء فوق الرجال، فلو كانت صلاة النساء خلف الرجال حكما قطعيا لما جازت صلاتهن فوق الرجال فيتضح للمتعمق في أحكام الاسلام أن موضوع صفوف الرجال مع النساء هو تنظيم لمنع الاحتكاك والنظر غير الشرعي فإذا تحقق بأي أسلوب فهو شرع الله ودينه. وجاء في كتاب فتاوى معاصرة للشيخ القرضاوي الجزء الرابع صفحة [362- 363] قوله "فإن إقامة الحواجز التي عرفت في وقتنا هذا لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين، ولا في العصور التي تلت عصورهم، ولم يكن يفصل بين الرجال والنساء في المسجد أي حاجز مادي... ولما كان أكثرالصحابة وقتها لا يعرفون السراويل، ولم يكن بينهن وبين الرجال حائل فقد أمرهن النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التعجل في رفع رؤسهن مخافة انكشاف عورة رجل من الرجال...ويقول عن الحواجز بين الرجال والنساء في المساجد "ليست بفرض ولاسنة؛ ولكنها بدعة ابتدعها الذين يسيئون الظن بالمرأة ولو كانت من الحريصات على الصلاة في المسجد مستندين على قاعدة سد الذرائع.. وأما تخصيص أماكن للرجال وأخرى للنساء فلا مانع منه شرعا بل هو مطلوب حتى لا تتماس أجساد الرجال والنساء، ولاداعي لوجود الحواجزب ينهم" انتهى وهذا هوعين ما قاله الامام الصادق المهدي.
(ت‌) النقاب: لا يوجد نص قاطع في القرآن الكريم ولا السنة النبوية الشريفة يوجب النقاب على المرأة والذين يقولون بالنقاب يستشهدون بأدلة لا تقوم بها الحجة على وجوب النقاب ومنها الحديث الذي رواه أبوداود من طريق فرج بن فضالة عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه، عن جده قال: (جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها أم خلاد، وهي متنقبة تسأل عن ابنها، وهومقتول، فقال لها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: جئت تسألين عن ابنك وأنت متنقبة؟ فقالت: إن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي...) وعلق الدكتوريوسف القرضاوي على الحديث تحت عنوان [الصحابة يستغربون لبس النقاب] وقال: بل ثبت في السنة ما يدل على أن لبس النقاب إذا وقع في بعض الأحيان كان أمرا غريبا يلفت النظر ويوجب السؤال والاستفهام! ولوكان النقاب أمرا معتادا للنساء في ذلك الوقت ما كان هناك وجه لقول الراوي : أنها جاءت وهي منقبة... وردالمرأة يدل على أن حياءها هو الذي دفعها إلى الانتقاب، وليس أمرالله ورسوله، ولوكان النقاب واجبا شرعيا، لأجابت بغيرهذا الجواب، بل ما صدر السؤال أصلا، فالمسلم لا يسأل: لماذا أقام الصلاة، أوآتى الزكاة، وفي القواعد المقررة: ما جاء على الأصل لا يسأل عن علته" [النقاب للمرأة بين القول ببدعيته والقول بوجوبه للشيخ القرضاوي صفحة:46-47] فالنقاب عادة وليس عبادة فمن أرادت أن تتنقب فهي حرة، ولكن ليس في الإسلام حكما يلزم المرأة بلبس النقاب. وأما استخدام بعض ضعاف النفوس النقاب لارتكاب الجرائم فهو واقع لا يحتاج إلى دليل، ففي كل يوم تحمل الصحف أخبار أشخاص ضبطوا متلبسين بجرائم استخدموا النقاب لاخفاء حقيقتهم، وليس بمستغرب فبعض المنافقين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين! وكثيرمن الناس يتعاملون على أساس فويل للمصلين ويا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة! فالمجرم لا تغلبه الحيلة.
