كتبت قبل بضعة أيام أقول «إن الحيثيات التي أوردتها السلطات المختصة وهي توقف بث ال «بي. بي. سي» عبر موجات ال «أف .ام» في ولاية الخرطوم وغيرها من مدن السودان، تظل غير مقنعة للمستمع السوداني، فأياً كانت المخالفات الاجرائية والخروقات التي ارتكبتها الجهات الإدارية لهذه الإذاعة في السودان، فإن هذه المخالفات لا ترقى الى هذا القرار الذي صادر واحداً من مواعين الوعي السياسى والثقافة لدى المستمع السوداني». وقد كتب أحد القراء الاعزاء «اختار ان يرمز لنفسه باسم مجيد»، تعليقاً حول هذا العمود فى الموقع الالكترونى لصحيفة «الصحافة» يقول فيه: «لا أدري لماذا يتكلم صحافي أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة باسم كل السودانيين، وإن السودانيين جميعهم لا يستطيعون الاستغناء عن إذاعة ال «بي. بي. سي»، ولكني أؤكد أن جل التعليقات التي تمت في مقالات سابقة في ما يخص هذه الاذاعة، كانت تعليقات القراء تصب في الاتجاه المعاكس لها. إن إذاعة ال «بي. بي. سي» موجهة توجيهاً سياسياً وعدوانياً ضد السودان وشعب السودان، وهي بذلك لا تقصد حكومة الانقاذ بعينها، فهي دائماً ضد كل حكومة، وتترصد وتقصد المواطن السوداني شخصياً بنشر البلبلة والاضطراب في دواخله، ولكي تمعن في تعذيب هذا المواطن التعيس تحاصره بأنباء كاذبة من هنا وهناك عن السودان، فتنشر الكآبة في نفسه حتى لا ينعم بالهدوء والاستقرار، ولا يعني أن عمل بعض السودانيين مذيعين فيها أنها صادقة، فكما هو ظاهر فإن هناك سودانيين يعملون في الحركات المسلحة ضد السودان، وهناك آخرون يعملون جنوداً في الجيش الأمريكي، ويضربون ويقتلون إخوانهم بتعليمات من أوليائهم الجدد، ولا ضير في أن يعمل بعض السودانيين في إذاعة ال «بي. بي. سي» حتى ولو كانت موجهة ضد السودان، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز «إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ «120» «آل عمران». وفي إجازة العيد تناقشنا ونحن حضور في أحد البيوت السودانية العامرة وكنا قرابة العشرين، تناقشنا عن موضوع إذاعة ال «بي. بي. سي»، وكانوا كلهم قد أجمعوا على أنهم لا يريدون إذاعة ال «بي. بي. سي» وأن قرار الحكومة قرار صائب. وأرجو أن يتم نشر تعليقي هذا وعدم تجاهله وشكراً». يا سيدى العزيز «مجيد» حين يكتب الواحد منا سطراً فإنه لا يفرض وصايةً على القراء، أو ينصب نفسه معبّراً عن أبناء هذا الشعب، فهو مجرد رأى نقتنع به ونقوله ونكتبه.. فقط أقول لك إن هذا الشعب الناضج العظيم ليس بتلك الهشاشة الذهنية والسياسية التى تتصورها فيه حتى يعانى من البلبلة والاضطراب والكآبة لمجرد الاستماع لهذه الاذاعة، ربما أنت وحدك هو من يتبلبل ويضطرب ويكتئب. وإن كان هناك عشرون شخصا تناقشوا فى العيد فى أحد البيوت العامرة وأجمعوا على أنهم لا يريدون ال «بى. بى. سى»، فهناك بضعة ملايين من السودانيين قد يخالفونهم هذا الرأى. فقد آن لمنطق الوصاية على عقول الناس هذا أن يستريح ويريح.