ظلت مشكلة ضيق مواعين التخزين تؤرق الدولة منذ أمد بعيد ولم تستطع التغلب عليه حتى هذه اللحظة نهائيا بينما برز القطاع الخاص كساعد أيمن للدولة لإنجاز تصميم مواعين التخزين لاسيما في مجال تخزين الغلال، فكان بالأمس افتتاح صرح جديد على ثغر السودان الباسم بورتسودان لاستقبال الوارد من القمح في إنجاز يحسب لشركة سين للغلال التي سخرت 20 مليون يورو من ميزانيتها حتى يرى مشروع صوامع سين للغلال ببورتسودان النور أمس على يد وزير المالية عوض أحمد الجاز الذي أبان أن المشروع يعد إضافة حقيقية من القطاع الخاص للاقتصاد السوداني ، ودعا لزيادة إنتاج السودان من الحبوب لاسيما القمح حتى تكون الصوامع المعدة لاستقبال الوارد منها مواعين لتصدير الحبوب وكشف عن افتتاح صومعة حبوب ربك في القريب العاجل بطاقة تخزينية 100 ألف طن وأشاد بدور القطاع الخاص وشركاء التنمية الأجانب لإسهامهم في إنجاح المشروع. فيما أوضح العضو المنتدب لشركة سين للغلال طارق سر الختم محمد عبد الله أن المشروع يأتي في إطار مساهمة الشركة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وزيادة مواعين التخزين بالبلاد لاسيما أن قياس كفاءة الموانيء حديثا هو مدى سرعتها في التفريغ وكشف عن الطاقة التخزينية 40 ألف طن بطاقة تفريغ 600 طن في الساعة وأعلن عن استكمال المرحلة الثانية من المشروع بعد عام من الآن. وقال ممثل وكلاء توزيع دقيق سين العاقب أحمد عبد الرحيم إن الوكلاء يوزعون 25 ألف جوال دقيق زنة 50 كيلو جرام يوميا و30 ألف عبوة زنة واحد كيلو جرام بينما وزعت الشركة 1750 خلاط تركي على المخابز مجانا بنظام العهدة بجانب إسهامها في دفع كثير من القضايا الاجتماعية . ويقول المحاضر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا دكتور عبد العظيم المهل إن قيام الصوامع يصب في خانة تأمين دائرة الأمن الغذائي فكلما زادت كفاءة وسعة مواعين التخزين زادت درجة الأمان واضاف أن السودان في السابق تعرض لعدد من المجاعات في فترات مختلفة ومازال يعاني من الفجوات الغذائية واضاف أن الصوامع تؤمن غذاء البشر لفترات طويلة وزاد إننا للأسف لم نستفد من تبرعات المنظمات العالمية عقب مجاعة 1985 للسودان بصوامع صغيرة متحركة فتم تغيير وجهتها إلى غير أهدافها. باستخدامها أكشاكاً لبسط الأمن الشامل (الكبسولات) وزاد المهل أنه لايوجد الآن في العالم دولة تستخدم الصوامع تعاني من فجوات غذائية وبفضلها يمكن للدول أن تتحمل الفجوات الغذائية لمدة 2-3 سنوات وربما أكثر دون إنتاج أو استيراد. وقال إن الصوامع التي تم افتتاحها أمس تستخدم للأمن الغذائي الخاص بالواردات ومعروف ان القمح والغذاء يستخدم كسلاح ضد الدول المعارضة للمعسكر الغربي وقد تم توجيهه في وجه الدول العربية مما قاد لتركيعها وإجبارها على اتباع سياسات موالية للغرب لذك يرى المهل أن الصوامع بنيات تحتية مهمة جدا ليس فقط للأمن الغذائي بل لتسهيل انسياب القمح إلى الداخل. وأشاد بدور القطاع الخاص في لعب دور إنشاء الصوامع بامتياز في وقت عجزت فيه الحكومة عن تأمين بعض السلع للقصور في مواعين التخزين وضرب مثلا بالسكر والأسمنت واضاف أن البعض يستغرب من بناء الصوامع ببورتسودان باعتبار بناء الاستراتيجية في إنشائها على الاستيراد غير أنها تفيد في حالتي الاستيراد والتصدير لأنها تسهل انسياب السلعة إلى داخل وخارج البلاد بانتظام بالإضافة للآثار الإيجابية لها في المساهمة في استقرار الأسعار وحركة السوق وعدم خضوعه للتقلبات العالمية والداخلية بجانب الاستفادة من الاتفاقات مع الجهات الموردة وبالتالي انتظام انسيابها وعدم ظهور أزمات أو شح فيها. وختم حديثه بأن النهضة الزراعية رغم مار صد لها من ميزانية خمسة مليارر دولار غير أنها لم تستطع رفد الخزينة العامة من الصادرات الزراعية بأكثر من 600 مليون دولار ودعا إلى النهوض بالقطاع الزراعي ومنتجاته حتى تكون الصوامع ماعونا لاستقبال الصادر من منتجاته . ومن جانبها أشادت الدكتورة نجاة يحى المحاضر بجامعة شرق النيل بإنشاء صوامع سين للغلال ببورتسودان ووصفتها بأنها خطوة جادة نحو بناء مواعين للمخزون الاستراتيجي بالبلاد لاسيما أن منظة الأغذية العالمية (الفاو) ابانت ضعف المخزون الاستراتيجي بالبلاد مقرونا باعتراف وشكوى كثير من الولايات بالفجوات الغذائية التي تعانيها لذا تعتبر الخطوة استراتيجية نحو الأمن الغذائي صاحب القدح المعلى في استراتيجات الدول سياسيا واقتصاديا ،ودعت إلى الاهتمام بالإنتاج المحلي والارتقاء به لأن اي خلل في الأمن الغذائي يقود لاختلال في الميزان التجاري يصعب التغلب عليه إلا في ظل نهضة زراعية شاملة تنهض بالإنتاج أفقيا ورأسيا .