عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشميري : إنفصال الجنوب السوداني سيفتح شهية الكثيرين بجنوب اليمن..السفير اليمني في القاهرة يؤكد أن أميركا ليست بحاجة لدرس ثالث
نشر في الراكوبة يوم 09 - 11 - 2010

استبعد السفير اليمني في القاهرة عبد الولي الشميري اي تدخل عسكري أميركي في بلاده، قائلاً: أميركا لا تحتاج إلى درس ثالث بعد العراق وأفغانستان، واليمن أصعب وأدهى وأعتى من أفغانستان ومن العراق ومن فيتنام، وتحدث الشميري عن الكثير من القضايا خلال حوار مطول مع "ايلاف".
القاهرة: أكد الدكتور عبد الولى الشميري سفير اليمن في القاهرة في حواره مع "إيلاف" أن أميركا ليست في حاجة إلى درس ثالث بعد العراق وأفغانستان حتى تتدخل في اليمن، معتبراً أن بلاده "أصعب وأدهى وأعتى من أفغانستان والعراق وفيتنام"، مستبعدا تدخل أميركا في بلاده عسكريا بنسبة مليون في المئة.
وإعترف الشميري بحدوث أخطاء متبادلة بين الشمال والجنوب في اليمن، أدت إلى ما نسمع ونرى من حراك، مستبعدا عودة اليمن إلى شطرين، كما رأى أن مؤتمرات أصدقاء اليمن في واشنطن ولندن والرياض "نسمع منها جعجعة ولا نرى لها طحينا".
واعترف الشميري بأن حكومة بلاده لم تستطع إقناع الغرب وأميركا بأن الحوثيين على صلة بإيران وأنهم حركة إرهابية، واصفاً علاقة حكومة بلاده بإيران بالطبيعية وأن "للحرب والسلام ظروفهما وتصريحاتهما".
من جهة أخرى كشف عن أن العرب والمسلمين والمجتمع الدولي بخلوا على الحكومة الصومالية في دعم وإعاشة وتسليح خمسة آلاف جندي للقوات المسلحة، فتحولوا إلى قراصنة في مياه البحر الاحمر. وقد تطرق الحوار إلى عدد من القضايا الساخنة المحلية والعربية والإقليمية والدولية وإليكم نص الحوار..
خليجي 20 والطرود المفخخة
** ما هي قراءتكم للمشهد اليمني السياسي حاليًا؟ وما هي أبرز ملامحه؟
المشهد اليمني اليوم ذو وجهين، الأول يطفو على السطح ولا نستطيع الدفاع عنه، والثاني موجود في الواقع ونستطيع القول أنه مشرق لكنه لا يظهر للناس لأن وسائل الإعلام تركز على منطقة الجرح، فلدينا في اليمن من المشاكل الكثير، لكن يوجد لدينا الآن مخاض لبطولة خليجي 20، وهي الفعالية الرياضية في منظومة دول الخليج التي أصبحت اليمن عضوا فيها ونتحفز لإفتتاحها يوم 22 تشرين الثاني -نوفمبر وستسمر أسبوعين. كما يوجد لدينا في الساحة اليمنية حوار سياسي، وهناك هدنة مع الحوثيين، ولجنة وساطة وأخرى لتنفيذ الشروط التي فرضت على الحوثيين في الدوحة. إذن هناك أكثر من ملف واعد ويبشر بالخير ونتفاءل بذلك.
في المقابل، توجد ملفات "الضد" كالطرود المفخخة التي أرسلت عبر اليمن إلى عدد من الدول، ومطاردة تنظيم القاعدة والمعارك المستمرة بين قوات الأمن والجيش من ناحية وتنظيم القاعدة من ناحية أخرى، ومشكلاتنا مع الحراك في الجنوب، والمكايدات السياسية مع تجمع أحزاب اللقاء المشترك، وقضية الحوثييين في الشمال، وهذه ملفات نتمنى أن تكون سحابة صيف وتنقشع عن اليمن قريباً.
