لكلّ منا نقاط ضعفٍ لا تظهر إلا عندما يحلّ فصل البرد، صحيح أن الأمراض الموسمية الرائجة لا تحمل في طياتها خطراً أو موتاً، إلا أن الخبراء يركزون على ضرورة دعم نظام المناعة في أجسامنا لمحاربة الفيروسات التي تكثر في فصل الشتاء. في ما يلي نصائح لمكافحة الأمراض الموسمية. لا بدّ من أن يحصل الجسم على كفايته من الفيتامينات والمعادن والعناصر المغذية الأساسية، في هذا الصدد تُعتبر فيتامينات «سي»، {دي»، «إي» و{بي» والبيتا كاروتين والزنك والماغنزيوم أبرز عناصر الجهاز الدفاعي المسؤول عن محاربة الأمراض. إلا أن هذه الفيتامينات لا تتوافر في المكملات الغذائية فحسب بل على موائدنا أيضاً. يمتاز العسل والنباتات بالقدرة على دعم مناعتنا. يصف الأطباء العكبر (خليط من الشمع واللقاح) كمضاد حيوي طبيعي فعال ينتجه النحل لتطهير خليته، ويمكن تناوله على هيئة كبسولات (إلوسان بروبوليس). علاوةً على ذلك، يضمّ الهلام الذي تفرزه عاملات النحل لتغذية ملكتهنّ، معادن وعناصر ضرورية وفيتامينات تقوّي وتيرة التنفس. ينصح الأطباء بوضع مقدار حبة بازلاء من العكبر يومياً تحت اللسان وتركها تذوب وذلك لمدة عشرين يوماً. كذلك برهنت زهرة الإخناسيا فعاليتها وتناغمها مع عددٍ من المكملات الغذائية. لذلك يُنصح بإضافة 20 قطرة من مستخرج النبتة الطازجة إلى شراب ما وتناوله ثلاث مرات يومياً كعلاج وقائي طوال فصل الشتاء، وذلك لحثّ نظام المناعة الدفاعي. أخيراً، تأكد أن الفيروسات لن تتجرأ على الاقتراب من أنفك هذا الشتاء إذا راعيت شروط النظافة والتفكير السليم في حياتك اليومية. زكام وعطاس عطاس وتنقيط؟ تكاد تعجز عن وقف رشح أنفك؟ ينتج الزكام عن فيروسات معدية تنتشر على نطاقٍ واسع في موسم البرد ويزيد من خطورتها الاختلاط في وسائل النقل المشترك وعبر المصافحة وفي الأجواء الخانقة التي تحيط بنا. تؤدي حالتنا العامة دوراً أساسياً، إذ نُصاب بالفيروسات والبكتيريا حين نفتقد إلى الطاقة الكافية لمضاعفة الخلايا البيضاء وإنتاج أجسام مضادة. يرهق البرد هذه الطاقة ويضعفنا الضغط أكثر فأكثر فنعجز عن مكافحة الفيروسات. كذلك يتأثر الغشاء المخاطي للأنف بالغبار والتلوث والبرد، فهو يعمل لدى بعض الأشخاص كحاجز يردع الفيروسات، إلا أن الضعف يأخذ من الإنسان كلّ مأخذ، سواء كان يعاني حساسية ما أو كان مريضاً بالسكري أو متعباً فقط، لذلك من الأفضل اعتماد تدابير وقائية. نصائح وقائية - علاج الكبريت: فاعل في بداية فصل الشتاء وعند الاحتكاك بأشخاص مصابين بالزكام. يُنصح بتناوله على شكل حبوب (أوليغوستيم سوفر)، في الصباح قبل الطعام عشرة أيام شهرياً ولمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر. - علاج الزنك: يُعتبر الزنك أحد أهم المعادن الداعمة لنظام المناعة إذ يساعد على مضاعفة الخلايا بشكلٍ فعال (الخلايا البيضاء) وعلى توليف البروتينات (بالتالي الأجسام المضادة). يُنصح بتناوله يومياً مع الفيتامينات على شكل كبسولة (فيزيومانس زنك). يُشار إلى ضرورة تناول الزنك كعلاج وقائي والتوقف عن تناوله عند ظهور أولى علامات الإصابة بمرض أنف أذن حنجرة إذ قد تستعمله الفيروسات للتكاثر. زيوت عطرية يمكن الاستفادة من الزيوت العطرية الأساسية التي يُفضل استعمالها باردة للحفاظ على جزيئياتها سليمة. يُنصح باختيار الزيوت الأساسية المطهرة والمضادة للجراثيم. يتسّم زيت قرفة كافور بخصائص مضادة للفيروسات التي تساهم في تقوية المناعة. يمكن إضافة قطرات منه إلى زيت خشب الورد وزيت النيرولي وزيت