ما أن تعطي عينة العصا الهبوبية قفاها للناس مؤذنة بدخول العصا الرويانة الا وينشط المزراعون لرفع تروس حواشاتهم وتعديل ورسم التقانت استعدادا لاستقبال أول عين الخريف المعروفة بالضراع في السابع من يوليو والذي تعقبه النترة حيث تخرج من باطن الأرض كل صنوف الحشرات لتأتي زخات عينة الطرفة لتطفيء نيران النترة فتواصل أمطارها النزول دون كلل او ملل حتى اشتهرت بالطرفة البكاية وريها للأرض حتى زاع بين الناس على لسانها مفتخرة «أنا الطرفة أم دموع البختاني يشيل تيرابو ويزوع» لتسلم الراية الى الجبهة والتي من خصالها أنها ان هطل فيها المطر عملت على اغراق الزروع وان صبنت أي كفت عن النزول حرق الزرع جراء حرارة الجو فيها ولعل أكثر ما يميزها ارتفاع حصتها من الأيام الى أربعة يوم دون سائر عين الخريف التي تكتفي بثلاثة عشر يوما ولا أدري ما الذي دعاني للربط بين خصالها وصفاتها وما تحمله الجبهة فكلاهما محل صب اغرق وما جافى أحرق وقصة استئثار كل منها بنصيب الأسد من الكعكة لا تخفى على ذي بال وتأتي من بعد الجبهة عينة الخرصان حيث تكثر الرعود وتتبادل البروق ومن ثم يختم الخريف عينه بالعوا والسماك التي تقول للسماء كفاك ويا بحر بقافاك والبعض يختمه بعريج التي تأتي خلف المراح . طفرت الى ذهني هذه التقسيمات الشعبية وهيئة الارصاد الجوي تقدم توقعاتها الموسمية للأمطار في الفترة من يونيو الى سبتمبر من العام الحالي علها تسهم في اعطاء مؤشرات يستبين على هداها الزراع والرعاة الطريق لتحديد مواقيت زراعاتهم وأوقات جولاتهم الحيوانية ، فتساءلت في نفسي الى أي مدى كم هي مؤهلة هيئة الارصاد للعب مثل هكذا دور مهم وقائد ؟ وهل تجد الدعم والسند الحكومي اللازم ؟ وهل الزراع والرعاة يقتدون بهداها ؟ أم أنهم يغردون خارج سرب معلوماتها ؟ مطر الرشاش الرشة في دار كردفان الهشة انا عقلي سافر وطشة وراء المراح النشة.