الكر والفر
** الإنتخابات النيابية اليمنية على الأبواب وإعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الإنتخابات مهما كانت نتائجها، ورغم مواصلة الحوار الوطني بين الحزب الحاكم من ناحية والأحزاب المعارضة في "تجمع اللقاء المشترك" إلا أن الجميع فوجئ بإنهاء الحكومة هذا الحوار. فما هي الملابسات التي أدت لذلك؟
تأتي تصريحات الرئيس المتكررة حول رؤيته ليس بصفته رئيسا للجمهورية وإنما بوصفه رئيسا للحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام"، فهو يدلي بتصريحات من باب الكر مرة والفر مرة أخرى، فقد أعلن أكثر من مرة إيقاف الحوار مع الأحزاب السياسية ثم عاد إليها من جديد، وهذه مناورات من حق أي حزب سياسي استخدامها. لكن وفق ما ستستقر عليه الأوضاع أعتقد أن الحزب الحاكم قد يغير من إستراتيجيته وقد يعود للإئتلاف أو لخوض الإنتخابات دون مشاركة المعارضة وقد يدخل بأحزاب المعارضة غير الممثلة تحت قبة البرلمان مهما كانت سلبياتها، وقد يعود للحوار الدافئ والمباشر مع أحزاب المعارضة كما قد تشكل حكومة إئتلاف أو لا تشكل وقد يتم تقاسم مقاعد البرلمان وديا أو بالتنافس المطلق. وإذا دخلنا في حكومة إئتلافية فبالتأكيد سيكون معنا ممثلين للأحزاب الأخرى المشاركة معنا في البرلمان، لكن إذا لم يحدث إتفاق وأستبعد حدوث ذلك، فربما تستمر الحكومة الحالية حتى يحين موعد الإنتخابات سواء تحالفنا وتآلفنا أو دخلنا منفردين.
اللقاء المشترك
** ماذا عن عدد أحزاب المعارضة في الساحة اليمنية؟ هل يعتبر الحزب الإشتراكي أبرز الأحزاب المنافسة للحزب الحاكم؟
الحقيقة أن الأحزاب المصرح لها في الساحة اليمنية يصل عددها إلى 20 أو 21 حزباً، ولكنني أريد القول أن الأحزاب الممثلة في البرلمان وغير الممثلة أوجدت تكتلاً واحداً أطلقت عليه اسم "اللقاء المشترك"، وشكلت المعارضة الرئيسة أو الوحيدة سياسيا للنظام ومن بينها الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان شريكا سابقا في الحكم، وأيضا حزب التجمع الوطني للإصلاح الذي كان شريكا للمؤتمر في حرب عام 1994 لدحر الحزب الإشتراكي. كما توجد أحزاب أخرى عديدة بمسميات مختلفة، لكن في مقدمتهم حزبان أساسيان هما الإشتراكي والإصلاح والبقية حلفاء يسيرون في نفس المضمار ويتناوبون الرئاسة دوريا فيما بينهم، ويتحاورون مع السلطة. وهناك أجنحة من أحزاب معارضة ليست ممثلة في البرلمان ومتحالفة مع الحزب الحاكم.
الأغلبية للحزب الحاكم
** كم تبلغ عدد مقاعد البرلمان اليمني؟ وماهي نسبة مقاعد المعارضة فيه؟
عدد مقاعد البرلمان الحالي 301 على عدد الدوائر الإنتخابية في اليمن وهذه الدوائر بها أغلبية مطلقة للمؤتمر الشعبي الذي تتعدى مقاعده في البرلمان230 مقعداً، ويوجد للأحزاب الصغيرة حوالي 18مقعد، بينما تتراوح مقاعد أحزاب المعارضة "اللقاء المشترك" بين 50و60، لكننا نطلق عليها اسم المعارضة الدستورية فنحن مضطرون للتعامل معها وفقا لأسس وقواعد الحياة الدستورية في البلد.
تحصين الإنتخابات
** ما تعليقكم على دعوة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية إلى المشاركة في الرقابة على الإنتخابات؟
تأتي هذه الدعوة من الرئيس من منطلق أنه دائما ما تتهم الأحزاب الحاكمة بالتزوير وتلفيق النتائج وبإستخدام السلطة والمال العام والقرار والإغراءات والتخويف. وفي الوقت نفسه يطلق الخاسرون في الإنتخابات دائماً التهم على الأكثر نجاحا لذا أراد الرئيس تحصين العملية الإنتخابية فدعا للرقابة الدولية والإقليمية والمحلية على عملية الإشراف على الإنتخابات للوقوف على شفافيتها وعدم التزوير أو الضغط، وهذه الدعوة وقاية من الطعن فيما بعد ومن التشكيك في نزاهة هذه العملية الإنتخابية.