(ث‌) تشييع النساء للموتي: الحديث الذي صح في هذا المجال هو ما رواه مسلم في صحيحه:" عن محمد بن سيرين، قال: قالت أم عطية: كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا" وجاء في شرح الامام النووي : معناه نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي كراهة تنزيه لا نهي عزيمة تحريم، ومذهب أصحابنا أنه مكروه ليس بحرام لهذا الحديث، قال القاضي: قال جمهورالعلماء بمنعهن من اتباعها، وأجازه علماء المدينة، وأجازه مالك وكرهه للشابة. فالمنع يبين أنه كان لعلة فإذا زالت العلة فالاباحة هي الحكم الثابت وهذا ما ذهب إليه فقهاء المدينة ومنهم الامام مالك رضي الله عنه.
(ج‌) وأما حشمة الرجال: فمقصود بها مراعاة الآداب العامة التي قررها الإسلام، وهي من مكارم الأخلاق التي بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتممها، فكما أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج وعدم ابداء الزينة إلاما ظهرمنها، فإنه أمرالرجال أيضا بغض البصر وحفظ الفروج وإعطاء الطريق حقه، والنصوص كثيرفي هذا المجال التي تأمر بمراعاة مشاعر المجتمع، منها آداب الاستئذان، وآداب النظر وروى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا مكشوف الفخذ، فقال له موجها ومرشدا: "غط فخذك فإن الفخذ عورة"
(ح‌) خفاض البنات: لم يرد في القرآن الكريم نص عن الختان اللهم إلامااستدل به الشافعية وهو قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ) [النحل:123] وقالوا بوجوب ختان الذكور والاناث اتباعا لملة ابراهيم، وهو استدلال عارضه العلماء. وأما السنة فقد ورد حديث التقاء الختانين وحديث أم عطية "أشمي ولا تنهكي" وحديث: "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء" فالحديث الأول لا يصلح للاستدلال على وجوب الختان للاناث وإنما يفيد التغليب المعروف في اللغة مثل الأبوين للأب والأم والعمرين لأبي بكر وعمر، وأما الحديثين الآخرين فقد ضعفهما علماء الجرح والتعديل، وحتى إن صحت روايتهما فإنهما لا يفيدان إيجاب الختان. يقول الشيخ القرضاوي:" لا شك إننا عندما نظرنا في الأدلة من القرآن والسنة والاجماع والقياس، لم نجد فيها دليلا على وجوب ختان الاناث ولا على استحبابه، كما أننا لم نجد فيها دليلا على تحريمه أو كراهيته ...إلى أن يقول: ولكن من المعلوم فقها أن من الأمور الجائزة والمباحة ما يجوز منعها بصفة كلية أوجزئية، إذا ثبت أن من ورائها مفسدة أو ضرر. ومما لا ريب فيه أن أهل الاختصاص قد أثبتوا الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية المترتبة على ختان الإناث مما صار منعه ضرورة شرعية.
(خ‌) حضورالنساء لمراسم عقد الزواج: مراسم عقد الزواج في السابق لم تكن بهذه الصورة الحدبثة من الترتيب والدعوات والوثائق وليس هنالك نص قطعي الورود والدلالة يمنع المرأة من حضور عقد قرانها بل ورد في السنة ما يفيد حضور المرأة عقد زواجها روى مسلم في صحيحه : عن سهل بن سعد الساعدي، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله، جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا، جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يارسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنبها، فقال: "فهل عندك من شيء؟" فقال لا والله: يا رسول الله فقال:"اذهب إلى أهلك فانظرهل تجد شيئا؟" فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئا،.... فقال رسول الله صلى الله عليه "اذهب فقد زوجتكها فعلمها القرآن" الشاهد أن المرأة قد عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، وحضرت عقد قرانها فلا مانع شرعا من حضورالنساء مراسم عقد القران.
