تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    مشار وكباشي يبحثان قضايا الاستقرار والسلام    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخاوف الأيام القادمة تحاصر غازي والمهدي وأتيم
برنامج «الملف» بقناة الجزيرة
نشر في الصحافة يوم 06 - 11 - 2010

جملة من التساؤلات طرحها برنامج «الملف» علي شاشة الجزيرة الفضائية ، تبحث عن اجابات لسيناريوهات الايام المقبلة علي السودان الذي وصفه مقدم البرنامج في بداية الحلقة بأن كل زواره هذه الأيام يبدو لهم انه مقبل على مرحلة كثيفة الضباب باعتبار ان الشعور العام يميل صوب القلق من الانفصال القادم ما لم تحصل معجزة قبل طرح عدد من الاسئلة الجوهرية كيف سيتم الانفصال ؟ وماذا بعده؟ كيف سيكون شكل الدولة الجنوبية المقبلة وكيف ستكون علاقتها مع الشمال وكيف ستحل المسائل الخلافية وفي مقدمتها الحدود؟ تباينت الافكار وتباعدت الرؤي بين ضيوف الحلقة فالحركة الشعبية رمت بكل اوزار الانفصال علي شريكها بالحكم قبل ان تؤكد وقوعه بنسبة 100% هذا ما قاله القيادي بصفوفها نائب الرئيس البرلمان اتيم قرنق بينما وضع زعيم حزب الامة القومي جملة من الحلول قال انها تحمل بعضا من الضوء ومن جانب الشريك اعتبر مستشار الرئيس مسؤول ملف دارفور بالحزب الحاكم غازي صلاح الدين ان الهم الان ليس انفصال الجنوب او وحدة البلاد، لكن السلام، وعدد بعض المخاوف ، بدوري سأقوم بعرضها وتحريرها ، مواقف الحركة الشعبية وملامح الدولة الجنوبية المحتملة،
حظ الانفصال افضل
فنائب رئيس البرلمان أتيم قرنق الذي ابتدر الحديث بخلفية تاريخية عن الصراع السوداني حاصرا اسبابه في عدم اتفاق السودانيين علي «من هم » مما جعل الحرب في السودان تستمر لمدة خمسين عاما ، وتساءل دون ان ينتظر ردا هل نحن عرب؟ مردفا انها ليست القضية الحقيقية لكنه قطع بان السودانيين أكيد ليسوا بعرب بنسبة 100% ، لكن هناك قوما ينتمون إلى القومية العربية موجودون في البلاد ، مشددا على ان عضوية السودان بجامعة الدول العربية لا تعني ان كل سوداني عربي، ومضي في القول «أنا شخصيا لست عربيا بل أنا سوداني».وفي رده عن الايام المقبلة التي ينتظر ان ينظم فيها استفتاء شعب الجنوب رغم وجود مصاعب ومخاوف تحاصر الجميع قطع بان انفصال الجنوب ليس حلما من احلام الحركة الشعبية ولا اهل جنوب البلاد لان حلمهم الحقيقي على حد قوله كان هو أن يكون السودان موحدا يحكم بنظام غير مركزي نظام فيدرالي حقيقي، علي المستوي السياسي وهناك حلم اخر هو أن يكون السودان ينتمي إليه أبناؤه بالمواطنة، و أن يكون هنالك نظام ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة في السودان ، لكنه قال ان ما حصل خلال الخمس سنوات عمر الاتفاقية يشير الي ان الوحدة غير ممكنة لكنه ترك ابوابها مشرعة في المستقبل، واضاف من الممكن جدا للاجيال القادمة والتي قد تؤمن بأن الوحدة قوة وبأن التعددية ليست عيبا إنما هي أيضا جزء أو مكون من مكونات القوة وستحاول فعل ذلك كما حدث في اليمن وهو ما يمكن حدوثه في كوريا يوما من الأيام.