حقوق الإنسان وزارة أصيلة
** إستحدثت حكومة بلادكم حقيبة وزارية لحقوق الإنسان منذ سنوات، فكانت أول حكومة عربية تخصص حقيبة لحقوق الإنسان، وتولتها من قبل السيدة آمة العليم السوسوة التي تشغل حاليا منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان. ماذا عن هذه الحقيبة الوزارية ومهامها؟
هذه الحقيبة الوزارية أصيلة في الحكومة لها ميزانياتها وأنشطتها وأدوارها على الصعيد الإنساني، وتتولاها حاليا السيدة هدى البان، وهي الوزيرة الثالثة التي تتولي هذه الحقيبة منذ إستحداثها،والوزارة مرتبطة بكل المؤسسات الحقوقية وعلى تواصل دائما لمراقبة ومتابعة حقوق الإنسان.
مشكلة طرود وليست ركاب
** إنتقدت صنعاء قرار ألمانيا منع رحلات الركاب الجوية القادمة من بلادكم، على خلفية الطرود المفخخة، وإعتبرته عقابا جماعيا. كيف تنظرون للقرار الألماني؟
الحقيقة أن إمتعاضنا من هذا القرار هو بسبب منع رحلات الركاب بالخطوط اليمينة المباشرة، فاليمنيون يحبون التردد على ألمانيا كثيرا سياحة وعلاجا ودراسة، وبالتالي فإن المشكلة هي الطرود لا إنتقال البشر، لذا نعتقد أن هذا القرار لم ينظر في مدى إضراره بحركة النقل الجوي البشري، كما أنها إساءة تعرضت لها سمعة البلاد بسبب هذه الطرود. وأعتقد ان حقوق الإنسان في ألمانيا لن تقبل إستمرار هذه الحالة، لكننا نقدر ظروف إخواننا في ألمانيا وتخوفهم الكبير، وأعتقد أنها مرحلة مؤقتة وستزول هذه القرارات بمجرد الإطمئنان وعودة اللون الأخضر بدلا من الأحمر والبرتقالي في الحياة الأمنية لدى ألمانيا.
درس ثالث
** دعا الرئيس اليمني إلى عدم تدخل أطراف أو قوى دولية في شؤون بلاده الداخلية وهو تحذير رآه البعض موجهاً لواشنطن، فهناك خشية من أي تدخل عسكري أميركي في اليمن سيصب لمصلحة تنظيم القاعدة ولأطراف أخرى.. ما تصوركم لهذه الدعوة؟ وما هو حجم المخاوف من التدخل العسكري الاميركي في اليمن؟
التدخل لا يعني تدخلا عسكريا، فمن الممكن أن يكون التدخل للتعامل مع أطراف يخذلون النظام أو يسيئون لسمعة البلد أو مع أطراف أقلية ربما من حيث السداد في الرأى والصواب. أعتقد لا يوجد أي تدخل عسكري لأن أميركا لا تحتاج إلى درس ثالث بعد العراق وأفغانستان، واليمن أصعب وأدهى وأعتى من أفغانستان ومن العراق ومن فيتنام. لا يخطر في بالي إطلاقا أن أميركا ستفكر في مثل هذه الظروف خاصة في ظل الإدارة الأميركية المعتدلة حاليا، وهي التي تهيبت الدخول إلى الصومال الصحراوية، فما بالك باليمن الجبلية المتمرسة على القتال عبر تاريخها الطويل. لذا استبعد التدخل العسكري مئة بالمئة بل مليون بالمئة.
كرة ملتهبة
** ما رأيكم في الرأي القائل بأن تنظيم القاعدة صناعة أميركية لتشويه الإسلام وبث روح الفتنة الطائفية ولحصول واشنطن على مكاسب جديدة تضمن مصالحها وذريعة للتدخل في الدول العربية والإسلامية فبعد أفغانستان والعراق الدور يأتى على اليمن والبقية تأتي؟
أعتقد أن تنظيم القاعدة كرة ملتهبة، وهناك أطراف معينة أرادت أن تجر الغرب بأكمله بما فيه أميركا للصدام مع الشرق الإسلامي، فأشعلوا هذه الكرة وغذوها ونموها وقذفوا بها في أميركا ذات يوم التي ردتها من بلد إلى بلد دون أن تتنبه أن هذه الكرة المشتعلة لا تحتاج إلى وقود يزيد من إشتعالها، وإنما تحتاج إلى ماء يطفئها. لذا أستبعد أن تكون أميركا وراء الحركة الإرهابية في العالم أو أن لها مصلحة فيها، خصوصاً أنها عانت وأرهقت ماديا. وأعتقد أن الذين يمتلكون عقيدة الإتهام والتنشاؤم يطلقون هذه الإتهامات وهم لا يعرفون مدى قدرة القاعدة وما وصلت إليه من تكنولوجيا حديثة ومن هندسة ومغامرات، فالقاعدة في البداية كان يمكن إحتوائها وتذويبها ومحاصرتها أمنيا لو عالجت إدارة الرئيس بوش الإبن المشكلة بعقل، لكنها لجأت للعنف بشكل مقته العالم كله بما فيها الدوائر الغربية فكانت طريقة غوغائية، وهذا ماصنعه بوش في تحدي وتهديد القاعدة.