ثانيا: إن كل المواضيع التي تناولها خطاب الإمام لا تدخل في ثوابت الدين، وإنما هي من المسائل الفرعية التي ورد فيها الاختلاف قديما وحديثا، فشكل الزي بالنسبة للمرأة ليس من ثوابت الدين وإنما المطلوب من المرأة أن ترتدي زيا محتشما يغطي مفاتنها كما ورد في سورتي النور والأحزاب، وكما بينته السنة النبوية الشريفة، والزواج أركانه معروفة ليس من ضمنها حضورالنساء أوعدمه ، والصلاة عندها شروط وفرائض وسنن معلومة وليس من ضمنها أين تقف المرأة، ومنع تشييع النساء للموتى لم يرد فيه نص قاطع بل هو نص قابل للإحتمال، وختان الاناث ليس من ثوابت الدين وإنما هو عادة! فما الذي أدخل قضية التكفير ومصادمة الشريعة في هذه القضايا التي تحتمل أكثرمن وجه؟! والفتوى غير ملزمة فمن اقتنع بفتوى الفقيه أخذ بها ومن لم يقتنع لم يأخذ بها، قال صلى الله عليه وسلم "استفت نفسك وإن أفتاك الناس.."
ثالثا: إننا نعلم أن المدارس الإسلامية متعددة في مناهجها ومنطلقاتها واهتماماتها، وهذا التعدد في الفهم أقره الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، فالصحابة عليهم رضوان الله اختلفوا حول التعامل مع أسرى بدر، واختلفوا في فهم النص عندما أمروا بالصلاة في بني قريظة، واختلفوا في عدة المتوفى عنها زوجها الحامل واختلفوا في ميراث الجدة ..وهكذا وفي مرحلة لاحقة ظهرت المذاهب والمدارس الفكرية ولم يكفر أحد أحدا اللهم إلا الخوارج الذين كفروا المسلمين الذين يخالفونهم في الرأي ولم يسلم من تكفيرهم حتى الصحابة بمن فيهم علي بن أبي طالب بل قتلوه وزعموا أنهم يتقربون إلى الله بقتله! إننا نقول للخوارج الجدد نحن ننتمي إلى مدرسة إسلامية تميز بين الثابت والمتغيرمن أحكام الإسلام، وتسترشد باجتهادات الأقدمين ولا تتعصب لهم، وتجتهد لمواجهة التحديات ولا تقلد، ولا نقبل من أي كائن أن يصدر لنا صك غفران أو يحدد لنا أن نعبد الله ونتبع أحكامه حسب فهمه، فمرجعيتنا الكتاب والسنة حسب فهمنا ومعرفتنا فالله سبحانه وتعالى لا يحاسبنا على فهم الآخرين وإنما يحاسبنا على حسب فهمنا ومعرفتنا وهو القائل: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) [الاسراء:84]
رابعا: الرابطة الشرعية للعلماء ظلت تصدر بيانات وتطلق اتهامات من وقت لآخر، وواضح أن أسلوبها ليس هو أسلوب الفقهاء الذين يدحضون الحجة بالحجة دون اتهام للمخالف في دينه أو دوافعه، وواضح من أسلوبهم مخالفتهم لما عرف من نهج العلماء في أدب الاختلاف، فنحن نريد أن نعرف من هم العلماء الذين ينتمون للرابطة الشرعية؟ وماهي خلفياتهم؟ وأين تلقوا علمهم؟ وما هو دورهم في نشرالدعوة في السودان؟ وهل يدركون خصوصية الواقع السوداني القائم على التنوع؟ إننا نريد أن نعرف فالدين لا يؤخذ من كل من هب ودب فقد قال الامام أحمد لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال:
أولها: أن تكون له نية، فإن لم تكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور.
والثانية: أن يكون له حلم ووقار وسكينة (إشارة إلى الجانب الأخلاقي)
والثالثة: أن يكون قويا على ماهو فيه وعلى معرفته (إشارة إلى التمكن العلمي)
والرابعة: الكفاية (من العيش) وإلا مضغه الناس.