ورجح حدوث الانفصال واضعا له الحظ الاكبر حال قيام الاستفتاء القادم ، وعزا الامر لما يحدث حاليا وقال إذا مضت الأمور بهذه الصورة أكيد سيكون هنالك انفصال، قبل ان يتهم شركاءه في الحكم للعمل من اجل ذلك باعتبار انه امر كانوا يريدونه من قبل لاقامة دولة اسلامية دون ان يكون هناك من يعترض على الامر حسب قوله ان المؤتمر الوطني كان يريد أن يذهب الجنوب ليتسنى لهم تأسيس دولة إسلامية 100% في الشمال بدون استثناءات لكنه قال ان المؤتمر الوطني اصطدم بأهل الشمال السوداني «المواطن العادي» الذي كان يقف ضد هذا التوجه، الا ان المؤتمر الوطني حسب «قرنق» يحاول الان الابقاء على الجنوب ضمن السودان بكل ثمن حتي لا يتحملوا المسؤولية التاريخية وان ادي الامر للتنازل عن الشريعة بعد ان بدأوا يرددون حاليا إذا كان تطبيق الشريعة الإسلامية سيجعل الجنوب يذهب فإننا نجمد الشريعة الإسلامية حاليا ونبحث عن مخرج كيف نوحد الوطن، واعتبر ان الاسلاميين يظهرون بمظهر الوحدويين لكنهم عكس ذلك، وفي رده عن لماذا اذن الحرب التي خاضوها باسم المحافظة على ارض الوطن وراح ضحيتها الكثير من الشباب ،الا ان «قرنق» اعتبر ان حربهم لم تكن بمفهوم الوحدة لكنها بمفهوم أسلمة الجنوب وأعربته ثقافيا لكنهم وعندما فشلوا في ذلك لجأوا إلى السلام على أساس أن يكون هنالك انفصال سلس لكن وجدوا أن أهل الشمال لن يرحموهم إذا انفصل الجنوب في المستقبل وبالتالي يحاولون أن يبحثوا عمن يتحمل مسؤولية الانفصال هذا ما يجعلهم يقولون ان الحركة الشعبية هي التي تريد الانفصال، حتي يقولوا للشماليين لسنا مسؤولين عن الانفصال، لكن تاريخهم يوضح أنهم يريدون الانفصال، لكن في هذا الوقت مشكلتهم هي انهم لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية الانفصال ، وقلل من مخاوف الدول العربية من انفصال الجنوب وقيام دولة جديدة قد تصبح عدوا يضر بمصالحهم، مشددا ان الحركة الشعبية لا تؤمن بنظرية المؤامرة التي قال انها نظرية عربية شرق أوسطية وهي من جعلت العرب لا يتقدمون ولا يتطورون لأنهم يتخيلون ان لهم أعداء و أن إبليس «الشيطان» ضد إيمانهم ويتخيلون ان إسرائيل ضدهم في أي مكان، وتساءل لماذا لا تكون مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية القوية التي تملك المال والعلم ؟ ولم ينتظر اجابة واطلق سؤالا اخر لماذا لا يقومون بدراسة ماذا يريد أبناء جنوب السودان لكي يسدوا طريق إسرائيل؟ إذا كانت في أي مجال تدريب فليقوموا بذلك، قبل ان يضيف إسرائيل دولة صغيرة وفقيرة وانها دولة عسكرية فقط وليست تجارية عشان تربطنا بها علاقات قوية ، لكن الجنوب إذا صار دولة حرة سيكون من حقها أن تكون علاقات مع من تشعر على أنهم يفيدونها ، إذا كان مصر فبها إذا كان إسرائيل فبها إذا كان إيران فبها.