الليمون وغير ذلك من أنواع الزيوت. كذلك يمكن استعمال خليط مطهر جاهز كرذاذ Puressentiel الذي يضمّ 41 زيتاً أساسياً أو Complex Protection Naturactive الذي يضمّ ستة أنواع من الزيوت الأساسية. الالتهاب الشعيبي غالباً ما يلي الالتهاب الشعيبي عدوى فيروسية تصل إلى القصبتين. لظهور العدوى بشكل جلي لا بدّ من ضغط وتلوث كبيرين أو ضعف خاص في القصبات، وقد تصل العدوى في هذه الحالة إلى مكان أعمق من الحنجرة. تُعتبر نوعية الهواء الذي نستنشقه عاملا محفزاً، فالجو الملوّث (غازات العوادم والمواد الكيماوية أو العفونة...) يساهم في ضعف القصبات. ويبدو الأمر أسوأ لدى المدخنين، تحتوي كلّ نفخة سيجارة على مليون مليار من الذرات الحرة و4700 نوع من السموم. هنا لا بدّ من التفريق بين الالتهاب الشعيبي الحاد الذي يصيب المرء في الشتاء والالتهاب الشعيبي المزمن الذي يدوم ثلاثة أشهر وأحياناً أكثر ويترك أثراً خطيراً في التنفس. نصائح وقائية - جرعة من الأوسيوكوسينوم: يُعطي هذا الدواء نتائج فعالة بعد التعرض لظروف خطيرة كالبقاء مطولا في البرد أو على مقربةٍ من مريض. تبقى الحماية الوقائية أفضل وسيلة لمكافحة الزكام أو الرشح الذي يسبق عادة الالتهاب الشعيبي. يُنصح بتناول جرعة من هذا الدواء وتركها تذوب تحت اللسان مرتين كلّ ست ساعات. لا يترك هذا الدواء أي آثار جانبية أو مؤشرات سلبية. - المعالجة المثلية: يُنصح بتناول جرعة من التيمولين 9CH+VAB 9CH في الخريف، على أن تُؤخذ جرعة منه صباحاً قبل الطعام وتركها تذوب تحت اللسان على مدى 15 يوماً، علماً أن هذا الدواء يبقى وقائياً ويساعد على تعزيز نظام المناعة. زيوت عطرية عندما يتمكن الزكام من الشخص ويُخشى من تحوله إلى التهاب شعيبي، يُنصح بخلط ملعقة من العسل مع قطرة من زيت الليمون الأساسي وزيت شجرة الشاي الأساسي (يطهر الحنجرة). ويمكن تناول هذه الجرعة ثلاث مرات يومياً. فيروس الإنفلونزا في الشتاء ينتشر فيروس الإنفلونزا المسبب للرشح، حتى وإن كنت بصحة جيدة، يعزز التعب والضغط والنقص والتلوث وقلّة الالتزام بمعايير النظافة الإصابة بهذا الفيروس. نصائح وقائية - علاج الانفلوانزيوم: يُنصح بتناول جرعة أو جرعتين من الانفلوانزيوم كل شهر، فهو سلالة مثلية تعمل كمحفز مناعي خاص لمحاربة الرشح. - جرعة من أوسيوكوسينوم: يمكن إضافة جرعة من هذه المادة كعلاج وقائي فوري عند الاحتكاك بشخصٍ مصاب بالرشح، علماً أنها لا تجدي نفعاً عند استعمالها كعلاجٍ وقائي طويل الأمد خلافاً للانفلوانزيوم، لذلك يُنصح بتجديد الجرعة ثلاث مرات كحدّ أقصى كلّ ثلاث ساعات. - يُنصح بوضع قطرة من خليط من الزيوت العطرية النقية (أرومافورس، براناروم على سبيل المثال) على اليدين وفركهما قبل رفعهما إلى الأنف لاستنشاق عطر الزيت لتعزيز المناعة قبل أن نستقل النقل العام أو نقصد المستشفى أو المحال التجارية الكبرى. يُنصح باستعمال أربع قطرات من هذا الخليط يومياً. لقاح ضدّ الرشح ينصح الأطباء الأشخاص المتقدمين بالعمر والمصابين بأمراض مزمنة أو الذين يعانون ضعفاً والأشخاص الذين يحتكون بهم بأخذ هذا اللقاح، إذ يعتبرونه وسيلةً مفيدة لتجنّب انتشار الوباء. يتطلب هذا اللقاح 15 يوماً ليعطي مفعولا لذلك من الأفضل أخذه قبل وصول الوباء إلى ذروته لمزيد من الفاعلية. يتوافر منذ نهاية سبتمبر ويُنصح بأخذه قبل نهاية ديسمبر. لا بدّ من الانتباه إلى أن فيروس الرشح يختلّف كلّ عام عن فيروس العام السابق من هنا ضرورة تجديد اللقاح كلّ عام. التهاب الجيوب الأنفية