العدل والأمن والحرية
**ماهو تصوركم في رؤية البعض أن وجود تنظيم القاعدة في اليمن يحد من نشاط الحوثيين فضلا عن إحداث التوازن على الساحة اليمنية؟
أعتقد إذا كان لديك في دارك عقارب، فلا يحد منها إلا الثعابين وهي كلها أعداؤك وهذه رؤية خاطئة، والصواب أن تدار البلدان والشعوب ليس بسياسة توازن بين الرعب، هذه تكون بين الدول لكن داخل الدولة الواحدة العدل والأمن والحرية هي صمام أمان أي شعب لأي بلد في العالم، وليس بالقاعدة والحوثيين والحراك إطلاقا وإنما بالأمن والعدل والحرية.
خيارنا السلام
**ماذا عن الوساطة القطرية بين اليمن والحوثيين؟ وهل نجحت في التوصل إلى حلول؟
كانت تلك الإتفاقية قد جمدت وعدنا إلى الحرب السادسة، لكن في نهايتها عاد الجميع إلى طاولة المفاوضات وإذ بنا نعود إلى تلك الإتفاقية، والآن طائرات القطريين تروح وتغدو إلى اليمن وإلى منطقة "صعدة" ويلتقون بفريقي العمل لتنفيذ تلك الإتفاقيات. وأعتقد أن المواجهات المسلحة توقفت، إنما هناك مكايدات وشحن بين الحوثيين ومقاتلي القوات اليمينة التي تضم الجيش والأمن معا وأصحاب التيارات الذين ذهبوا مع أي طرف ضد الآخر. لكن هذه الأجواء المتوترة تعقب أي حرب وتتلاشى تدريجيا. واليوم لا يوجد حرب في منطقة شمال الشمال مع الحوثيين والقوات الحكومية على الإطلاق، بل هناك سلام، وقد أعلن الرئيس مرارا أن خيارنا السلام.
إنحيازالسعودية وتوحيد الجيشين
** أثمر نجاح الحرب السعودية - اليمنية المشتركة في توجيه ضربة قاصمة إلى الحوثيين، ماذا عن تقارب وتوحيد في الرؤى والأهداف بين قيادتي السعودية واليمن وإنعكاسه إيجابيا في المجالات كافة؟
ما من شك أن الحوثيين إستطاعوا بمواجهتهم للسعودية أن يعلنوا إنحياز السعودية إلى اليمن إنحيازا كاملا، وإستطاعوا أن يوحدوا الجيشين في مواجهتهم. وهذا الأمر إنعكس تآلفاً وتآزراً وتحالفات بين اليمن والسعودية ما كان لها أن تكون لولا حماقة الحوثيين التي إرتكبوها في مواجهة السعودية.
تنظيم عالمي
** أكد محمد قباطي مستشار رئيس الحكومة اليمنية ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم أن لدى تنظيم القاعدة أجندة عمل عالمية الأمر الذي يتطلب وجود تعاون دولي وإقليمي لمواجهتها، فما تعليقكم؟
بلا شك القاعدة أصبحت اليوم تنظيماً عالمياً متواجداً في كل مكان على سطح الأرض، والجميع يعاني من خطره وتهديده، ولا بد من تحالف عالمي وميثاق شرف عالمي لمواجهة هذا الخطر. وأعتقد ان الإدارة العشوائية في الدول التي تعاني من إرهاب القاعدة ليست كافية حتى الآن في مواجهة التنظيم وإنما هي إحترازات وتدابير آنية سرعان ما ينساها المنفذون لها.
