الدمازين: حسام الدين ميرغني صعيد النيل الازرق لاتجف ترابه من عرق السماء وامطاره هذه الايام الشئ الذى يذهب ظمأ الصائم ويقلل من العطش ..شمس تكاد لاتظهر الا لماما فى نهار الدمازين وتخومها.. فرح آدم وجدته يمتطى ظهر عجلة هوائية تزينت بالوان الميخ ناديه المحبب تحت شجرة هشاب وحوله مياه الامطار فعلت فعلتها فى الارض الطينية مما جعله يتخير عجلة دبل لتشق عباب الطين..وقف آدم فرحاً يحكى للرأى العام عن نهار رمضانه الذى لا يكل فيه من لعب كرة قدم او سباحة فى ترعة الخزان او يتسابق مع اقرانه لمسافة كذا كيلو فى خلاء الدمازين..آدم قال ان يومه يبدأ بالزراعة يتمم على جروفه فى النيل الازرق ينظف ماعلق بزرعه ..يمتسئ اليوم فيكون على انظار مؤذن حى الزهور ليعلن عن انقضاء يوم صيام واجر وبركة ..الافطار لايخلو من عصيدة دخن او دامرقة وادام اخضر فى الغالب من ورق اللوبيا وبليلة عدسية منتشرة هناك تضخ الدماء فى شرايين يابسة.. اما شرابهم فالحلومر الابيض ينتشر اكثر من الاحمر والكركدية والذى يعملون منه ملاحا طاعما ايضا. فرح آدم ماهر فى كرة القدم يمارسها فى نادى الصقر الاسود بالدرجة الثانية فى الدمازين يجيد اللعب فى كل الخانات ويتوقع ان يهرول كشاف المريخ لتسجيله بعد مواسم يقول فرح ان حارس مرمى بحيهم قام المريخ بتسجيله مؤخرا وهو يعد نفسه بدنيا ويربط فى عضلاته حتى يقتحم المريخ بقوته ومهارته فى مقتبل السنوات..يثق من مهارته تماما.. فرح ابن حى النهضة لايلتفت الى عثرات ناديه المحبب هذه الايام يقوم برفع علمه على دراجته وسطح منزله الخشبى.. تركته يقف مع انداده مصطفا ليبدا سباق الدراجات الشعبى بلا جوائز ولا يحزنون يمتد لمسافة طويلة الفائز فيها يكون بطل الحى ومحور نقاش جلسات شبابه.