مظاليم غارزيتو يتناوبون حسم موقعتي الرهيب والذئاب بالصناعة والتسجيل والنجومية سانتو: لا خلاف على قيمة تراوري اذا لعب من أجل الفريق وموهبة أوكراه غير قابلة للتشكيك انتظرت جماهير المريخ فترة الانتقالات الشتوية وهي غير متأكدة من استمرارية تراوري وأوكراه مع الفرقة الحمراء لأن هذه الخطوة كانت مرتبطة برحيل الفرنسي غارزيتو الذي جعل علاقة تراوري بالمريخ تصل مرحلة اللا عودة في حين كان أوكراه جاهزاً للرحيل اذا جدّد المريخ تعاقده مع غارزيتو لكن جاءت المطالب المالية العالية من المدرب الفرنسي مع الأزمة المالية الحادة التي يمر بها المريخ منذ قدوم المجلس الجديد لتكتب عمراً جديداً لأوكراه وتراوري مع الفرقة الحمراء تحت قيادة مدرب جديد عرف كيف يستفيد من الدافع الكبير للنجمين ورغبتهما في الرد بقوة على غارزيتو والتأكيد على قيمتهما الفنية العالية فحسم المريخ أول مباراتين بالاستفادة من الدافع الكبير لأوكراه وتراوري غير أن هناك من يرى أن مستوى النجمين لا يعبّر عن رغبة في الرد على غارزيتو بقدر ما يعبّر عن القيمة الفنية الحقيقية لهذا الثنائي. على قلة المباريات التي أتاح فيها غارزيتو فرصة المشاركة لأوكراه في الموسم الماضي كان اللاعب دائماً ما يستفيد من تلك الفرص ليحرج المدرب الذي سعى بشتى السبل من أجل اعتقال موهبته على مقاعد البدلاء وتصويره للجماهير في مظهر اللاعب الكسول الذي لا يحب التدريبات ولا يرغب في تطوير مستواه ولا يفيد الفريق في شئ غير أن أوكراه كان دائماً ما يستفيد من أي فرصة يتيحها له المدرب حتى ولو كانت في زمن محرج من عمر المباراة في الرد القوي على غارزيتو والتأكيد على موهبته الفذة وقدراته الفنية العالية فكان أوكراه من أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف مع الفريق في الموسم الماضي برغم المشاركات القليلة والحرب الواضحة التي كان يتعرض لها من المدير الفني التي وصلت مرحلة أن ينتقده غارزيتو وهو في قمة تألقه في مباراة الميرغني التي كان فيها الأحمر في وضع سيئ للغاية على خلفية الخروج الحزين من دوري الأبطال على يد مازيمبي فشارك أوكراه في الدقائق الأخيرة في وقتٍ كان فيه الميرغني يبحث عن التعادل فسجل الثاني وصنع الثالث ولم يحصد غير انتقادات غارزيتو الذي تحدث عن الغاني اللاعب الكسول الذي لا يفيد الفريق لأكثر من ثلث ساعة وتسبّب ذلك التصريح في أزمة كبرى كادت أن تؤدي لاشتباك بين المدير الفني والساحر الغاني، واستقبل أوكراه خبر عدم تجديد تعاقد غارزيتو بارتياح لا مثيل له وفاجأ الجميع بالحضور المبكر للخرطوم للمشاركة في إعداد الفريق من ضربة البداية وقبل جميع المحترفين الأجانب فكان التوقيت الذي وصل فيه الخرطوم يعبّر بوضوح عن رغبة كبيرة لهذا اللاعب في التأكيد على أن غارزيتو لم يكن صادقاً في كل كلمة قالها في حقه، ولا تنقص أوكراه الموهبة ولا القدرات الفنية العالية حتى يثبت عدم صحة حديث غارزيتو وحتى ينتصر لموهبته الفذة فشارك في التدريبات بجدية كبيرة ولم ينتظر كثيراً ليعلن عن قدرات مدهشة من أول مباراة رسمية للفريق في الموسم الجديد فسجل الثنائية التي حسم بها المريخ الجولة الأولى أمام مريخ كوستي وحقق نجومية المباراة وهذا ليس المهم، الأهم أن أوكراه وفي تلك المباراة سجل هدفاً للذكرى واعتبره الكثيرون الهدف الأجمل في تاريخ مسابقة الدوري الممتاز وخرج هذا الهدف من نطاق المحلية إلى آفاق العالمية بعد أن تداولته كبريات الصحف العالمية والمواقع بالكثير من الإعجاب والدهشة مما جعل لأوكراه صيتاً واسماً كبيراً واذا مضى قدماً في استعراض موهبته العالية ستكون فرصة العودة إلى أوروبا من جديد وعبر تجربة احترافية أكبر سانحة أمام هذا اللاعب، وكانت