وكل هذه العلاقات شروطها المنافع وهي التي ستدفع الناس إلى الاتجاه الذي سيتجهون إليه، وعدد اسماء كثيرة من الدول التي يثار حولها الجدل بجانب دول عربية اخري قبل ان يضيف باستنكار علم إسرائيل موجود في مصر و على علمك يعني عندهم سفير في مصر وفي الأردن ايضا .قبل ان يقول هنالك ثلاث قضايا تقوم بين إسرائيل والدول العربية، نحن نتفق مع العرب ومع المسلمين في قضية واحدة من هذه القضايا، القضية هي قضية حقوق الفلسطينيين التي لا يوجد حولها خلاف وحول الاتهامات عن الدور الاسرائيلي في دعم الحركة ومدها بالعتاد والسلاح حسب حديث صدر عن العميد الإسرائيلي المتقاعد موشيه فرجي نشر في دراسة لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب بعنوان «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان، نقطة البداية ومرحلة الانطلاق» جاء فيه «رأت إسرائيل أن الخطر الذي يشكله السودان بالنسبة لإسرائيل يشبه إلى حد كبير الخطر الذي كان يمكن أن يشكله العراق، يجري التركيز على التباين العرقي والطائفي والمذهبي ليصبح السودان عاجزا عن القيام بأي عمل ضد إسرائيل أو تقديم الدعم ضدها لدولة بحجم مصر، رأت إسرائيل توسيع استراتيجيتها المخصصة للقرن الإفريقي بحيث يدخل إلى صميمها الموقف من جنوب السودان، بدأت إسرائيل التحرك فورا لدعم كل الحركات الانفصالية التي تهدد الحكومة المركزية في الشمال، وقال ان ديفد كمحي المدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية تولى الاتصالات مع متمردي الجنوب السوداني، الدعم الإسرائيلي كان عسكريا وتلقت الحركة الكثير من الأسلحة والرصاص الإسرائيلي، بالاضافه الي ان الأقمار الصناعية الإسرائيلية ساهمت في تقديم المعلومات حول انتشار القوات الحكومية في الجنوب، وان حركة التمرد طلبت عام 1992 أربعة ملايين طلقة لمدافع رشاشة وخمسة ملايين دولار من إسرائيل التي أرسلت خبراءها وخصوصا البروفسور إبليا هولوفسكي لتقدير الثروة النفطية ولكي ينصح الجنوبيين بالانتفاع بها لكن «قرنق» شكك في الرواية ولم يستبعد ان تكون صناعة إسرائيلية حتي يكون عندها تأثير ولم يستبعد ان تكون تلك المعلومات مصنوعة بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية من اجل ان يحدث ما يعتقده الكثيرون الان وردد ماذا يمنع ذلك؟ معتبرا ان الاعتماد على قول شخص أو فرد كأنه رسول مرسل من السماء وما ينطق به إلا الحقيقة ليس امرا مفيدا ، واضاف لا توجد حركة تسمى حركة تحرير جنوب السودان لكن هناك الجيش الشعبي لتحرير السودان،وهدفه هو تحرر السودان من العطش ومن الجوع وشدد انهم ان كانت تربطهم علاقة مع إسرائيل سيخبرون بها الجميع قبل ان يكشف ان المساعدات كانت تأتيهم من بعض الدول العربية، وتساءل أين الفلاشا؟ ومن الذي زود إسرائيل بالشباب؟ واجاب سريعا أليس شمال السودان هم الذين قاموا بذلك في نظام النميري وكانوا مسلمين وعربا وكانوا يدعون أنهم عرب أخذوا الإسرائيليين وزودوا جيش إسرائيل بالفلاشا وهم الان يعذبون الشعب الفلسطيني، من الذي تعاون مع إسرائيل أكثر؟ وواصل نحن لم نتعاون مع إسرائيل،
مخاوف من حروب بالجنوب والشمال
البحث عن امكانية اقامة الاستفتاء في موعده هو ما يؤرق الكثيرين مع ذلك هناك الكثير من المخاوف التي يتحدث عنها البعض حال حدوثه وهو ما حاول زعيم حزب الامة الصادق المهدي ان يجد له الاجابات والتي استهلها بوصفه للبلاد التي قال انها عاشت ظروفا صعبة والآن نحن أمام حصاد الهشيم بسبب تعامل الشماليين مع اهل الجنوب الذي قال انه تم باستعلاءالا ان أن الجنوبيين انفعلوا ضد ذلك التعامل بدرجة عالية من الانتقامية و بدرجة عالية من العنف والاعتماد على جهات أجنبية.