مساندة أصدقاء اليمن
** حذر نائب وزير المالية اليمني جلال يعقوب في تصريحات من مغبة تحويل بلاده إلى صومال جديد، إذا إستمرت الإستثمارات الأجنبية بعيدة عنه، وأن بلاده ليست دولة على طريق الإنهيار، مؤكدا أنها بحاجة إلى إستثمارات تتراوح بين 45و50 ملياردولار. فهل يمكن للإستثمار أن ينمو في ظل ممارسات أو أعمال تسهم في هروب رأس المال؟
أنا أتفق معه في كلامه، وقد أعلنت اليمن مرارا وتكرارا الدعوة إلى الإستثمار، صحيح لم تكن هناك بنية قانونية كافية ولا رؤية واضحة، وإذا كان هناك بعض الإضطراب والتردد والتلكؤ فالناس بادروا في البداية للإستثمار في اليمن لكنهم إصطدموا بأن الدعوة سبقت الجهوزية القانونية، لذا كان تأثيرها سلبيا على سمعة الإستثمار في اليمن،. ولكي تكون اليمن عضوا مستقرا في جسد المجتمع العربي والإقليمي والدولي، يفترض وقوف أصدقائها معها لتتجاوز محنة الركود الإقتصادي، وبالتالي يجب ضخ الإستثمارات في مفاصل الإقتصاد اليمني سواء في قطاع النفط أو الغاز أو التعليم أو الإسكان والبنية التحتية في البلد. اليمن لؤلؤة تحتاج فقط إلى من يزيح عنها الغبار، وهناك "مؤتمرات أصدقاء اليمن" التي كثرت بين الرياض ولندن وواشنطن لبحث شأن الإستثمار ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.
قدر أمتنا
** مرت الذكرى التاسعة عشرة للوحدة اليمنية في 22 مايو الماضي، ولكن ما زالت هناك أصوات ودعوات تطالب بالإنفصال بين الشطرين الشمالي والجنوبي. كيف تقرأون مسيرة اليمن الوحدوية وتأكيد الرئيس اليمني أن الوحدة صنعت لتبقى؟
الحقيقة أن الوحدة اليمنية هي قدر أمتنا وماؤها وهواؤها، وهي الثقافة التي رضعناها بأن اليمن شعب واحد وإن تعددت الأنظمة السياسية في أوقات من الزمن، لكن نستطيع القول أن التعدد السياسي لا يأتي خيار شعب وإنما فرض قوة كما جاء الإحتلال في جنوب اليمن وجاءت أنظمة بعد ذلك ولدت في أثناء الإحتلال البريطاني لجنوب اليمن،. ويوم رحل البريطانيون كان وضع الثورة والجمهورية في صنعاء مهددا بالسقوط بين أيدي الملكيين، فإقترح الثوار بقاء اليمن الجنوبي كدولة وعاصمة بحيث لو سقطت الجمهورية في شمال اليمن ستبقى الجمهورية في جنوب اليمن وسيجتمع الثوار فيها وسيعودوا مجددا للمقاومة. لكن بعد ذلك تحولت إلى نظام مرسم وبدأت الشواغل والخلافات الفكرية والسياسية والأيديولوجية بين الثورتين ومن هنا جاء العداء. لكن في عام 1990 التحم الشعب وحقق وحدته. ونتيجة الأحوال الصعبة نادى البعض بالإنفصال، بينما العقلاء يرون أن سعادة الإنسان اليمني وحريته وإستقراره ومستقبله في ظل اليمن الواحد لا بالتشرذم ولا التشتت، ويمكن معالجة الأوضاع بطريقة علمية يعني لا ظلم ولا إجحاف. ولكن هناك أخطاء متبادلة حصلت وأدت إلى ما نسمع ونرى ولكن أستبعد تماما أن يعود اليمن إلى شطرين، كما أستبعد تماما أن يعيش اليمن بدون الوحدة ولكن أعتقد قد تحدث هناك تدابير وحلول ستؤدي إلى الأمن والإستقرار قريبا إن شاء الله.
