عن طريق الإيميل «الصحافة» تحاور أسرة وإدارة «مزيكا سودانية»، اول اذاعة سودانية متخصصة على الانترنت، وهى تجربة اذاعية متفردة تعمل على التوثيق والتعريف بالثقافة والفنون السودانية، ويقوم على ادارتها مشرفون ومعدون ومذيعون متطوعون مكاتبهم ومقرهم فقط على الشبكة العنكبوتية، من خلال برامج تفاعلية على صفحة الإذاعة فى الفيس بوك، ويتوزعون فى بلدان المهجر الدانية والقصية، ومن داخل البلاد، وطلبوا منا ان يكون الحوار باسم أسرة الإذاعة فى إشارة للترابط والتواصل. ٭ تعريف عن الإذاعة؟ مزيكا سودانية إذاعة متخصصة فى كل مجالات الثقافة والفنون المختلفة من خلال الموقع www.sudanese.net وانطلق بثها فى صيف عام 2009م، وتقدم خدمتها على الانترنت، بث مباشر وتفاعلى على مدار ساعات اليوم، من برامج وسهرات توثقية وأمسيات وفاء وسهرات وبرامج مباشرة بطول «6» ساعات فى اليوم. ٭ كيف كانت البداية؟ البداية كانت توثيقية وارشيفية لموقع بسيط للاغاني السودانية في عام 2005م، ومن ثم اكتمل وتوسع، وكان وقتها فكرة فريدة في نوعها، ولم توجد آنذاك هذه الكمية الهائلة من المواقع الآن، اما الإذاعة فقد أتت من فكرة تكميلية بعد تطور الموقع فى عام 2009م، حيث لمسنا حاجتنا الى الانتقال لمرحلة خدمية اجتماعية ثقافية أخرى، فكانت اذاعة مزيكا سودانية من خلال طارق هاشم مدير الموقع ورحاب سمندل، والمذيعين سهى حسن والوليد وحنان ووداعة عوض، فقامت هذه المجموعة بوضع اللمسات الاولى للإذاعة، وتمت على يدهم الانطلاقة الاولى. ٭ الجهود التى سبقت الانطلاقة؟ قبل الانطلاقة حرصنا على التخطيط الجيد وقراءة الواقع وصياغة اهداف ورسالة الاذاعة، بجانب اختيار فريق اعداد مونتاج وتقديم، ومن ثم تسخير البرامج المختصة بالبث والمتوافقة مع كل امكانيات المستمعين بمختلف المنافذ، وتوفير مذيعين أكفاء نعتمد عليهم فى توصيل الرسالة الاعلامية بصورة جيدة، وايضاً الاعداد التام والتوثيقى لمواد الاذاعة، وقراءه الاحداث، وتوزيع البرامج كل بزمن مشاهديه ومتابعيه، حتى نضمن الاستماع الجيد للفقرة او البرنامج. ٭ الصعوبات التى تعترض طريقكم؟ من اكبر الصعوبات التى تواجهنا التماشى مع رغبة المستمعين، وذلك نتيجة للتوسع الكبير فى عدد المستمعين والمتابعين، مع العلم بأن كل فريق الاذاعة يعمل بشكل تطوعى، ونلاحظ بوضوح تام رغبة المستمعين فى زيادة عدد ساعات البث المباشر التواصلى، والتوسع فى تقديم برامج وسهرات تحمل مضامين أخرى، وكما تعلمون فإن عملية التوثيق والارشفة تحتاج الى جهد مضنٍ ولا تحتمل الخطأ، فهي أحداث زمنية يجب الإشارة اليها تحديدا بفترة معينة حتى نلتزم بالأمانة. ٭ إذاعة على الانترنت التجربة والدوافع؟ لا يخفى على الجميع أن الانترنت اصبح الآن احدى الوسائل المهمة جدا في العمل الاعلامي، واصبح يشكل قاعدة عريضة، ويستحوذ على اهتمام الكثيرين والاغلبية المثقفة من شرائح المجتمع، لذلك كثرت المواقع والجماعات المهتمة بالفن عبره، لذلك حرصنا على ان يكون موقع «مزيكا سودانية» إحدى التجارب المساعدة على التوثيق وانتشاره، من خلال هذه المكانة من «الاسفير»، فالنت دوره ريادى وأصبح الوسيلة الاولى فى البحث عن مختلف القضايا ومعايشتها ومتابعتها، فكانت الدوافع أن تكون الإذاعة على النت لضمان أكبرعدد ممكن من المتابعين والمهتمين والباحثين وأيضا النُقاد. ٭ حدثونا عن الإعداد والخارطة البرامجية؟ إعداد البرامج تقف خلفه أيادٍ متخصصة ومحترفة فى هذا العمل، يجمعهم حبهم للعمل الإذاعى، وهم أعضاء من داخل منتديات «مزيكا سودانية»، حيث يقومون بجمع المواد وتسليمها لادارة الاذاعة، وغالباً ما تكون جاهزة للبث، وبعضها يحتاج لاعادة صياغة اذا دعا الأمر، بجانب الاعداد من المذيعين انفسهم لتغطي الخارطة البرامجية مثل البرامج التواصلية، ليالي الوفاء، تكريم مبدعي بلادي في مختلف الانشطة الفنية، السهرات التوثيقية الشاملة، اللقاءات الفنية والثقافية مع رموز الفن السوداني، وغيرها من البرامج لا يسعنا المجال لذكرها، أما الخارطة البرامجية فتتم وفقاً لاستراتيجية وجهد كبير، مع قراءة متأنية للساحة الفنية ومعايشتها بشكل يتناغم مع رسالة وأهداف اذاعة مزيكا سودانية. ٭ الاهداف التى ترنو الاذاعة لتحقيقها؟ هدفنا الاول التوثيق للفنون والثقافة السودانية عن طريق الارشفة والمحافظة على الاصيل والنادر بتقديمه على فترات بث ثابتة، بجانب الجرعات التثقيفية التوثيقية المرتبطة بكل الاعمال الفنية والثقافية، مثال لذلك السهرات التوثيقية وامسيات الوفاء واللقاءات الحصرية، وعلى هذاالنحو تمثل اذاعة مزيكا سودانية امتدادا طبيعياً لرسالة منتديات مزيكا وخطها الواضح، ودورها الرائد فى مجال التوثيق والارشفة للفنون والثقافة السودانية. ومن أهدافنا الرئيسية الاهتمام بالشباب ورعاية التجارب الجادة، وتخصيص المساحات لها من خلال السهرات والبرامج على امتداد ساعات البث، بالإضافة الى خلق شبكة تواصل اجتماعية ونقطة تلاقٍ لكل المهتمين والمحبين للفن السودانى الاصيل بكل انواعه حول العالم، ومتابعة اخبار الجاليات السودانية فى الخارج، ونقل نبض الحراك الثقافى والاجتماعى فى دول المهجر بتخصيص نافذه ترفيهية تفاعلية مفتوحة يتم عبرها التواصل مع كل السودانين حول العالم، التى من شأنها ان تكون مساحة يتم الوقوف فيها للاستجمام وتخفيف آلام الغربة والبعد عن الوطن، اضافة الى المساحة العريضة لنقل هموم وتحديات الثقافة والفن فى السودان. ٭ هل الإذاعة قاصرة على المغتربين تحديداً؟ إذاعة مزيكا سودانية ملك مشاع للجميع وبالجميع، ولا تقتصر رسالتها على شريحة مجتمعية معينة، ولا ينحصر بثها في إطار زماني أو مكاني معين وهذا ما يميزها، فهي متوفرة لكل الناس ومنتشرة بكل مكان عبر الفضاء «الاسفيري»، لذلك تكبر مهمتنا التوثيقية ويعظم دورنا الريادي لنشر الفن السوداني وعكس نشاطاتنا الثقافية لكل العالم، وحتى نجعل من الفن السودانى رقما لا يمكن تجاوزه بين الدول وكل المحافل المختصة بذلك، ومستمعونا من داخل السودان يشكلون 55% من جملة مستمعينا ببقية دول العالم.