وحاول ان يشرح المقدمات التي قال انها دائما تؤدي إلى نتائج؟ وقال ان المقدمات التي ذكرها يضاف لها النظام الذي قام في السودان سنة 1989 وجعل همه فرض هوية واحدة إسلامية عربية على السودان، هذه هي البداية التي خلقت فكرة تقرير المصير، وقبل ان يعتبرها انها من عبأت الرأي العام الجنوبي لاختيار الانفصال كخيار أولي واضاف مع العلم لولا هذه المقدمات لكان هناك فرصة أن يرجح خيار الوحدة لأن الظلم الذي عانى منه أهلنا الجنوبيون لا يمكن أن يقارن مثلا بالظلم الذي عانى منه السود في أميركا.
ولم يستبعد دوراً لاسرائيل باعتبار دورها في كل مصائب البلاد العربية والأمة العربية واعتبر عدم حدوث انفصال بالسودان يعني ان إسرائيل مقصرة في واجبها لأنها تقيم أمنها القومي على إضعاف الدول العربية وتمزيقها وتفتيتها واستغلال مشاكلها وتراهن في كل البلاد العربية على زيادة مشاكل الأقليات الدينية والأقليات العرقية والأقليات الثقافية وتتبناها، واعتبره امرا حتميا. بجانب تيارات في امريكا وعلي وجه الخصوص في اليمين الأميركي تتطابق في مواقفها مع إسرائيل وقال يجب أن نعتبر أن دور إسرائيل واليمين الأميركي في تضخيم وتفجير القضايا الداخلية العربية والإسلامية دور منتظر ومتوقع ومستمر.
وقال «المهدي» ان أول كارثة يمكن أن تحل بالبلاد هي أن يختلف على نتائج الاستفتاء لأنه حصل اختلاف على نتائج الانتخابات والحركة الشعبية رمت المؤتمر الوطني بأنه زور الانتخابات في الشمال والمؤتمر الوطني رمى الحركة الشعبية بأنها زورت الانتخابات في الجنوب، إذاً نحن نرى إدارة الاستفتاء ستكون أسوأ بحسب تركيبة مفوضية الاستفتاء الحالية وأقول المشكلة الأولى ستكون إذا اختلف حول نتائج الاستفتاء لذلك نحن اقترحنا أن تدير الاستفتاء جهة محايدة جهة دولية محايدة لأنها الطريقة الوحيدة لضمان عدم الاتهام المتبادل بعملية التزوير..
واضاف اثق في اللجنة المحايدة إذا اتفقنا على أن نختار الدول التي تشترك فيها، ووضع مثالا لها دول شمال أوروبية في دول آسيوية قبل ان يطالب باستبعاد دول الهيمنة والاتيان بدول معروفة بحيادها وبإنسانيتها، وقال يأتي اقتراحنا لضرورة تجنب الخلاف حول نتائج الاستفتاء. وتحدث 20 مشكلة قائمة ولايمكن حلها فيما تبقي من وقت وحتي لا تؤثر على الاستفتاء لا تفجر حروبا تقدم باقتراح قيام مفوضية من حكماء يوكل إليها هذا الأمر.
ولم يستبعد قيام حرب ان لم يتفق على نتائج الاستفتاء وقال إذا لم تحل المشاكل المختلف عليها ستقوم حروب وليست حربا واحدة حروب داخل الجنوب حروب جنوبية جنوبية وحروب داخل الشمال باعتبار تفجر الوضع في دارفور وحروب شمالية جنوبية.
