الأستاذة عبلة بخات مدير ادارة التدريب بالهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون سابقا ورئيس قسم التدريب بالهيئة العامة للاذاعة القومية حاليا، من الكوادر الادارية المتميزة.. ونجحت في قيادة سفينة التنمية البشرية بالاذاعة والتلفزيون والعبور بها الى بر الامان عبر تقديم الجديد المبتكر، مما اسهم في تأهيل الكوادر البشرية التي تقود دفة العمل حاليا بجهازي الاذاعة والتلفزيون، عبر تصميم الدورات التدريبية في الداخل، وتنظيم ورش العمل والحلقات التدريبة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة، او ابتعاث الكوادر خارج البلاد.. بدأت حياتها العملية الناجحة في الاذاعة السودانية التي اثبتت خلالها قدرة وتفوق المرأة السودانية في المجال الاداري من داخل استديو الموقع الكتروني للفضائية السودانية.. وكان لنا معها هذا الحوار الذى اجراه محمد بكرى الشيخ. اعداد : وليد كمال ٭ ما هو المقصود بالتنمية البشرية؟ التنمية البشرية تعني تنمية الكوادر البشرية وتأهيلها ومن ثم تدريبها، بحيث تتمكن هذه الكوادر من مواكبة التطور التقني في العمل، وذلك من خلال تزويد العاملين بالمعارف الضرورية اللازمة لفهم طبيعة وظروف العمل، وخلق المهارات والقدرات الفنية والادارية التي تحتاج اليها االمؤسسة، او تغيير سلوكيات ومفاهيم واتجاهات وجهات نظر العاملين تغييرا يؤثر بشكل ايجابي، ويؤدي الى تطوير العمل من خلال تطوير أداء العاملين. ٭ ما مدى اهتمام الادارة في الاذاعة والتلفزيون بتحقيق التنمية البشرية؟ ٭ تولي الإدارة العليا في الاذاعة والتلفزيون اهتماماً كبيراً لعمليات التدريب المستمر اداريا وفنيا.. وتتبع ادارة التدريب في المؤسستين للمدير العام، بغرض التشاور المباشر والمستمر مع الادارة العليا لتذليل العقبات التي تواجه العمل، واتخاذ القرارات والمهمة والعاجلة بما يدفع بعملية التدريب، وتخصيص ميزانية خاصة للتدريب لإدراك الادارة العليا باهمية التدريب وتجويد الاداء في العمل البرامجي والتقني والاداري. ٭ هل توجد خطط وبرامج لتحقيق التنمية البشرية في تلك المؤسسات؟ نعم توجد خطط سنوية للتدريب ترتكز على حصر الاحتياجات الفعلية التي يتم حصرها بالتنسيق مع الادارات، ومن خلال الاجتماعات المباشرة مع العاملين، وعبر تعبئة الاستمارات الخاصة بتحديد احتياجات التدريب لكل ادارة. وتجمع المقترحات وتناقش مع المدير العام لترتيب الاولويات ورصد الميزانيات الخاصة بتنفيذ برامج التدريب. كما يتم تنفيذ الخطة السنوية لبرامج التدريب الداخلي والخارجي بفتح قنوات للاتصال المباشر بمراكز وبيوتات الخبرة الوطنية الإقليمية والعالمية، بالاستفادة من المنح والدورات التدريبية وورش العمل التي تنظمها تلك المؤسسات بغرض توفير آليات مختلفة لتنفيذ الخطة السنوية للتدريب، وخلال الخمس سنوات الماضية بدأنا تنظيم سلسلة ورش عمل لإعلاء قيم الحوار المهني بين الأجيال المختلفة، وللتواصل والاستفادة من الخبرات التراكمية للأجيال السابقة، بهدف ادماج التدريب في اوساط العمل، ونشر وتعزيز ثقافة التدريب بين العاملين بما يعرف ب socialization In house training ومنذ عام 2004م اتجهت ادارة التدريب في الاذاعة والتلفزيون الى تنفيذ دورات عن طريق الخبير الزائر بالتعاون مع بيوتات الخبرة ومراكز تدريبية دولية مثل DW و وBBC «اكاديمية التدريب الالمانية» وراديو فرنسا الدولي ومؤسسة طومسون، ومعهد التطوير