يُعدّ التهاب الجيوب الأنفية مرضاً جرثومياً، وحالة متقدمة من التهاب الأغشية المخاطية للأنف التي يمكن معالجتها عن طريق المضادات الحيوية وفقاً لوصفة طبيب. غالباً ما تزداد الحساسية من جراثيم التهاب الجيوب الأنفية وتسبب التهاباً يفسد الأغشية المخاطية ويركز الحديد، وهو عامل يساهم في انتشار المواد الملوثة. نصائح وقائية - كبريت على شكل محلول مصل فيزيولوجي: يساعد على تصريف الأوساخ من الأنف وعلى زيادة الأغشية المخاطية التي تشكل بطانة المنطقة التنفسية. يُنصح باستعمال رذاذ بشكلٍ يومي كعلاج لمدة 10 أيام عند وهن الأغشية المخاطية (رذاذ Sterimar الغني بالكبريت). زيوت عطرية يُنصح كلّ من يتخطى الثانية عشرة من العمر بتناول قطرة من زيت قرفة الكافور وقطرة من زيت الليمون الأساسي مع ملعقة من العسل أو من الزيت النباتي لتعزيز المناعة وذلك مع أولى بوادر الصقيع وعلى مدى ثلاثة أشهر. خناق دائم تعني الإصابة المتكررة بالخناق أن تغيراً أصاب حواجز الدفاع في أجسامنا، ويعني افتقار أغشيتنا المخاطية التي تشكل بطانة المنطقة التنفسية إلى السلاح الضروري لأداء دورها كمتراس دفاعي، أننا سنكون حساسين أكثر إزاء أي فيروس عابر. بالإضافة إلى ذلك، يزيد التلوث، الهواء الجاف أو النشاط الصوتي غير الاعتيادي من آلام الحنجرة. لا بدّ من الإشارة إلى أن عدم معالجة الزكام يساهم في انتقاله إلى الحنجرة (على شكل خناق أو التهاب حلق...) كذلك يهيئ التعب وخسارة كتلة العضلات سريراً دافئَا لعدوى إضافية. ومن المعلوم أنه كلّما أصيب الإنسان بالعدوى كلّما فقد كتلة العضلات وتعرّض لخطر الإصابة بعدوى أخرى. ينقسم الخناق إلى نوعين: الخناق الفيروسي وهو الأكثر شيوعاً والخناق الجرثومي وهو خطير ويستلزم مضادات حيوية. نصائح وقائية - علاج النحاس – الذهب – الفضة: عند الإصابة المتكررة بالخناق، يوصي الأطباء، مع حلول الخريف وطوال فصل البرد، باعتماد علاج يقوم على عنصري النحاس والفضة الضروريين (أوليغوسول، غرانيون...). يعزز النحاس إعداد الأجسام المضادة في حين يقوّي الذهب المناعة من خلال تحفيز الكريات البيضاء على هضم الذرات. يُنصح بوضع جرعة واحدة تحت اللسان قبل الفطور صباحاً لمدة شهر. - رذاذ يعتمد على الفضة: غالباً ما يتمّ تناول هذا العنصر الضروري على شكل مكملات غذائية، ويتمتع بميزة مضادة للالتهابات ومساعدة على الشفاء، تساهم في حماية الأغشية المخاطية الأنفية وترميمها. يُنصح برشّ هذا الرذاذ مرة واحدة في الأنف يومياً لتطهيره والتخلّص من الإفرازات، علماً أن استعماله كعلاج يمتدّ على 10 أيام (رينورغيو روم). زيوت عطرية - الأوريغانو لتعزيز جهاز المناعة: يعتبر الأوريغانو مضاداً قوياً للالتهابات التي تصيب المحيط التنفسي. يُنصح بإعداد علاج وقائي من زيت الأوريغانو العطري بمعدل كبسولة يومياً على مدى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل حلول فصل الشتاء (أولياكاب، براناروم أو فيتوزون). لكن حذار من تناول زيت الأوريغانو العطري المتوافر على شكل قطرات، فقد يؤدي إلى حروق في الفم والمريء لما يحتويه من مواد حارقة كالفينول. من هنا لا بدّ من تناول جرعة صغيرة من هذا الزيت لاحتوائه على زيت الفينول العطري، أما الأفضل فيبقى الاعتماد على الكبسولات المعدّة جرعاتها بما يتلاءم والجسم. - الأوكاليبتوس: يُنصح بوضع قطرتين من الأوكاليبتوس المشعّ النقي على منديل واستنشاقه طوال اليوم كعلاجٍ وقائي لتجنّب تطوّر الزكام إلى خنّاق وذلك منذ ظهور أولى بوادر الزكام أو عند الاحتكاك بشخصٍ مصاب بالزكام. حذار عند استعمال الزيوت الأساسية: لا تلائم الزيوت الأساسية الأطفال تحت سنّ السادسة أو المرأة الحامل سواء أتت على شكلّ حبوب أو سائل أو نقية (للتدليك)، لذلك قبل اللجوء إلى الزيوت الأساسية يُنصح بمراجعة الطبيب والالتزام بمعدل ست قطرات كحدّ أقصى يومياً. 