من عشرات الدعوات التي تصلني وقفت كثيراً عند الدعوة التي وصلتني من الاستاذ كمال عبد اللطيف وزير تنمية الموارد البشرية، ومبلغ وقوفي عند الدعوة جاء من الطريقة التي كتبت بها وهي تنم عن أدب رفيع واحترام للصحافة وهذا فعل عودنا عليه الاستاذ كمال عبد اللطيف وجاء في جزء من خطاب الدعوة الممهور بتوقيع الوزير (ولما كان نصف رأيك عند أخيك والرأي يرتجى عند أصحابه ووصلاً للشراكة الممتدة بين وزارة تنمية الموارد البشرية وقطاع الصحفيين فقد قدرنا ان نتقدم بالدعوة إلى مقامكم الكريم لتشريف اللقاء الاعلامي التفاكري بين قيادة الوزارة والسادة رؤساء التحرير وكتاب الاعمدة..). الدعوة تنظر للصحافة باعتبارها شريكا استراتيجيا وهذا فهم عميق للصحافة عكس الرؤيا التي تصور ان العلاقة بين الصحافيين والمسؤولين يجب أن تكون على عداء في كل الاحوال وان الصحفي الناجح هو الذي يوجه النقد صباح مساء، وهذا فهم مغلوط لدور الصحافة لأن الصحافة مرآة تعكس ما يدور في المجتمع وتعين المسؤول بالنقد الموضوعي لمكامن الخلل ليعمل على اصلاحه وفي نفس الوقت تسلط الضوء على الايجابيات لتدفع النماذج المشرفة إلى الامام وتشجعها على مواصلة المسير... أعود إلى أمر الموارد البشرية وأقول انها من أهم الوزارات وقد كنت حريصاً على حضور بعض الفعاليات التي نظمتها الوزارة ومنها المحاضرة القيمة التي قدمها خبير التنمية البشرية العالمي الدكتور ابراهيم الفقهي وقد كنت اكثر حرصاً على حضور هذا اللقاء ولكن ظروف طارئة حرمتني من لقاء السيد الوزير وأسرة الوزارة والزملاء وكنت سأقول في اللقاء ان أمر تنمية الموارد البشرية أصبح من سمات العالم المتقدم، وأقول ذلك من واقع اطلاعي على تجارب عديدة في هذا المجال، وحضوري الدورات التدريبية لخبير التنمية البشرية العالمي الدكتور ابراهيم الفقهي الذي أطالب ان تستضيفه الوزارة في منهجها لتطوير القدرات، كما أرجو استقطاب خبرات أخرى ، وهناك عدد من الكفاءات العربية التي تميزت في هذا المجال، والنقطة الثانية التي كنت سأركز عليها في حديثي هي ان توفر الدولة الميزانيات المطلوبة لهذه الوزارة وأفهم أن دعوة المدربين العالميين في التنمية البشرية مكلفة جداً والصرف على التدريب وبناء القدرات ايضاً يحتاج لكثير من الامكانيات المادية والبشرية، وأرجو أن تستقطب الوزارة عددا من الكفاءات الوطنية في مهمتها. وكنت في اللقاء سأتفق مع الوزير الاستاذ كمال عبد اللطيف في حديثه في اللقاء عن مراجعة قوانين المجالس المهنية بهدف اعطاء المجالس دوراً في ترقية المهن والاهتمام بالقيمة الاخلاقية لها، واعطائها دوراً في مجال الضبط المهني وتأكيد علاقتها بالجامعات ومراكز البحوث واعطاء الاجازات المهنية للخريجين بالاضافة إلى صياغة قوانين جديدة لمجلس تنظيم المهن الموسيقية وتنظيم المهن الصحية، واعتقد ايضاً ان انشاء ديوان لتدريب العاملين بالدولة والاشراف على بناء القدرات وتأكيد الزامية التدريب وربط الترقي للدرجات العليا باجتياز الدورات الحتمية، هي اشياء من الاهمية بمكان. واستطيع أن أقول ان الأخ الوزير كمال عبد اللطيف من واقع معرفتنا بأعماله وكسبه الكبير في العمل العام وطاقمه التنفيذي اذا توفرت له المعينات المطلوبة سوف يتمكن من انجاز خطة وبرنامج عمله على الوجه الامثل واتمنى له كل التوفيق وما التوفيق إلا من عند الله. [email protected]