ابوظبي – كشفت مصادر صحفية عن اعتقالات جديدة في قضية الخلية المتهمة بالعمل ضد نظام الحكم والدستور الاماراتي، أو ما يطلق عليهم ب"خوارج البيعات الخارجية". ورفعت هذه الاعتقالات عدد من القي القبض عليهم من الاسلاميين المتطرفين منذ 15 يوليو (تموز) الى 20 على الأقل، عندما قالت الامارات انها تجري تحقيقا بشأن جماعة لها صلات خارجية تخطط لجرائم ضد امن الدولة. وتتهم السلطات الاماراتية الخلية بالتعامل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يسعى للإطاحة بحكومات في عدد من الدول العربية مستغلا حالة الاضطراب التي أوجدها الربيع العربي وتمكن من خلالها الوصول إلى الحكم في مصر وتونس وغزة وبعد أن أزاح شركائه في الحكم. ويسعى "الأخوان" للحصول على دعم من منظمات دولية بحجة أن الأمر هو قضية لحقوق الإنسان وليس مسألة مؤامرة مرتبطة بالخارج. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولي وزارة الداخلية، حول عمليات الاعتقال. وتجنبت الامارات الاضطرابات السياسية التي اجتاحت المنطقة العربية لاسباب من بينها برنامج الرعاية الاجتماعية الشامل، ومستوى التعليم والصحة التي توفره الحكومة للمواطنين. وقال اقارب ونشطاء ان اغلب المعتقلين لهم صلات بجماعة الاصلاح الاسلامية التي كانت هدف الحملة في الامارات. وقال قريب لاحد المعتقلين لوكالة "رويترز" ان قوات الامن اعتقلت الثلاثاء الماضي حمد رقيط (61 عاما) واحد مؤسسي جماعة الاصلاح وشخصية معروفة في امارة الشارقة. وقال نشطاء واقارب ان من بين المعتقلين الاخرين سالم الشحي وهو محام وعبد الرحيم الزرعوني الذي يعمل بمؤسسة اعلامية ومصبح الرميثي وهو عضو اخر بجماعة الاصلاح وعيسى السويدي وهو مسؤول تعليمي سابق. واغلب الرجال الذين اعتقلوا خلال الشهور الماضية من امارات محافظة دينيا مثل الشارقة ورأس الخيمة وهي ايضا اقل ثراء من ابوظبي العاصمة الغنية بالنفط ودبي المركز التجاري. وتشعر سلطات الامارات شأنها شأن دول الخليج الاخرى بالقلق من ان صعود الاسلاميين في مصر ودول اخرى في اعقاب الربيع العربي قد يثير الجماعات الاسلامية والمعارضة على اراضييها. وسبق وان حذر رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الاسبوع الماضي من مؤامرة دولية للاطاحة بحكومات دول الخليج العربية قائلا ان على المنطقة ان تكون مستعدة لمواجهة اي تهديد من معارضين اسلاميين وكذلك من سوريا وايران. وسبق وان كشفت مصادر صحفية عن اسماء الاشخاص الذين تم اعتقالهم في الامارات الاحد بتهمة العمل على "المس بامن الدولة" ويجري التحقيق معهم حالياً. وذكرت المصادر اسماء خالد محمَد الشيبة النعيمِي، عمرّان عليّ الرضوان، راشد الشامسيّ، حسين النجَار، محمد المنصوري، خليفة النعيميّ، إبراهيم الياسيّ، والمُعتقد أنهٌمّ من ضمن الجماعة التي أعلن عنها النائب العام بأنها أسست وأدارت تنظيماً يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة، ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم في الامارات، فضلاً عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية. وقالت وكالة الانباء الاماراتية "تباشر النيابة العامة حاليا اجراءات التحقيق مع جماعة اسست وادارت تنظيما يهدف الى ارتكاب جرائم تمس امن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الاساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة فضلا عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات واجندات خارجية". واضافت ان "سالم سعيد