الاعلامي بماليزيا، ومراكز التدريب بجنوب افريقيا، ومعهد التدريب بالاذاعة والتلفزيون، ومعهد تدريب الافارقة بمصر، بجانب المركز العربي للاذاعة والتلفزيون التابع لاتحاد اذاعات الدول العربية، وذلك بتنفيذ الدورات التدريبية بالخارج او بالداخل IN COUNTRY TRAINING وفي مجال التدريب الاداري اعتمدت خطتنا على تنفيذ برامجها من خلال بيوتات ومراكز التدريب الوطنية، مركز تطوير الادارة، اكاديمية السودان للعلوم الادارية، اكاديمية السودان لعلوم الاتصال، اكاديمية الامن العليا وبعض الجامعات. وتتضمن الخطة أيضا تنظيم اختبارات لتحديد المستوى في مجال مهارات الحاسوب والانترنت واللغات الأجنبية خاصة الفرنسية والانجليزية وربطها بخطة التدربب. ٭ هل توجد قاعدة بيانات تصنف العاملين وتوضح الدورات التي نالوها وتلبي احتياجات التدريب الفعلية بالإذاعة والتلفزيون؟ نعم توجد قاعدة بيانات وسجل تدريبي للعاملين باستخدام الحاسوب في مجال تخزين المعلومات واسترجاعها وتصنيفها وتنقيحها، وبدأت الإدارة العمل بهذا النظام منذ عام 2000م، وقد أتاح هذا البرنامج امكانية انشاء سجل احصائي للعاملين، ولكن عملية دمج الهيئات وقيام الهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون ثم فصل الهيئات مرة أخرى، جعلت العمل بسير ببطء قليلا، بسبب مراجعة سجلات العاملين وفقا للمتغيرات الجديدة. ٭ ما هو تقييمك لتجربة مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني العربي في تأهيل الكوادر العربية ؟ التجربة كانت تجربة ناجحة تؤكد وعي المسؤولين عن الاعلام العربي بضرورة إنشاء مركز اقليمي لاكتساب وتبادل التجارب والخبرات، فضلا عن القيام بانشطة التدريب البرامجي والهندسي لتأهيل الكوادر في مجال لاعلام السمعي والبصري، والسودان له علاقات وطيدة ومتميزة مع المركز تقوم على اساس التعاون المشترك، وقد استفدنا من العلاقات الواسعة التي تربط المركز مع مراكز التدريب الدولية والاتحادات المهنية، واقامة علاقات ثنائية معها قدمت على ضوئها انشطة تدريبية مهمة، كذلك استفدنا من الاشتراك في دورات ودروس على نظام التدريب عن بعد v.sat. ٭ هناك اتهام للمركز بأن الدورات التي كان يقوم بتنفيذها ليست ذات جدوى ولن تضيف جديدا للكوادر العربية؟ هذا الاتهام ليس له اساس من الصحة.. والجهود التي قام بها المركز تعتبر جهودا مقدرة بالنظر لواقع واختلاف الامكانيات والتجهيزات من دول والى اخرى، كذلك الاختلاف في مستويات الكوادر البشرية. وفي ظل هذه الظروف اعتقد ان المركز يحاول أن يقدم افضل ما لديه من خبرات، مستفيدا من الخبرات المهنية بالوطن العربي والخبرات الاجنبية، من خلال علاقاته بمراكز ومنظمات واتحادات مهنية ودولية. وتحرص ادارة المركز على تجوبد الاداء بتنظيم ملتقى دوري لمناقشة قضايا التدريب الاذاعي والتلفزيوني العربي، وكان الملتقى لهذا العام تحت شعار «واقع وآفاق» الذي شارك فيه السودان بوفد رفيع المستوى برئاسة د. كمال عبيد وزير الإعلام وممثلين للادارات العليا لهيئات الاذاعة والتلفزيون وشخصي، وتم خلال الملتقى التداول حول مستقبل التدريب بالمركز على ضوء تجارب مراكز التدريب العربية والدولية، واوجه التعاون المشترك، واولويات التدريب على ضوء التطور التكنلوجي، وكان السودان قد قدم في عام 2008م دراسة حالة اجريت عليها دراسة من قبل بيت خبرة ماليزي «المعهد الآسيوي الباسفيكي لتلفزيون والاذاعة» بهدف الوصول لاستراتيجية شاملة تكون نموذجا للوطن العربي بتمويل من اتحاد اذاعات الدول العربية. ٭ ما مدي الاستفادة من الكوادر والخبرات المحلية في تأهيل الكوادر المحلية الإذاعية؟ الخبرات والكوادر المحلية السودانية تشارك في برامجنا التدريبية وورش العمل التي تنظمها الادارة بصورة دائمة، وذلك في اطار سعينا لخلق تواصل بين الاجيال السابقة والرواد، والاستفادة من خبراتهم التراكمية في مجال العمل الاذاعي لتقديم عصارة خبراتهم للاجيال الحالية في حوار مفتوح، وذلك بغرض اثراء التجربة الاذاعية والحفاظ على تقاليد العمل كما هو معمول به حاليا بالاذاعة السودانية، حيث تقوم ادارة التدريب على شرف سبعينية الاذاعة وبتوجيه من المدير العام بتنظيم ورشة تدريبية مهنية كل أربعاء من كل أسبوع، تقدم خلالها أوراق عمل من الخبراء السابقين الذين عملوا بالاذاعة في موضوع يتعلق بالعمل الاذاعي البرامجي او الاداري او الهندسي او القني. ٭ ما هو الدور المطلوب من اكاديمية السودان لعلوم الاتصال والتدريب الإعلامي في تأهيل الكوادر المحلية الاذاعية؟ نعوِّل على أكاديمية السودان لعلوم الاتصال في الاضطلاع بدور كبير في تطوير وتأهيل الكوادر الاعلامية بالداخل، خاصة انها قامت على قواعد مركز التدريب الاذاعي الذي تم تأسيسه بخبرة المانية متميزة، كما انه يمكن ان يلعب دورا مشابها للدور الذي تقوم به اكاديمية التدريب الاذاعي والتلفزيوني الالمانية في تقديم التدريب المهني المتخصص لكوادر الاذاعة والتلفزيون بالبلاد DW. ٭ كيف تقرأ اهتمام الدولة بتحقيق التنمية البشرية في ظل انشاء وزارة جديدة لها؟ اهتمام الدولة بانشاء وزارة للتنمية البشرية هو اهتمام ضروري وحتمي، باعتبار ان الانسان هو محور التنمية ويمثل اهم الموارد .. وهو استثمار كبير، ويعزز عمليات التنمية الشاملة في اتجاهها الصحيح، بالاستفادة من كل الموارد والطاقات والموارد البشرية والمادية والمالية، لأن الجهل بالشيء هو اهدار للوقت وللموارد البشرية.. ونحن في ادارات التدريب بالمؤسسات الحكومية متفائلون بقيام هذه الوزارة التي تسعى لتحديد سمات واضحة للعمل في مجال التدريب، مما يعني الاعتراف بدور التدريب بوصفه مكونا اساسيا من مكونات التنمية البشرية. ٭ ما هو المطلوب من ادارات التدريب بالإذاعة والتلفزيون لاداء مهامها على الوجه الأكمل والتخطيط للمستقبل؟ المطلوب من إدارات التدريب وضع احتياجات تدريبية فعلية مع الجهات المختصة من شأنها أن تؤدي الى ترقية العمل، وان يكون التدريب مرتبطا بحاجة العمل الفعلية بغرض التجويد، وان يكون التدريب ملزما لكل عامل بما يعينه على اداء دوره بوعي وادراك، وأن تمنح فرص التدريب المناسبة للشخص المناسب، وتوفير التمويل اللازم باعتبار أن التدريب عملية استثمار في مجال القدرات والمهارات. ٭ ما هي المعوقات التي تواجه مراكز التدريب في اداء مهمتها على الوجه الاكمل؟ نعاني في ادارة التدريب من بعض المعوقات التي تتسبب في عدم تنفيذ البرامج التدريبية، وابرزها نظرة المسؤولين للتدريب باعتباره غير ضروري ويجب أن يوضع في ذيل الاولويات، كما أن بعض العاملين يرون في التدريب الخارجي فرصة للسفر والسياحة فقط، وهناك عدم التقيد بشروط التدريب الخاصة بالدورات التدريبية، مما يؤدي الى اهدار فرص ثمينة، فضلاً عن أن فرص التدريب تذهب أحيانا للشخص غير المناسب. وأخير عقبة التمويل لهذه الدورات، مما يتسبب في عدم الاستفادة من فرص التدريب المتاحة.