قليلة وشحيحة
** لكن هناك من يردد من الجنوبيين أنهم يتضررون من إزدواجية المعايير بينهم وبين الشماليين ما تعليقكم؟
موارد اليمن قليلة وشحيحة جدا، والتنمية في الشمال كما هي في الجنوب، حتى أنها في الجنوب أكثر مما في الشمال لتعويضه عن سنوات الحرمان الماضية، والتنمية في البنية التحتية لا تحسن الدخل المعيشي للفرد كثيرا، ومن هنا كان لا بد من التوازن والبحث عن فرص عمل للأيدي العاملة والعمل على العلاج المجاني لكل المواطنين والتعليم المجاني للتخفيف عن كواهلهم الأعباء المادية، وفرص العمل، وإذ أحس الإنسان أنه مستور وأن لقمة العيش مدبرة وأن أسرته تعالج مجانا تأتي البنية التحتية فيما بعد. لكن إذا بدأنا برصف الطرق وأنشانا عدداً كبيراً من الفضائيات والإذاعات المحلية والصحف هذا لا يطعم خبزا.
شهية الإنفصالات
** بعد إجراء الإستفتاء في جنوب السودان في يناير المقبل قد يثير الإنفصال عن الشمال مخاوف البعض في القرن الأفريقي وفي أفريقيا عامة من إزدياد الحركات الإنفصالية في مطالباتهم بالإنفصال عن دولهم. فما هي إنعكاسات الإنفصال في حال وقوعه على بلادكم؟
ما من شك أن الإنفصال سيكون محزنا جدا للأمة العربية قاطبة وستكون دعوة للإنفصال في أكثر من قطر وليس في اليمن فقط، ونحن نشعر بحزن وإكتئاب لأن يتحول السودان إلى نظامين ودولتين بعد ذلك سيتحولان تلقائيا للخلاف على الحدود والمياه والثروة، وبالتالي أوجدنا جرحا جديدا في المنطقة ومخاوف شديدة. لا أخفي هذا الموضوع لأن عملية الحرائق عندما تشتعل لا تعرف الحدود والدول التي لها مساحات كبيرة دائما تجد فيها حركات ونزعات ولا أخفي ان إنفصال السودان لو حدث لا سمح الله سيفتح شهية الكثيرين في جنوب اليمن.
طوق نجاة
**أبدى مسؤولون يمنيون خشيتهم صوملة بلادهم . ماتعليقكم؟
-صحيح أن الكثيرين قالوا هذا الكلام لكن أطمئن الجميع أن اليمن ما زال دولة وجيشا وأمنا ونظاما وكياناً متماسكاً، ناهيك عن ذلك أن اليمن قبلي وفيه أعراف إجتماعية تمثل طوق نجاة، فلا خوف على اليمن من ان يتفكك أو يتصومل بل سيسهم في عودة الامن والسلام والإستقرار في الصومال إن شاء الله.
تحفظات تبعد اليمن عن "التعاون الخليجي"
** قبل عدة سنوات طلبت بلادكم من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الإنضمام لعضويته لكن قوبل الطلب بتحفظات آنذاك، لكن هناك على مستوى بعض الأجهزة هناك تعاون بين بلادكم ودول المجلس، فماذا عن إنضمام بلادكم للمجلس، وما هي أبرز المعوقات التي تحول دون ذلك؟
الحقيقة قد تورمت رؤوسنا وبحت أصواتنا من الحديث، حيث طالبت الحكومة والسياسيون والشعب بالإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، ولكن المجلس له تحفظات إقتصادية وقانونية، كما يقولون، ولكن التحفظات القانونية يمكن ان تزول لو كنا في مستواهم الإقتصادي، لكن طالما هناك فارق كبير جدا في المستوى الإقتصادي يحتاج ميثاق المجلس إلى التعديل، وهذا بدوره يحتاج دهراً وليس عاما ولا شهراً، وأعتقد أننا يئسنا وسئمنا الحديث حول هذا الموضوع وإقتنعنا أن نواجهه وأقنعنا أنفسنا بوضعنا الحالي، وهناك وزارات أعلن مجلس التعاون الخليجي عن الوحدة فيها مثل وزارة الشباب، ونحن اليوم نتبارى في "خليجي 20" في عدن، وكذلك في عدد من الوزارات التي نعتقد ان الإتحاد فيها لا يؤثر إقتصاديا لاسلبا ولا إيجابا.
