الشارقة (الامارات) - كشف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن توقيف مجموعة من ما اسماهم ب"المخربين" أثناء هروبهم من المطارات والمعابر الحدودية لتأسيس تنظيم خارجي. ودعا حاكم الشارقة في مداخلة هاتفية مع برنامج الخط المباشر عبر إذاعة وقناة الشارقة أهالي الموقوفين بأن يربطوا على قلوبهم ويصبرو. وقال "ولتعذرنا كل أم تم توقيف ابنها ولتعلم أن ولدها عزيز علينا وجزء منا ونتمنى له الهداية وأن الإجراء الذي اتخذ ليس عقابا وإنما علاج للشخص المخطئ ليكون عضوا صالحا في المجتمع وإن شاء الله لن يمر هذا العيد إلا وستكون كل الأمور بخير". وأوضح "أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لوقف المخربين الذين تم توقيفهم أثناء هروبهم من المطارات والمعابر الحدودية لتأسيس تنظيم خارجي، وسجنهم جاءت للعلاج وليس للتصعيد والحفاظ على أمن الدولة واستقرارها وحفاظا على أبنائها". وكانت الامارات قد اعتقلت مجموعة جديدة في قضية الخلية المتهمة بالعمل ضد نظام الحكم والدستور الاماراتي، أو ما يطلق عليهم ب"خوارج البيعات الخارجية". ورفعت هذه الاعتقالات عدد من القي القبض عليهم من الاسلاميين المتطرفين منذ 15 يوليو (تموز) الى 20 على الأقل، عندما قالت الامارات انها تجري تحقيقا بشأن جماعة لها صلات خارجية تخطط لجرائم ضد امن الدولة. وتتهم السلطات الاماراتية الخلية بالتعامل مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والذي يسعى للإطاحة بحكومات في عدد من الدول العربية مستغلا حالة الاضطراب التي أوجدها الربيع العربي وتمكن من خلالها الوصول إلى الحكم في مصر وتونس وغزة وبعد أن أزاح شركائه في الحكم. وأضاف الشيخ القاسمي "نناصح مرة ثانية يا إخواننا يا بناتنا يا أولادنا من فضلكم هذا البلد بلدكم لا تضيعوه لأن تجربة هذا البلد في الاتحاد من أنقى التجارب". واكد على ضرورة حماية الدولة وأمنها والحفاظ على استقرارها والإنجازات التي حققتها الإمارات في وضع خطط التنمية والتطوير والدعم المستمر في المجالات كافة مبديا اعتزازه وفخره بنجاح تجربة اتحاد الدولة قبل 40 عاما في الوقت الذي كان يعتقد البعض أنه لن يدوم لأكثر من يومين. ودعا حاكم الشارقة الجميع من أبناء وآباء وأمهات في هذا الشهر الفضيل الى فتح قلوبهم وتنقيتها من الضغينة والحقد ليصبح شفافا وصافيا ككأس الماء النظيف واغتنام رمضان في العبادة وقراءة القرآن. وقال "هناك بعض القلوب عليها ران وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنها هذه البقع السوداء ونتمنى السلامة لهذا الوطن الذي لا يوجد مثله فمهما بذلنا، ما نكفي الواجب الكبير الذي علينا". وتجنبت الامارات الاضطرابات السياسية التي اجتاحت المنطقة العربية لاسباب من بينها برنامج الرعاية الاجتماعية الشامل، ومستوى التعليم والصحة التي توفره الحكومة للمواطنين. وتصاعد التركيز بحجم كبير على أهمية الأخوان المسلمين في الامارات لأن البلد يتميز بمناخ منفتح بالمقارنة مع بقية دول الخليج مما يسهل الحركة. ويشن التنظيم ما بدا واضحاً أنه حرب إعلامية تستهدف إشعال الساحة الإماراتية وإيقاع الفتنة بين مكونات دولة أوصدت في وجوههم الأبواب بهدف الحفاظ على استقرار مزيج اجتماعي غاية في التفرد بتنوعه العابر للثقافات. وطالت القيود الإماراتية عدداً من رموز الجماعة الذين أغراهم الربيع العربي بالمجازفة في التحرك المكشوف و"الترويج لأفكار تثير الفتنة وتضر بالوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي" على حد تعبير السلطات الإماراتية. ويرى مراقبون أن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان زج بمناصريه في تلك التظاهرات بهدف افتعال أزمة تسمح له باستغلال الثورة السورية كورقة ابتزاز أخرى ضد النظام في الإمارات. ويرى التنظيم العالمي للاخوان المسلمين في دول الخليج مصدرا لتمويل نفوذه في بقية مناطق العالم، الأمر الذي مارسوه بكفاءة في قطر التي ركبت موجتهم حتى صار من الصعب معرفة من يستغل مَن هناك. وكان الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة قد وجه نقداً لاذعا لمن اعتبرهم "خوارج البيعات الخارجية" مشيرا إلى أن أحزاب البدع تسعى إلى التغرير بشباب الإمارات خدمة لأجندات خارجية. وقال الشيخ سلطان في تصريحات وزعت على نطاق واسع في دولة الإمارات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي "كل من يسيء لدولتنا يعاقب، ويتخذ ضده الإجراء اللازم، حسماً ودرءاً للعبث والفوضى". وجاءت التصريحات على خلفية هجوم إعلامي يشنه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على دولة الإمارات على خلفية غضب إماراتي من تصريحات أطلقها الشيخ القطري من أصل مصري يوسف القرضاوي عبر قناة الجزيرة هاجم فيها دولة الإمارات وقيادتها. وألمح حاكم الشارقة إلى أن تنظيم الأخوان العالمي يستهدف الشباب الإماراتيين على وجه الخصوص بالقول "نحذر شباب الإمارات من الإغترار بالمسارات الحزبية، والأجندات الخارجية" مشيرا إلى خطر "استغلال الشعارات الإسلامية لترويج المناهج الحزبية مرفوض، إذ ينبغي الرجوع للعلماء الرأسخين".