بصمة أوكراه حاضرة في مباراة الأمس أمام الرابطة برغم أنه لم يسجل ولم يفز بجائزة نجم المباراة لكنه رد الجميل لزميله تراوري الذي صنع له الثنائية الرائعة في شباك مريخ كوستي وأهداه تمريرة ذكية وفي مكان مناسب استفاد منها تراوري في تسجيل الهدف الأول وعانى أوكراه من سوء طالع حقيقي حال بينه والوصول إلى شباك الرابطة برغم الفرص التي صنعها لنفسه بموهبة عالية وجهد وافر. تراوري مؤثر قبل أن يجهز من اللاعبين الذين وصلت معاركهم مع غارزيتو مرحلة حزم حقائب الرحيل هو المالي تراوري الذي كان المريخ متنازعاً مابين الاحتفاظ بهذا المهاجم الموهوب والبارع في ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف والذي يتمتع بميزة لن تتوافر في أجنبي غيره بعد منع التجنيس حيث يتمتع تراوري بالجنسية السودانية التي كانت تفرض على المريخ التمسك به بعد أن فشلت كل محاولات المجلس في التعاقد مع مهاجم أجنبي جديد، وبعد أن انهارت مفاوضات المريخ مع غارزيتو لم يكن مجلس الإدارة بحاجة إلى بذل جهد خارق حتى يقنع تراوري بالعودة لمواصلة مشواره مع الفرقة الحمراء لأن اللاعب كان مستعداً للعودة دون شرط غير رحيل غارزيتو وبالتالي ما إن رحل الفرنسي الا وعاد تراوري بعد تنازلات كبيرة قدمها للمجلس تخلى بموجبها عن مقدم عقده ووافق على اللعب بمرتبات فقط، وتوقّع الكثيرون الا يظهر تراوري مع الفرقة الحمراء في الأسابيع الأولى من اللعب التنافسي لأنه غاب عن النصف الثاني من الموسم الماضي ولم يشارك في إعداد المريخ الا قبل ستة أيام من انطلاقة الموسم الجديد ولعل هذا ما جعل تراوري حتى الآن يؤدي بما يتوافر له من قدرات عالية لأنه لم يصل بعد إلى كامل جاهزيته لكن تراوري وبأقل جهد ممكن كان مؤثراً للغاية في نتائج الفرقة الحمراء حيث لعب دوراً بارزاً في حسم المباراة الأولى أمام مريخ كوستي عندما صنع الهدفين لزميله أوكراه بصورة مميزة للغاية وأظهر قدرات عالية في تلك المباراة ونافس على النجومية وكانت تحركاته خطيرة للغاية وهدّد مرمى المنافس بقوة، وعاد تراوري في مباراة الأمس أمام الرابطة ليقدم أفضل مالديه بعد أن تحرك في مساحات واسعة من الملعب واستطاع أن يسجل الهدف الاول بطريقة مميزة للغاية ثم عاد وسجل الهدف الثاني بفضل دقته المتناهية في ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف وأثبت تراوري من خلال مباراة الأمس أنه الخيار الأهم في المقدمة الهجومية واللاعب الذي يعرف كيف يحول كل فرصة سانحة إلى هدف واذا انتظم تراوري أكثر في المشاركات الرسمية والتدريبات ووصل إلى كامل جاهزيته سيقدم مستوىً أفضل بكثير من الذي قدمه مع الفريق في مباراة الأمس حيث توّج تراوري ثنائيته الرائعة وتألقه اللافت بفوزه بجائزة نجومية المباراة. سانتو: لا خلاف على موهبة الثنائي قال فتح الرحمن سانتو نجم المريخ السابق إن القدرات الفنية العالية للمهاجم المالي تراوري ودقته في ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف ليست موضع خلاف ولكن كانت المآخذ على المالي في عدم انضباطه واعتماده على اللعب الفردي لأنه كان يلعب من أجل نفسه لا المجموعة ولا يتعاون مع أحد لكن الواضح أن تراوري عاد بشكل مختلف بدليل أنه أصبح يلعب مع المجموعة وترجم ذلك بصناعته لهدفين لأوكراه في المباراة الأولى وتوقّع سانتو أن يقدم تراوري مستوىً أفضل مع الأحمر اذا مضى قدماً في اللعب من أجل المجموعة في حين علّق سانتو على التألق اللافت لأوكراه مع المريخ في بداية هذا الموسم بأنه الوضع الطبيعي لهذا اللاعب الذي يتمتع بموهبة فذة وقدرات فنية عالية يمكن أن تتفجر في هذا الموسم وأن يلعب دوراً بارزاً في قيادة الفريق لتحقيق نتائج أفضل في هذا الموسم.
