الموسيقى اداة تعبير قوية تساهم في صقل النفس البشرية، وتحدث تغييرا كبيراً في المزاج الانساني وعلاقتنا بالمجتمع، وهى من اهم وسيلة لترقية السلوك، وتساهم فى عالج الكثير من القضايا الاجتماعية والانسانية. ونتطرق اليوم الى ظاهرة الغناء الهابط الذي يشوه جسد الاغنية السودانية الذي كان في سابق الزمان يتألق في ثوب قشيب من روعة اللالحان والكلمات منذ عصر الحقيبة، مروراً بالكاشف والفلاتية ومهلة العبادية ومنى الخير وعبد الحميد يوسف، وجيل من الفنانين الذين احترموا فنهم وقدموه بشكل لائق، ثم عصر ود الامين وردي ابراهيم عوض ابو داؤود عثمان حسين. والقائمة تطول وذاكرة المستمع السوداني تحفظ تاريخ جيل العمالقة، ولا انسى ايضا الراحل الخالدي مصطفي سيد احمد ابو عركي الطيب عبدالله وآخرين، ولكن ماذا بعد؟ ورغم اني انتمي الى عصر «جيل الكوارث» الذي لا يخلو من الاشراقات امثال عصام محمد نور محمود عبد العزيز وليد زاكي الدين الذين قدموا اعمالهم بوعي كبير منذ بداياتهم الفنية، وكان ذلك قبل ان يتغير الغناء ويظهر العشرات من المغنين ذوي الاسماء الغريبة والاغنيات العجيبة التي استحي من ذكرها، ولكن المؤسف حقا أن يستقبل البعض تلك الأغنيات ويطرب لها، وهذه الظاهرة تتطلب ثورة مقاطعة ورفض في بلد الجراري والمردوم والدوبيت والثقافات المتنوعة التي تشكل هوية السودان. [email protected]