كبيش النائب العام قال في تصريح له ان النيابة العامة امرت بإلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم وأصدرت قراراتها بحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية". واشارت ان "النائب العام أضاف ان التحقيقات مستمرة لكشف ابعاد المؤامرة التي يستهدفها هذا التنظيم واعضاؤه". وسبق وان اتهم محمد المنصوريّ وهو نائب رئيس تنظيم الاخوان إلمسلمين في الإمارات بالقضية التي تعرف باسم "المتامرون على الوطن"، اما راشد عمران الشامسي رئيس اللجنة الإعلامية للإخوان المسلمين في الإمارات فهو متهم بإنشاء حسابات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي تسعى للمس بشيوخ الامارات. ويعد خالد الشيبة من بين قيادات الاخوان المسلمين في الامارات، واستلم إدارة التنظيم بعد اعتقال سلطان بن كايد وسارعلى نهج تأليب الرأي العام والتحريض بملاحقة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الاماراتي قضائيا في أوروبا. اما عمران الرضوان فهو من أعضاء الاخوان المسلمين ومتزوج من إبنة محمد صديق أحد المسحوبة جنسياتهم، ونشط مؤخرا في نشر الإشاعات حول الاجهزة الأمنية. وسبق وان تطاول إبراهيم الياسي على حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. وتصاعد التركيز بحجم كبير على أهمية الأخوان المسلمين في الامارات لأن البلد يتميز بمناخ منفتح بالمقارنة مع بقية دول الخليج مما يسهل الحركة. ويشن التنظيم ما بدا واضحاً أنه حرب إعلامية تستهدف إشعال الساحة الإماراتية وإيقاع الفتنة بين مكونات دولة أوصدت في وجوههم الأبواب بهدف الحفاظ على استقرار مزيج اجتماعي غاية في التفرد بتنوعه العابر للثقافات. وطالت القيود الإماراتية عدداً من رموز الجماعة الذين أغراهم الربيع العربي بالمجازفة في التحرك المكشوف و"الترويج لأفكار تثير الفتنة وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي" على حد تعبير السلطات الإماراتية. ويرى مراقبون أن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان زج بمناصريه في تلك التظاهرات بهدف افتعال أزمة تسمح له باستغلال الثورة السورية كورقة ابتزاز أخرى ضد النظام في الإمارات. ويرى التنظيم العالمي للاخوان المسلمين في دول الخليج مصدرا لتمويل نفوذه في بقية مناطق العالم، الأمر الذي مارسوه بكفاءة في قطر التي ركبت موجتهم حتى صار من الصعب معرفة من يستغل مَن هناك. وكان الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة قد وجه نقداً لاذعا لمن اعتبرهم "خوارج البيعات الخارجية" مشيرا إلى أن أحزاب البدع تسعى إلى التغرير بشباب الإمارات خدمة لأجندات خارجية. وقال الشيخ سلطان في تصريحات وزعت على نطاق واسع في دولة الإمارات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي "كل من يسيء لدولتنا يعاقب، ويتخذ ضده الإجراء اللازم، حسماً ودرءاً للعبث والفوضى". وجاءت التصريحات على خلفية هجوم إعلامي يشنه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على دولة الإمارات على خلفية غضب إماراتي من تصريحات أطلقها الشيخ القطري من أصل مصري يوسف القرضاوي عبر قناة الجزيرة هاجم فيها دولة الإمارات وقيادتها. وألمح حاكم الشارقة إلى أن تنظيم الأخوان العالمي يستهدف الشباب الإماراتيين على وجه الخصوص بالقول "نحذر شباب الإمارات من الإغترار بالمسارات الحزبية، والأجندات الخارجية" مشيرا إلى خطر "استغلال الشعارات الإسلامية لترويج المناهج الحزبية مرفوض، إذ ينبغي الرجوع للعلماء الرأسخين".