لم يتردد الأب لحظة واحدة عندما طلب منه نجله الذهاب معه لطلب يد بنت (الحلال), لأنه وجد شريكة الحياة التي تتوفر فيها كل مواصفات الحسب والنسب, فأسرع مع ابنه إلى منزل والد العروس وهناك كانت المفاجأة، فقد انقلب الموقف وصار الأب هو (العريس) وذلك بعد طلب والد (العريس) يد الفتاة لولده, لكن والد (العروس) رفض تزويج ابنته إلى ذلك الشاب بحجة عدم مناسبته لابنته مما أغضب العريس، وبعد عدد من المحاولات أخبر والد (العريس) أنه لا مانع لديهم من إكمال مراسم الخطوبة بشرط أن يكون الوالد هو العريس بدلاً من الابن، وأنهم يرحبون به عريسا لابنتهم لما عرف عنه من صفات وأخلاق وكفاءة وعلم وحسن تصرف حتى أضحى مثالا للرجل المسؤول. وعلى الفور تقدم والد (العريس) وخطب الفتاة لنفسه في موقف أصاب الشاب بالذهول ولم يستطع الكلام من هول الموقف, واكتفى بخروجه من بيت العروس تاركا والده العريس يتفق على مراسيم الزواج. وقصة أخرى تحكي عن شاب اصطحب معه والده لحضور مراسم جلسة التعارف مع العائلة ومشاهدة الفتاة، وبعد العودة من الجلسة، بادر الأب بإحباط ابنه وشرح له أن أهل الفتاة رفضوه، لكن بعد فترة وجيزة، فوجئ الابن حين علم أن الفتاة التي تزوجها والده بعد ثلاثة أشهر هي نفسها التي تقدم لخطبتها برفقة والده. حكايات كنا نسمع بها وتدهشنا حد الدهشة وتأتينا عبر الانترنت من بلاد اخرى (عربية), ولكننا لم نتوقع ان تحدث مثلها في السودان الذي يتميز بعادات وتقاليد مختلفة عن كل شعوب العالم، ولكن قبل أيام رصدت الصحف الاجتماعية (خبر) يتحدث عن طالبة جامعية رفضت شابا وسيما ولديه كل مقومات (العريس اللقطة) أن يتزوجها عندما تقدم لخطبتها مع والده، والأعجب من ذلك ان (العروسة) طلبت الانفراد بوالد (العريس) لتخبره انها مغرمة به وليس بابنه، فسحب الاب وفد (الخطوبة) وعاد مرة أخرى ليخطبها لنفسه. علي غرار مسلسل ( الزوجة الرابعة) الذي بثته عدد من الفضائيات في الفترة الماضية، ففي المسلسل بدلا من أن يخطب مصطفى شعبان (العروسة) لولده تزلزلت أركانه في لحظة رؤيته ل(الفتاة) التي اختارها ابنه فخطبها لنفسه و أقنع ولده بزوجة أخرى. كثيرون استنكروا هذا التصرف، وقال بعض الذين استطلعتهم (الرأي العام) : كيف تتفق صفات الرجولة والأخلاق مع قبول من احبها ابنه و حلم بها ورسم حياته معها و تقدم لخطبتها، لا ادري ماذا سيفعل الاب بمن في سن ابنته وحبيبة ابنه، وتساءلوا في اي قرن نحن، وطالبوا الآباء من هم في شاكلة الذين تزوجوا ب(خطيبات) ابنائهم ان يسموا بالمشاعر و يرتقوا بها الى ما يتناسب مع اعمارهم واضافوا: كيف لأب ان يستكثر على ابنه (الفتاة) الحسناء الجميلة ويحولها الى نفسه؟؟ فاذا كان رجل محترم ومثالي وقدوة حسنة يجب ان لا يتزوج من خطيبة ابنه او الفتاة التي طلبها ابنه للزواج، في حين لم يستغرب آخرون الحالة وقالوا: طالما ان ابنه لم يدخل بها فلا يوجد مانع ان يتزوجها معتقدين ان القسمة والنصيب تلعب دورا كبيرا في مسألة الزواج، وان خطوبة (الابن) من تلك الفتاة صارت سببا في ان تصبح زوجة لأبيه. (2) وذكرت الباحثة الاجتماعية (دولت حسن) ان التغيير الاجتماعي من أهم الظواهر المصاحبة للمجتمع الإنساني بل هو في حقيقة الأمر أهم خصائصه، فالمجتمعات البشرية دائمة التطور والتغير، مشيرة الى ان المجتمع السوداني ليس معزولا عن المجتمعات البشرية الأخرى ، فهو يتأثر بما حوله من المتغيرات، بل ويقلد بعض التصرفات والسلوك عند الآخرين وتطرقت الى بعض القصص التي حدثت في (السعودية ومصر) بأن تزوج (الاب) حبيبة ابنه او (خطيبته) وزادت: ان هذه الاشياء في الخارج ليست عادية فإنها تجد الاستنكار من المجتمع هناك! وقالت دولت: هذه المسألة لم تصبح ظاهرة بعد إلا انها خطيرة للغاية لأنها تخلف مشاكل كثيرة وتفكك في الاسرة بسبب (طيش) الأب الذي لم يختر صحيحا، ولم يجد الا خطيبة ابنه لتكون زوجة ثانية له, وقالت: غالبا كل من يسمع بقصة مثل هذه النماذج لا يتبادر الى ذهنه إلا ان ذلك الرجل به علة نفسية وإلا لما تصرف مثل هذا التصرف، وقالت: هناك (فتيات) يعشقن المادة ويعتقدن ان الحياة لا تسير بدونها فمن المحتمل ان تكون كل (الزيجات) التي تمت بين (اب) وخطيبة ابنه بسبب إغرائه لها بالمال!! الراي العام