أخوة وتآزر
** هناك خصوصية وتميز في العلاقات بين اليمن والقاهرة منذ عهد الرئيس عبد الناصر حيث إمتزجت دماء اشهداء المصريين بتراب اليمن في مساعدة الثورة اليمنية ضد الإمام البدر، مرورا بعهد الرئيس السادات، وباتت العلاقات أكثر رسوخا وتميزا في عهد الرئيس مبارك. فما هي أبرز ملامح هذه الخصوصية؟ وماذا عن إجتماعات اللجنة المصرية العليا المشتركة بين البلدين؟
العلاقة بين اليمن ومصر ليست صداقة وإنما إخوة وتآزر، ناهيك عن أن مصر لها في كل رابية من روابي اليمن علم من أعلام مصر من أبطالها وشهدائها، واليمنيون تتلمذوا على أيدي الأساتذة المصريين ورضعوا من مصر ثقافة وعلما وأدبا. ونشأت ثورة سبتمبر وأكتوبر اليمنيتين في أحضان مصر، ففضل مصر على الثورتين لا يعد.
وصحيح أن العلاقات تلبدت في الماضي بغبار القضايا العربية، وسار اليمن في المنظومة التي قاطعت مصر في فترة الرئيس السادات، وفي نفس الوقت جاءت مشكلات حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت التي ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين حيث إنتهجت مصر خطا واليمن خطا آخر، وإنفجر مجلس التعاون العربي، مما انعكس على العلاقات بين البلدين. لكن أحمد الله أنها عادت اليوم بدفء أكثر وتعاون وتكامل بين البلدين على كل الأصعدة.
وتجتمعا للجنة المشتركة العليا بين البلدين كل عامين على مستوى رئيسي الحكومتين مع عدد كبير من الوزراء المعنيين، لمتابعة بروتوكولات وتنفيذها، ولولا الإنتخابات التي بصددها الآن مصر و"خليجي 20" في اليمن لكانت اللجنة العليا المشتركة في هذا الشهرفي صنعاء.
إزعاج أريتريا لجيرانها
** من المقرر أن تستضيف صنعاء رؤساء الدول الأعضاء في "تجمع صنعاء" والذي يضم اليمن والسودان وأثيوبيا وجيبوتي والصومال خلال الفترة المقبلة للتوقيع على الصيغة النهائية لميثاقه. ويرى المراقبون ان الهدف من هذا التجمع هو عزل أريتريا لإثارتها المشكلات الحدودية وغيرها. فما هو منظوركم لأهداف هذا التجمع؟
صحيح أن أريتريا أزعجت جيرانها من الجهات الأربعة، والجائع قد يمد يده ويستجدي، أو يأخذ الحجارة ويرشق الزجاج ويقتحم موائد الناس وهذا ما تفعله أريتريا. وسياسة الإحتواء لأي نظام داخل المنطقة أفضل من سياسة الكرباج، ولنا أن نتساءل ماذا صنع الإقليم العربي بأريتريا، وكان بإمكانه أن يحتويها قبل أن تحتويها إسرائيل، وكان بإمكانه أن يستوطنها قبل أن تستوطنها إيران، وكان بإمكانه أن يحول عددها المحدود إلى أعمال وجامعات ومدارس وأن يصنع بسياستها ما يصنع، لكن أن تترك مجموعة في قلب المنطقة وعلى معبر دولي هام جدا، وهو مضيق باب المندب وفي خاصرة الوطن العربي وأن تدعها تصارع يمينا وشمالا دون أن تحتضنها وتحتويها وتحسسها بأنه لا غنى لها عن الإقليم العربي ولو تركها لغرقت.
أذكر هنا أنه أول ما بدأت مشاكل الصومال كان النظام هناك يحتاج إلى خمسة آلاف جندي ولوازمهم من مأكل ومشرب وسلاح وعتاد وكان متفق على أن هذا هو الحل فبخل العرب والمسلمون والغرب والعالم أجمع يتقديم ذلك، وهم اليوم يدفعون ضريبة ما يعادل خمسمائة ألف جندي في مجهود القرصنة والإرهاب بالصومال والحرب على النظام والإتحاد الأفريقي. كذلك الحال في أريتريا وأيضا في اليمن لا سمح الله مع جيرانه دول الخليج، فقليل من الجهد يوفر كثيراً من الدماء.