والخامسة: معرفة الناس (أي معرفة الواقع وتعقيداته)
خامسا: بيان الرابطة دعا الحكومة للتصدي للامام الصادق وأمثاله وهو نفس النهج الذي اتبعه الملأ من قوم فرعون قال تعالي: (وَقَالَ المَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) [الأعراف:127] ونفس النهج الذي اتبعه المعتزلة مع العباسيين للتصدي للامام أحمد، ونفس النهج اتبعه مقلدة المذاهب مع ابن تيمية عندما جدد الاجتهاد في مسائل الطلاق وأفتى بعدم وقوع طلاق الثلاث بلفظ واحد، وعدم وقوع الطلاق بالحلف بالطلاق والطلاق المعلق والطلاق البدعي، فاتهمه حراس التقليد من العلماء بخرق الاجماع وجرحوه وعرضوه للمحاكمة وأدخلوه السجن وأصبح اليوم مرجعا في كثير من بلدان العام الاسلامي! ونفس النهج اتبعه علماء السلطان مع الامام المهدي وحرضوا عليه غردون طالبين منه الدفاع عن شريعة الله! وهم نفس العلماء الذين سكتوا عن المنكرالذي عجل بظهورالمهدية في حادثة الأبيض المشهورة والتي سجلها الشاعرالسوداني مشيدا بموقف الامام المهدي وناقدا لموقف علماء السلطان بقوله: "وكت السنة وقعت وانكوت في حشاها أبو منو الغير أبوك قام تورها ومشاها" نقول للرابطة الشرعية كان الأجدى أن تطالبوا الحكام ببسط العدل ومحاربة الفساد وبسط الحرية وتصحيح شرعية الحكم لتقوم على الرضا، وإيقاف سفك الدماء بدل أن تحرضوهم ضد الفكر والاجتهاد! فكرامة الإنسان وحرمة نفسه مقدمة على الفرعيات.
سادسا: نقول لمنسوبي الرابطة وكل المتسرعين في إصدارالأحكام التكفيرية عليكم أن تتعظوا بما حدث من عنف في كثيرمن البلدان الإسلامية نتيجة للفتاوى التحريضية والتعصب الفكري، والسرعة في التكفير مما كان نتيجته سفك الدماء الحرام ، واستمرار دوامة العنف التي استشرت في كثير من بلدان المسلمين. ونقول لهم إن الخاسر الأول - إذا اتبعتم هذا النهج - لن نكون نحن واحذروا أن تستفزوا كيانا لا تزال دماء شهداء شيكان وكري وام دبيكرات تغذي مسيرته، إننا في السودان نحترم الرأي المخالف، والبيئة السودانية استقبلت الأفكارالوافدة ورحبت بها ولكننا لن نسمح لأي فكر دخيل أن يتطاول على الأصل ليحل محله.
سابعا: إن الخلاف الفكري يحسم بالحوار والنقد العلمي، وإننا ندعو كل المختلفين معنا لحوارعلمي حول القضايا التي تشكل خلافا بين الجماعات الإسلامية وهي:
القضية الأولى: تحديد الأحكام القطعية الملزمة والأحكام المتغيرة ومنهج التعامل معها.
القضية الثانية: نهج التعامل مع التراث الفقهي الموروث.
القضية الثالثة: نظام الحكم الشرعي: شروطه، ومقوماته، وما هي المعايير التي تجعل الحكم إسلاميا.
القضية الرابعة: المشتركات المتفق عليها والاجتهادات المخالفة واحترامها، وآلية لفض النزاعات بين المسلمين.
القضية الخامسة: المستجدات وكيفية التعامل معها، وتكوين مؤسسة للاجتهاد الجماعي.
القضية السادسة: الآخر الملي والآخر الدولي ومنهج التعامل معهما.
القضية الخامسة: الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكيفية وضعها في مناهج وبرامج تحقق مقاصد الاسلام.
وختاما: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ) [يوسف:108]
28 صفر1433ه الموافق 22 يناير201م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.