ودافع «المهدي» عن مخاوف من قيام دولة معادية وقال «إن الهلال إذا رأيت بزوغه أيقنت أن سيكون بدرا كاملا» وواصل ان العداوات الآن قائما وهو امر ظاهر ، واعتبر ان اللغة يتحدث بها الآن المؤتمر الوطني عن الحركة الشعبية والتي تتحدث بها الحركة الشعبية عن المؤتمر الوطني لغة إقصائية وعدائية ومن المنطق أنها سوف تنعكس على العلاقة بين الدولتين إذا سيطر المؤتمر الوطني على الشمال وسيطرت الحركة الشعبية على الجنوب، وهو ماسينعكس سلبا على حوض النيل الذي يعاني من توتر بين دول المنبع ودولتي المجرى والمصب وإذا كانت هناك دولة جنوبية عدائية ستساهم في الفجوة ما بين الطرفين هذا من جانب ومن جانب اخر هناك توتر في العلاقات العربية الإفريقية وهذا التوتر ينعكس على سوء العلاقات ما بين إفريقيا جنوب الصحراء وإفريقيا شمال الصحراء وهو ماكانت تقوم عليه الخطط الأجنبية و تسعى دائما لخلق الفتنة حتى تستأثر الدول الأجنبية بعلاقات مباشرة بالدول جنوب الصحراء باعتبار أن هذه الدول فيها إمكانات طبيعية هائلة فهذا الأمر للأسف سيتعقد أكثر لأنه نحن نعتقد ونقول الشمال هو بوابة الجنوب للعالم العربي والجنوب هو بوابة الشمال لشرق إفريقيا على الأقل، و مصر مدركة ولعبت دورا هاما في أن تحتوي الانفصال وتحتوي تقرير المصير والآن هي تقيم علاقات مباشرة مع الكيان الجنوبي كمحاولات لئلا يتحول الأمر إلى عداء وأنا في رأيي هناك كانت حاجة لاستراتيجية عربية مثلما توجد استراتيجية إسرائيلية وتوجد استراتيجية غربية استراتيجية أميركية استراتيجية أوروبية حول ما يحدث للجنوب وما يحدث لإفريقيا جنوب الصحراء لكن كانت هناك سلبية عربية والتوجه، واضاف اللوم الأساسي على القمم العربية لأنها تقف وراء حكومة السودان، التي لاتحتاج لمن يقف معها، لانها « ورطانة » وفي حاجة لمن ينصحها بما هو صحيح لها.
الانفصال لا يعني فشل المشروع الاسلامي
لكن مستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين وعضو مفاوضات السلام لم يستبعد انفصال البلاد إذا قام الاستفتاء لانه خيار راجح كما قال، واضاف الحركة الشعبية التي تمسك بزمام الأمور في الجنوب أفصحت عن موقفها الحقيقي وأعلنت أنها حركة انفصالية على لسان رئيسها، واعتبر ان الامر المهم لم يعد هو الوحدة أو الانفصال لكن المهم الذي يبرز الآن في الساحة السياسية هو السلام، يعني هو السؤال هل ستؤدي الوحدة إلى سلام أم هل سيؤدي الانفصال إلى سلام؟
وقال الامر يعتمد على شيئين يعتمدان على جملة قضايا تسمى قضايا ما بعد الاستفتاء التي هي متعلقة بشكل الدولة، الحقوق لكل دولة إذا حدث انفصال وقضايا الحدود، لكنه اعتبر أحرج ثلاث قضايا هي قضية الحدود والمواطنة وقضية قسمة الموارد البترولية، لوجود شحن عاطفي كبير خاصة على الجانب الجنوبي بسبب ما اسماه الخطاب السياسي التجريمي التاريخي وهو خطاب سياسي اقتضائي للعقوبة وهذا كله قد يؤدي الي تلك المخاوف إذا لم تحسم هذه المسائل وإذا لم يقم الاستفتاء بصورة حرة ونزيهة كما يقال وأن تكون حلول تلك القضايا تفاوضية وسلمية لكنه لم يستبعد بروز خلاف يحسم بالسلاح، وقال انه وارد، وقال أنا خشيتي هي من الحركة الشعبية لأنها هي التي تماطل الآن في قضية الحدود ومماطلة الحركة في قضية الحدود تثير تساؤلات كبيرة، لكن الحكومة المركزية والشمال ليس لديه أي رغبة ولا أي تخطيط ولا أظنه سيتورط في أي حرب في الجنوب ولكن لا تضمن الطرف الآخر.
