المشاركة السودانية في مسابقات الجوائز العربية أمر مطلوب ? و قد جاءت جائزة البوكر العربية للرواية مساهمة مقدرة في إذكاء روح التنافس بين كتاب الرواية ، و التي غدت ملحمة العصر الحديث . لتضيف حيوية للساحة الثقافية العربية . و ليست الجوائز هدفاً في حد ذاتها ? و لكنها كما عبر الروائي أمير تاج السر أنها تمثل شكلاً من أشكال التقدير الذي يسعى نحوه الكتاب . و قد كان منصور الصويم مشاركاً في الدورة الماضية للبوكر .. و هذا العام جاءت رواية صائد اليرقات لأمير تاج السر ضمن قائمة الستة عشر ? و الأمل أن تدخل هذه الرواية ضمن القائمة الأخيرة التي تضم ستة من الأعمال المرشحة .. و الأمر يتطلب دائماً أن تبتعد الجوائز العربية عن تلك الأجواء المشحونة بالتوتر و التعصب ، و التي تشاهد عبر شاشات التلفزة في بعض المسابقات .. و سيادة الروح القطرية . و كنا نأمل دائماً أن تكون الثقافة هي الوسيلة المثلى لخلق روح الإتحاد و الوحدة . فقد كان الأدباء العرب على مختلف هوياتهم القطرية رموزاً للثقافة العربية . و يتجادل الناس حولهم دون ذلك الإحساس بأنهم غرباء . و قد رأينا في السودان إستقبال الجمهور لنزار قباني و محمود درويش و جمال الغيطاني كأمثلة ? و في بغداد شاهدنا إستقبال الجمهور لمحمد الفيتوري و درويش و نزار ? و إحتفاء الأدباء العرب لعبد الله الطيب و الطيب صالح .. و في القرن الماضي كان جبران و الشابي و التجاني يوسف بشير و العقاد و طه حسين ملكاً لكل العرب .. و حينما جاءت حركة شعر التفعيلة تبينا أن نازك و السياب و البياتي و محي الدين فارس و عبد الصبور و حجازي و أدونيس هم الذين ملْ السمع و البصر من المحيط إلى الخليج . نأمل حظاً أوفر لرواية صائد اليرقات و هي تخطو في ثبات نحو القمة ? و نأمل أن تحقق جائزة البوكر و جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي الأهداف المرجوة من تحريك للإبداع في كل مجالات الكتابة .. فبالثقافة وحدها ترتقي الأمم سلم الحضارة .