دمشق - نيروز جبيلي شاعرة سورية ترسم أشعارها عبر خيال واسع فتأتي كلماتها في أسلوب تعبيري يشبه اللوحة التشكيلية إضافة إلى ألفاظها ومفرداتها العفوية والبسيطة والقادرة على التعامل مع المتلقي بشكل عفوي دون المساس بالمستوى الفني. وتقول صاحبة ديوان "العنف في النسيان ذاكرة" إن أكثر ما يجعل القصيدة بهية لدى المتلقي هو انطلاق الشاعر من الخيال لأن "الخيال وجه جميل للحياة يمنحها الخصوبة ويعطيها مقومات تزيل الهموم وتجعل الرؤية شائقة فدونه تبدو جافة وقاسية وهو قادر على إقامة أهم العلاقات بين المتلقي وبين الشاعر وبين عالم الكلمات الذي من المفترض أن يفيض بالأحاسيس لتحلق عبرها المفردات على أجنحة الريح فوق الغيم أحيانا وفي أعماق البحار ولا ضير إذا كانت عبر الصحراء التي قد تمتلك آلات جمالية تتفرد بها". وتضيف لوكالة الأنباء السورية "سانا": "أنا شاعرة تفاجئني الصورة وتقتحمني منذ البداية أي عندما أمسك الورقة والقلم لأنني أكون معبأة تماما بكل ما يؤثر بي ويحيط بعواطفي وما امتلكه من ثقافة ورؤى كل هذه الأشياء تشارك موهبتي بالمفاجأة فتأتي المقدمة أولا لأنها تأخذ قمة الإحساس وذروة الإبحار ثم أكون حريصة بعد ذلك في الحفاظ على مستوى الخط البياني للقصيدة كما بدأت بها وهذا شيء لا يمكن أن أتحكم به أبدا". وأوضحت الشاعرة السورية أن العاطفة لا ترتبط بنموذج شعري قديم أو حديث "فمنذ وجد الانسان وجدت المشاعر والأحاسيس وستبقى، وقد تختلف العاطفة بالشكل لكن لا يمكن أن تختلف بالمضمون وعلى الشاعر أن يبذل ما بوسعه حتى يأتي بمقومات تقرب نتاجه الأدبي من المتلقي وأن يعمل على التواصل العاطفي معه ضمن صيغ جمالية إبداعية جديدة ومدهشة". وتؤكد جبيلي أنها لا تقصد أن تطرز قصائدها بصور شعرية مختلفة أو لها دلالة معينة أو إيحاء مبهر إنما تعتمد على وجود الرابط الإنساني بينها وبين القارىء لأنها إن لم تنجح بمواكبة همه وفرحه ستصبح الجماليات ترفا. وعن وجود الشعر الحديث في الساحة الأدبية تقول جبيل "هذا النوع من الشعر على اختلاف أشكاله تمكن من الوصول الى ذائقة المتلقي وهو ماثل وموجود كما هو شعر الماغوط مثلاً أما الأشكال السريالية والضبابية فما زالت تفتش عن مكانها وقد تجد هذا المكان في يوم ما أو تفشل مبينةً أن على الشاعر أن يدرك أنه يكتب لقاعدة شعبية وهي عنوان وجوده الأدبي". وتضيف "شعري نموذج حداثوي يعتمد على القلب والعاطفة أولا دون أن اشترط عليه وجود الموسيقى كجواز سفر إلى الناس فهذا النوع من الشعر ترافقه موسيقى داخلية متناغمة مع الإحساس تمضي به بعيدا لكنني أحرص على وجود جماليات أخرى عليها أن تكون عفوية لتتمكن من الدخول إلى قلب الآخر كما خرجت من قلبي محملة بأفكارها وأشجانها وأفراحها".