الخرطوم : أعرب وزير الدولة برئاسة الجمهورية، عن مخاوفه من أن يكون توقيع حكومة الجنوب على الاتفاق الأمني مع السودان مناورة سياسية،ورأى أنه لا يوجد مبرر للتشكيك في أصحاب المذكرة التي تطالب بإصلاحات من الاسلاميين أو المطالبة بمحاسبتهم،وكشف أن المؤتمر الوطني بدأ تنفيذ برنامج «أفق جديد» للاصلاح في البلاد،وقلل من انشقاق نائب رئيس «حركة التحرير والعدالة» أحمد عبد الشافع،بينما دافع المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي كمال عمر عن تحالف المعارضة، مؤكدا انه قوي وأكمل صياغة وثائق تمثل حدا أدنى من الاتفاق على قضايا حكم البلاد. وقال أمين عمر في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس إن أسلوب المذكرات في الحركة الاسلامية ليس جديدا،وأن أول مذكرة في العهد الحالي كانت من فتحي خليل المحامي في العام 1992 تطالب بإعادة الحركة الاسلامية،موضحا أن من رفعوا المذكرة أخيرا نواياهم سليمة، ولكن هناك من يتخوفون من أن تتحول الى مجموعة ضغط،موضحا أن المؤتمر الوطني أقر في مؤتمره الأخير خطوات للاصلاح تمت صياغتها في برنامج «أفق جديد،» وكلف المكتب القيادي للحزب القطاع السياسي بوضع برنامج زمني لتنفيذه،مشيرا الى أن المشكلة الأساسية في الحركة الاسلامية سابقا وحاليا هي أزمة ثقة بين قياداتها والشعور بمؤامرة عن محاولات اقصاء. وقلل عمر من انشقاق نائب رئيس «حركة التحرير والعدالة» أحمد عبد الشافع وقال إنه انشق بسبب عدم حصوله على منصب والي وسط دارفور،مبينا أن ظروف حركته والمؤتمر الوطني لم تكن تسمح بمنحه المنصب باعتباره ينتمي الى قبيلة الفور التي ينحدر منها ايضا رئيس الحركة الدكتور التجاني السيسي،مؤكدا أن عبد الشافع انشق وحيدا وأن قواته وعددها نحو «50» جنديا موجودة في جنوب السودان وافقت على الترتيبات الامنية، ولذا فإن انشقاقه لن تترتب عليه آثار سياسية أو أمنية. وتابع « ربما يرى عبد الشافع أنه سيجد في نظرية اسقاط النظام وضعا أفضل». ورحب عمر بحذر بالاتفاق الامني الذي وقعه السودان والجنوب أمس في أديس أبابا معربا عن مخاوفه من أن يكون مناورة من الجنوب،وقال «ان كانوا يريدون مناورة فخبرتنا في العمل السياسي أوسع منهم بكثير»،ورأى أن هناك أصواتاً عاقلة في حكومة الجنوب أكثر من المتطرفة ولكن الأخيرة يدها هي الطولى،واعرب عن امله في ان يكون الاتفاق الامني خطوة نحو التوازن،لافتا الى ان حرب الوكالة ليست مفيدة للطرفين ومؤذية لكليهما. وعن تحالف المعارضة، اعتبر عمر أنه لا يوجد اجماع بين من يسمون أنفسهم «قوى اجماع وطني»،وقال ان الحزب الاتحادي الاصل صار خارج التحالف،وأن حزب الأمة «رجل في السرج ورجل في الأرض»،وأن شباب التحالف هم فاروق أبوعيسى وعلي محمود حسنين،ووصف التحالف بالانتهازية والسعي الى استغلال المواطنين والاختباء خلفهم ورأى أن شعار اسقاط النظام الذي يتبناه التحالف مضحك،مشيرا الى أن المؤتمر الوطني اذا خرجت تظاهرات رافضة للحكومة فإنه سيحلها ويدعو الى انتخابات جديدة. لكن المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي كمال عمر دافع عن تحالف المعارضة مؤكدا انه قوي وفاعل في الولايات وهناك تنسيق بين قطاعاته، وأكمل صياغة وثائق تمثل حدا أدنى من الاتفاق على قضايا الحكم واعادة تشكيل هياكله،وحمل المؤتمر الوطني مسؤولية أزمات السودان بممارساته وانتهاك الحريات وهضم الحقوق الدستورية للمواطن،حتى صارت الحكومة تحارب في كل الجبهات،ودعا الى حكومة انتقالية لادارة شؤون البلاد وقيام انتخابات حرة ونزيهة.