أما بالنسبة لتجمع صنعاء هو تجمع دول عانت من أريتريا ودخلت معها إما في حروب أو إحتلال لأراضيها. فأريتريا إحتلت جزر حنيش الكبرى اليمنية وتم إستعادتها بحكم محكمة دولية، وجيبوتي بكت وشكت وقاطعت أريتريا حيث إحتلت الأخيرة شريط حدودي لها، وبالنسبة لأثيوبيا سقط منها عشرات الآلاف من القتلى وما تزال المدافع تشتغل، وأستطيع القول ان السودان أيضا تعاني دائما من وجود جبهات سودانية تدفعها أريتريا من حدودها. لذا تجمع صنعاء يعاني من النظام الأريتري، ولكنه تجمع فقير لا يستطيع أن يصنع لأريتريا أو بأريتريا ما يشاء لكنه يدافع عن نفسه ويحاول أن يحتوي هذه التصرفات الطائشة.
علاقات طبيعية مع إيران
** أكدتم في تصريحات صحفية أن بلادكم رفضت إستقبال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أكثر من مرة إعتراضا على تدخل إيران في دعم الحوثيين باليمن.. ماهو تصوركم للدور الإيراني في اليمن ودعمها للحوثيين؟ وماذا عن طبيعة العلاقات بين بلادكم وطهران حاليا؟
مشكلتنا أننا لم نستطع إقناع الغرب بأن الحوثيين على صلة متينة بإيران، ولم نستطع إقناع الولايات المتحدة الامريكية بأن الحوثيين حركة إرهابية وأعتقد أنه في ظل الحرب نشأت هذه التصريحات، وفعلا تم رفض زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى صنعاء، لأنه جاء وسيطا للحوثيين أو كان محتملا أن يأتي برسائل وساطة لوقف إطلاق النار في العام الماضي أثناء الحرب.لكن أعتقد اليوم قد تجاوزنا المشكلة، ونحن نعيش السلام، وقد كان للحرب ظروفها وتصريحاتها وقراراتها كما للسلم أيضا وأظن ان العلاقات مع إيران حاليا طبيعية.
مرحبا بتدخل مصر بالعقل والحكمة
** سبق أن أشرتم في تصريحات أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لبلادكم بل أكدتم ان مصر هي خط دفاع متين في وجه الأزمات وتتحرك بدافع الحب والأخوة.. ماذا تعنون بذلك؟
يا مرحبا بتدخل مصر في بلادنا، مصر تتدخل في بلادنا بالعقل والحكمة ولا تتدخل عدائيا، وإنما كما يتدخل الطبيب في عيادته في حالة الناس الطبية فهي تشخص الداء وتساعد على وصف الدواء، وهي أخ عندما يتدخل في شأن أخيه يتدخل حبا لا بغضا، وسلاما لا عداء.
مبادرة اليمن والإتحاد العربي
**أكد الرئيس اليمني في قمة سرت الإستثنائية الأخيرة على أهمية تطوير العمل العربي المشترك لمواكبة المتغيرات وتعزيز قدرات الأمة على مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها. ما تعليقكم؟
الحقيقة أن اليمن لها مبادرة في تحويل الجامعة العربية إلى إتحاد عربي، وتحديث هذا الكيان العربي، لكن تم الإتفاق على تأجيل العمل في هذا الموضوع، وبقائه تحت الدراسة وتسجيله مع مبادرة أخرى لليبيا الشقيقة خلال خمس سنوات يتم إستكمال الخطوات والعرب متفقون على ذلك. لكن بالمناسبة ما أشيع عن أن خلافات جرت بين الزعماء العرب في قاعة القمة ومنهم بين الرئيسين اليمني والمصري وغيره حول هذا الإتحاد أو المبادرة اليمنية لا أساس له من الصحة، فقد أعلن الرئيس اليمني أن بلاده تتمسك بالمبادرة اليمنية إلا إذا كانت ستؤدي إلى إنقسام الصف العربي فتجمد ولسنا متمسكون بها.
مواطن في القاهرة
** عرض عليكم تولي حقيبة وزارة الثقافة في التشكيل الحكومي الأخير في اليمن، لكن آثرتم العمل كسفير في مصر بعد أن توليتم لسنوات عديدة مهمة مندوب اليمن في الجامعة العربية. لماذا رفضتم المنصب الوزاري؟ وهل كنتم تريدون حقيبة وزارية أخرى؟
أحب أن أكون مواطنا في القاهرة لا وزيراً في أي مكان، لأنه حيث يشعر الإنسان بالسعادة والإرتياح النفسي، يكون هذا كل ما يعنيه من الأمر. ولا أريد ان أسعد الوزارة، بل أريد أن أسعد نفسي، فأجد نفسي سعيدا أن أبقى حتى كمواطن مقيم في مصر وليس بالضرورة أن أبقى سفيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.