5 وسائل لمكافحة الفيروسات -1 تدفئة من دون مبالغة: عند الخروج من منزلٍ دافئ للعب بالثلج، قد يتأذى الجسم نتيجة فارق الحرارة. لذا يُنصح بالحفاظ على حرارة متوسطة مثالية لا تزيد عن -19 20 درجة في الداخل والخارج لتعزيز مناعتنا ومخزون الفيتامين «D» في أجسامنا. يؤدي ارتفاع حرارة المكان بشكلٍ مفرط إلى جفاف الأغشية المخاطية في منطقة الأذن والأنف والحنجرة ما يعرضنا لمزيد من الضعف. -2 غسل اليدين: يُنصح بغسل اليدين بالمياه والصابون مرات عدة يومياً من 20 إلى 30 ثانية (من دون أن ننسى الأظفار) لتجنب انتقال الفيروسات بعد تنظيف الأنف والعطس وتناول الطعام. أما في حال تعذر غسل اليدين، يُنصح باستخدام محلول مائي كحولي بعد التأكد من قدرته على مكافحة البكتيريا والفيروسات والفطريات (هلام مائي كحولي مضاد للبكتيريا، Puressentiel). -3 الحركة للتخفيف من الضغط: تساعد ممارسة الرياضة على مكافحة القلق والضغط المسؤول عن انخفاض مستوى الطاقة وفقدان الماغنزيوم أثناء التبوّل، وعن انتشار الفيروسات والبكتيريا بين الخلايا. يمكن كذلك المشي من 30 إلى 45 دقيقة يومياً مع تجنب الحركة قبل النوم منعاً للأرق، لا سيما أن النوم السليم يدعم مناعة الجسم. -4 تنقية هواء المحيط: لا يسعنا القيام بالكثير لتنقية الهواء الملوّث في الخارج، لكن يمكننا تجنّب تحويل منزلنا إلى معقل دافئ للفيروسات من خلال فتح النوافذ 10 دقائق يومياً على الأقل لتجديد الهواء حتى في أيام البرد القارس. -5 تدليل النباتات المعوية: بواسطة المعززات الحيوية التي تحفز المناعة. يشير الأطباء إلى أن معظم الناس يعانون خللاً في النباتات المعوية بسبب وجود مفرط للسكر أو الحديد أو ارتفاع الضغط الذي يساهم في وصول مواد غير مهضومة إلى القولون، وينصحون بتناول 10 مليارات وحدة من البيفيدوس واللاكتوباسيلوس على مدى 30 يوماً في المرة الأولى ثم على مدى 10 أيام كلّ عام. نصائح للجميع لا بدّ من توزيع السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الجسم على وجبات على مدار اليوم، من خلال فطور كامل غني بالبروتينات، وعشاء خفيف خالٍ من اللحوم. ينبغي أن تكون أطباقنا غنية بالفيتامينات، أوميغا – 3، والعناصر الضرورية، لذلك أكثروا من تناول: - الفاكهة والخضار الطازجة الغنية بالفيتامين C (كيوي وليمون وبروكلي وفاكهة حمراء) ويمكن تناولها على شكل عصائر سريعة الاستهلاك. - المياه المعدنية وهي مثالية لزيادة الماغنزيوم الذي يشكل مصدر قلق حين ينقص من الجسم. - الشاي الأخضر: للحصول على أكبر قدرٍ من البوليفينول المضاد للفيروسات. - زيت اللفت: للتطهير. - أسماك الرنكة والإسقمري والسردين والسلمون (مبخرة أو مسلوقة أو متبلة) نظراً إلى غناها بأوميغا – 3. - الشمندر، السبانخ، الكرفس، العدس أو ليمون نظراً إلى غناها الطبيعي بالنحاس. - الفجل الأسود الذي يمنح مقداراً من الكبريت. تجنبوا: - السكريات السريعة لأنها تعطي دفعاً للفيروسات. - الأحماض الدهنية المشبعة كالزبدة والجبنة والمقالي. - الإفراط في تناول الحديد: (لحم أحمر أو مكملات غذائية غير ملائمة)، يساهم الحديد في إنشاء بيئة خصبة للفيروسات والجراثيم. الجريدة