واكد ان إسرائيل ظلت تدعم معنويا وماديا أي حركة تفتيت للسودان وظهر هذا مؤخرا في دعمها لبعض حركات دارفور كما تعلم بصورة واضحة ومكشوفة والحركة التي يقودها عبد الواحد محمد نور لديها مكتب في إسرائيل وأعلنت صراحة أنها تملك ذلك المكتب وأنه يسعى إلى علاقة معها، بجانب منظمات صهيونية كثيرة تدعم هذه الحركة من خلال تنظيم منظمة أنقذوا سلام دارفور أو إنقاذ دارفور .
وهذا ما يخص دارفور لكن ما هو دخل الجنوب تساؤل وضعه مقدم الحلقة الا ان غازي اكد انه لم يثبت لديهم شيء من هذا فيما يتعلق بالحركة الشعبية الآن ولكنه قال تاريخيا إسرائيل دعمت حركة التمرد الأولى أنانيا وظهر هذا في ملفاتهم وفي أرشيفهم، و إذا أصبحت المنطقة منطقة حرب فهي بطبيعتها ستستدعي من له رغبة في أن يكون طرفا في هذه الحرب.
عن مخاوف الامن العربي قال ان الامر يعتمد على نوايا الذين يقودون الجنوب ويحكمون الدولة الجديدة حال نشؤ دولة جديدة، وإذا جاءوا بعقلية التجريم وعقلية الإدانة التاريخية وعقلية التجييش والعاطفة والشحن العاطفي بأقاصيص تاريخية غير مثبتة هذا قطعا سيحدث مناخا مسمما جدا في المنطقة وقال انه تخوف بالنسبة له واردف هو تخوف موضوعي ومشروع ، واضاف القيادات الحالية بالحركة الشعبية خطابها الحالي ليس سلميا إطلاقا، وبعضها لا أقول كلهم لكن بعض قادة الحركة الشعبية يتحدثون بلغة نارية يتحدثون بلغة التهديد هذا يقلقنا تماما لأننا في الحقيقة كما قلت لك نحن نسعى إلى قيام الاستفتاء ولكن بشروط تؤدي إلى السلام وليس لدينا مصلحة في أن تجتمع علينا سيئتان هي انفصال الجنوب وقيام حرب.
واعتبر ان حال حدوث الانفصال يعني ذلك الفشل لكل المشاريع ومضي بالقول أنا أعتقد أن الانفصال هو في جوهره فشل وأعتقد أنه من الصعب أن تبرره، هو ليس فشلا للمشروع الإسلامي بمعنى أن الذين في السودان الآن الساحة السياسية ليست كلها إسلامية الذين يؤيدون الانفصال ليسوا من الإسلاميين ليسوا إسلاميين، القوى السياسية الأخرى الوطنية وحتى القوى التي تعد في خانة القوى العقائدية هي قبلت بهذا الخيار وهذا الاحتمال إذا كان مؤسسا على إرادة ومؤسسا بصورة طوعية، فإذاً أنا لا أميل برغم أنني أثبت أن الانفصال في نظري هو فشل لكن لا أميل إلى تعميم حكم مطلق بأن هذا فشل للمشروع الإسلامي لأن الذين في السودان ليسوا كلهم إسلاميين هناك قوى كثيرة موجودة في الساحة والذين يقودون الانفصال هم في الحقيقة حركة علمانية هي الحركة الشعبية ليست الحركة الإسلامية. وهي الآن تمضي في ذلك الطريق لانها في الحقيقة استخدمت لغة ترويجية بارعة جدا في وصفها للسودان الجديد وكسبت أنصارا وفق ذلك المشروع ولكن عند الاختبار العملي ثبت أنها ليس لديها التزام حقيقي و الحركة التي نراها بين أيدينا الآن عيانا، ولا أتحدث عن الحركة تاريخيا ولا أتحدث عن جيوب في الحركة، ربما توجد جيوب في الحركة ما تزال تؤمن بفكرة السودان الجديد ولكن الحركة في قيادتها الراهنة في نسختها الراهنة هي حركة إقليمية.
