* لا حديث هذه الأيام سوى الحديث عن إستقالات الضباط الأربعة لمجلس إدارة نادي المريخ والتي أضحت واقعاً لا مناص منه وأمراً حتمياً لا يحتاج للطبطبة أو التغليف أو حتى (الرجاءات والتحنيس) بالرغم من الأحاديث السلمية والتطمينات التي خرجت على لسان رئيس نادي المريخ (جمال الوالي) وأمين خزانته (عثمان أدروب). * التناول الحالي لموجة الإستقالات وخيار الرحيل يفترض أن ينحصر في نقطتين رئيسيتين الأولى (الخروج من هذا النفق دون أن يتأثّر فريق كرة القدم) والثانية (التفكير بجدّية في مرحلة ما بعد الوالي) وكلا النقطتين لا تنفصلان عن بعضهما البعض بل تعتبر الثانية مكملة للأولى. * تكرار معظم أبناء المريخ عن سوء (التوقيت) أراه من وجهة نظري الشخصية (هروب) من المسؤولية وتراخي غير مقبول لدعم نادي المريخ وتحمّل مسؤولياته لأن خيار التنحي ومغادرة كوكب الأحمر الإداري لا يحتاج إلى توقيت مناسب وغير مناسب لأن على مدار العام هناك مسؤوليات جسام تقع على عاتق مجلس الإدارة. * خطوة مجلس الشورى بقيادة الزعيم (محمد الياس محجوب) بالتفاكر مع الوزير بلة يوسف في كيفية إدارة أزمة الإستقالات وطرح بعض الخيارات التي لا خلاف عليها لقيادة لجنة التسيير خطوة غير مستغربة وتستحق الإشادة والتقدير. * ولكننا نهمس في أذن أعضاء مجلس الشورى بالإبتعاد عن ترشيح أي إسم غير مقتدر مالياً حتى لا نعيد تكرار تجربة (2013) ونظرية (مريخ التقشّف) التي أجهضت منظومة فريق (2012) والذي بلغ المربع الذهبي لبطولة الكونفدرالية بعد أن تم الإستغناء عن الجهاز الفني وعدد من اللاعبين المحترفين بحجة (ترشيد الصرف). * كرة القدم صناعة تحتاج لضخ الأموال فالفريق الحالي يضم نجوماً مميزين جداً على صعيد المحترفين واللاعبين الوطنيين والحفاظ على هذا النسيج ودعمه يعتبر من صدارة أولويات لجنة التسيير منذ لحظة ميلادها !! * جمال الوالي قدّم كل شئ لنادي المريخ، دعم دون من أو عطاء تحمّل الإنتقادات وتجاوز الإساءات والتشكيك، أحدث ثورة في البنى التحتية حتى أضحى أهل المريخ يفاخرون بمنشآتهم أمام الضيوف. * الوالي غير ملام ولا مسؤول عن معظم الإخفاقات التي شابها عامل (عدم التوفيق) كخسارة نهائي الكونفدرالية (2007) ونهائي سيكافا (2009). * ولكنه كان شريكاً أصيلاً في بعض إخفاقات الممتاز بسبب تكرار الأخطاء الإدارية التي أدّت لفقدان البطولة وفي مقدمتها (سياسة الشطب والتسجيل) سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين. * في المقابل هناك (إخفاق كبير جداً) خلال فترة الإثني عشر عاماً التي قضاها جمال الوالي في رئاسة نادي المريخ وهو عدم القدرة على توفير (موارد مالية ثابتة) للنادي رغم شخصيته الرأسمالية (الإستثمارية) الناجحة خارج إطار المريخ. * رهبة المجتمع المريخي في التصدّي للمسؤولية بعد عزوف الوالي عن العمل الإداري وإختياره للرحيل مردّها الأساسي تلك الجزئية حيث لا تتماشى إنفاقات النادي مع موارده المالية لأنها مفقودة أصلاً وتقتصر على دخل المباريات وأموال الرعاية الزهيدة وحقوق البث بالتقسيط المريح. * الغريب أن في غمرة هذه الأحداث لم نطالع أي (بيان أو تعميم إعلامي) كعادة ما يسمى (بالتحالف المعارض) للحديث عن الوضع الراهن بنادي المريخ أو تقديم إسم من كيانهم المهترئ إلى سدّة رئاسة الأحمر الوهاج وهو ما يؤكّد أن هذا التنظيم (للشخصنة) فقط ولا تهمه مصلحة المريخ في شئ. * المريخ والأنيق لقاء ينتظره عشّاق كسلا الخضراء بفارغ الصبر لأنه عنوانه الرئيسي هو (العدو نحو المقدمة والهروب من القاع) فالأحمر يسعى لمواصلة المطاردة والضغط على الهلال قبل لقاء الحسم والميرغني يهاب من نظرية (الصاعد هابط) بعد احتلاله للمركز الأخير بفوزين وتعادل وثماني خسائر. * اللقاء خطير ومخيف لأن لاعبي المريخ يعانون من الإرهاق وضغط المباريات ونتمنى أن تكون الحصيلة الظفر بالنقاط وتفادي الإصابات. * حاجة أخيرة كده :: 12 عاماً والمريخ بلا موارد مالية ثابتة ! نقطة سوداء في الثوب الأبيض لفترة الوالي.