ولم يستبعد ان تكون تتحرك من تلقاء نفسها وقال ان هناك علاقة وثيقة جدا بين بعض القيادات في الحركة وبين قادة الكونغرس الأميركي واضاف بعض قادة الحركة لا يتورعون أيضا لا يستحون أصلا من إلقاء محاضرات وأوراق تدعو إلى ممارسة الضغوط على الحكومة القومية وعلى الشمال.
و باقان أموم قدم قبل ذلك أطروحة بكاملها كانت منشورة حتى على الإنترنت وبعض قادتها أنا سمعتهم بنفسي من خلال الإنترنت يتحدثون عن ضرورة تشديد العقوبات على الحكومة القومية وعلى الشمال بينما هم أعضاء في هذه الحكومة.
وقال ان الأمن المصري مهدد والأمن السوداني مهدد خاصة إذا قامت دولة عدائية، هذا ما نرجو ونسعى إلى ألا يتحقق، واذا قام الانفصال أن يكون على أساس سلمي وأن تكون هنالك علاقات طبيعية واعتبر ان مصر مشغولة بقضايا أمنها القومي وهذا شيء طبيعي ومن هنا يقرأ اهتمامها بقضية الجنوب ولذلك سعت في وقت من الأوقات إلى مضاهاة مبادرة الإيقاد من خلال المبادرة المصرية الليبية لم تفلح كثيرا
وقال انهم في الحكومة لا يرون سببا لعدم الارتياح للدور المصري لانه ليس دورا تآمريا وقال أنا لا أرى فيه دورا تآمريا أنا أرى أن مصر تتحرك بدافع مصالحها وإحساسها بقضية الأمن الشاغل وليس في التحرك المصري بالجنوب ما يشي بأنه تحرك ضد الشمال.
وكشف «غازي» عن صفقة قال انها بائرة جدا تقدمت بها امريكا وان محصلتها كما هي افصلوا الجنوب امضوا في إجراءات فصل الجنوب وحل مشكلة أبيي بأي وسيلة من الوسائل ومقابل ذلك سنعطيكم الآن ست رخص تصدير لبعض الآليات الزراعية وننظر في العام القادم في يوليو بعد أن ينفصل جنوب السودان ننظر في كيفية رفع العقوبات عن السودان وفي كيفية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب وعليكم في أثناء ذلك أيضا أن تتعاونوا معنا تعاونا وثيقا في ملف مكافحة الإرهاب وأن نسلم الرئيس عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية، و هذا هو ملخص الصفقة وبعضه قيل مباشرة والاخر قيل بشئ من الذكاء ولكن أي شخص سياسي على درجة متوسطة من الذكاء يمكن أن يدرك ذلك لأنهم ما قالوه وصدر حتى في بعض التسريبات الإعلامية انهم سمحوا بأربع أو ست رخص تصدير للسودان وأنهم سينظرون في يوليو القادم -هذا قالوه صراحة- في إجراءات ماتبقي ، أما حديثهم عن محكمة الجنايات الدولية فهذا حديث قاله مندوبهم في الأمم المتحدة يعني طالبوا الرئيس السوداني بالتعاون مع المحكمة، فهذا تجميع للعرض و العطية و أنا سميته عطية في الحقيقة عطية ضيزى كما تقول يعني جائرة جدا ولا يقبلها إنسان سوي.
لانها ضغوط من اجل الانفصال ولا شك عندي في ذلك و أي إنسان لا يعتقد أن المؤدى النهائي والحاصل النهائي هو الانفصال هو إنسان ساذج.
وعن رأيه في المبادرة التي تقدم بها زعيم الانصار قال ان الصادق المهدي يدرك في عقله الظاهر والباطن أنه جزء من الثقافة العربية الإسلامية المستهدفة وإذا أحسنا الظن طبعا أفترض أنه يقوم بهذه المبادرات يقدم فيها ما يراه هو حلا لهذه المشكلة هذه المبادرات التي يقدمها فيها ما يؤخذ وفيها ما يرد لكنه اعتبر ان مبدأ المبادرة نفسه مبدأ جيد وهو يؤيده باعتبار أن القضية المطروحة الآن هي ليست قضية مختصة بالمؤتمر الوطني وليست قضية مختصة بالحركة الإسلامية مثلا، هي قضية جميع السودانيين وأنا أؤيد جدا أن يكون لجميع السودانيين نصيب وسهم في وصف علاجها وفي المساهمة في علاجها وبالتالي هو لديه الحق في أن يطرح هذه المبادرات، بعض هذه المبادرات في نظري فيها قدر من التبسيط بمعنى أنها تطرح أشياء طرحت من قبل جربت من قبل، للأسف الشديد أن الموقف الشمالي عامة مفكك للغاية في هذه اللحظة التاريخية التي كانت تتطلب منه أكبر قدر من التماسك.
وقال إن الإسلام ليس أيديولوجية ولا ينبغي أن يقاس بأنه أيديولوجية سياسية، لكنه دين وأكبر من الأيديولوجيات.وهو امر ليس خاص بالسودان لكنه للمحيط الإسلامي من حوله عليهم أن يحذروا من أن يتحول الإسلام إلى أيديولوجيا وهذا ما حدث بدرجة ما ربما في بداية الثورة الإيرانية، و أن بعض المنظرين لهذه الفكرة كانوا هناك وبالتالي فلا ينبغي أن ينسحب أي نوع من التقصير في أي مشروع على الإسلام كدين، الإسلام يبقى دينا.
وقال عن الجزئية السابقة بعد ان استوقفه المقدم بانها تشابه رأي الحركة الشعبية رد سريعا لكن هم ليسوا صادقين في ذلك، هم الذين استغلوا قضية الدين في الحقيقة بالمعكوس هم الذين حاولوا أن يصوروا أن قضية الجنوب هي قضية دين وهي لم تكن قضية دين هي صارت في الفترة الاستعمارية كما وظلت واستمرت وتفاقمت في فترات يمكن أن تقول فيها حكومات وطنية أو حتى حكومات علمانية ولذلك هي بتصويرها للمشكل على أنها مشكلة دين حتى بعد توقيع اتفاق مشاكوس الذي قبلت به الحركة، باعتباره توصيفا لدور الدين في المجتمع وهي الآن تخرج على ذلك الاتفاق بمعنى أنها كانت مبيتة نية سيئة تجاه هذه القضية وتسعى إلى استغلالها، المشكلة في السودان لم تكن الدين لكنه قال انه شخصيا لم يغفل مطلقا عما هي حقيقة ما تستبطنه الحركة لم يغب عنه، وقال بعض الناس أحسنوا الظن ولكنني اندهشت أنهم انقلبوا على مشاكوس الآن وعلى تعريف مشاكوس والآن يدعون لقيام السودان الجديد وهو الدعوة الأطروحة التي يفترض أن يكون قد جبها اتفاق مشاكوس وهذا دليل على سوء النية لأن مشاكوس هو الذي قدم أطروحة لحل مشكلة الدين إذا افترضنا أن هذا هو المشكل الحقيقي. و عندما كنت أفاوض أننا لو أقرينا عند ذاك بالدولة العلمانية وقلنا نحن تنازلنا عن قضية الدين جملة وتفصيلا تنازلوا أنتم عن قضية تقرير المصير لما تنازلوا والآن ثبت بعد مرور ست سنوات من الاتفاقية أن الهدف الحقيقي كما أعلنه قائد الحركة الشعبية نفسه أنه انفصالي أنه يؤيد الانفصال، نحن ندعو إلى حالة سلمية في حالة الانفصال أو الوحدة ولكن لا بد دائما أن نتحسب إلى أن ذلك قد لا يحدث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.