لا زالت الصراعات الجهوية والسياسية والقبلية تسيطر علي دفة الحكم والسلطة والسباسة بولاية كسلا بالرغم من اجتهادات المركز لاقتلاع جذورها بعد أن دفع بالوالي الحالي محمد يوسف ادم خلال الانتخابات الماضية ،ويؤكد عدد من قيادات القوى السياسية استمرار ذات النهج في دفة الحكم الحالية ويشيرون الي ان الوالي الحالي يمضي في ذات اتجاه سابقيه من الولاة . و يري المحامي أحمد أونور القيادي البارز بمؤتمر البجا بأن مشكلة الولاية ظلت قائمة بعد أن سعي الولاة السابقون و الوالي الحالي لتنفيذ أجندة المركز ذات المصالح الذاتية والحزبية وذلك للحد من ثورة البجا وانحسار صوتهم حتي لا يكونوا قوة. وأبان أونور بان الطابع القبلي والجهوي ظل مسيطرا علي حكومة الوالي الحالي لتكرر ذات الأوجه والسيناريوهات في ظل تركيز الوالي علي أبناء قبيلته والمقربين اليه بعد ان دفع كل من أحمد عدلان وأحمد عجيل ومعتمد القربة يحيى في محاولة لتمكين تلك المحليات وايجاد أرضية سياسية لمصارعة قبائل البجا والحد من تغولها وسيطرتها علي ذمام الأمر بكسلا . وأبان أونور بأن سيطرة المركز علي ذمام الأمر والقرارات السياسية والتنفيذية بالولاية هي سمة أساسية من تقليل وجود القوى السياسية. وحمل اونور الحزب الحاكم قضية المسكيت التي كشفت تورط متنفذين، جعلت أجهزة الحزب الحاكم السياسية والتنفيذية تطوي الملف في صمت بعد أن أطلق سراح اخر متهم في الأيام الفائتة دون كفالة مالية، وأشار الي أن تورط قيادات سياسية كبيرة في المركز والولاية بعد أن أشارت الي تصرف بعض القيادات في مبلغ «25» مليارا استخدمت في مشاريع تنموية اخري، وقال بأنهم كقوى سياسية أجمعوا علي تحريك ملف المسكيت وتصعيد القضية حتي المحكمة الدستورية. وأبان بان القوى السياسية تطالب بقيادات سياسية قوية تعمل لخدمتها . وكشف أونور القيادي البارز بمؤتمر البجا بأنهم يخططون لبناء قاعدي قوي داخل الحزب ووضع خطة طموحة تقدم للحكومة والمشاركة في الولايات الثلاث . وانتقد تجاوز الدولة للولايات الثلاث للحزب في مشاريع اعمار الشرق وبعدهم عن موقع القرار، مشيراً الي أن مشاريع اعمار الشرق لم تؤد غرضها بعد أن أصبح الحزب الحاكم يتاجر بها سياسياً لتأكيد نجاح الاتفاقية. وطالب أونور بمراجعة مشاريع الصندوق عبر المانحين ومؤتمر البجا ومراجع قانوني علي أن تسلم المشاريع في الاشراف عليها من قبل أجهزة حزبه. ابراهيم حمدنا الله نائب الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبي بالولاية انتقد أداء حكومة الولاية الذي ظل يسير بالرأي الفردي للوالي بعد أن تمت ازالة مباني كسلا رغم اعتراضات القوى السياسية وناظر الحلنقة داخل البرلمان. وقال حمدنا الله بان الوالي رفض مقابلة القوى السياسية والعدول عن القرار رغم أنه جاء دون مخطط ودراسة ، وأبان أن شراء أسطول من العربات الحكومية بقرار من الوالي والوزير دون اتباع الاجراءات القانونية الصحيحة تأكيد علي أن الوالي يعمل بمعزل عن غيره ويسير علي نهج الولاة السابقين بعد أن تجاوزوا القوى السياسية واشراكها. وأكد بأن الوالي جاء عبر تجربة الانتخابات التي لا تعتبر تأكيدا علي وجوده وقوة أدائه التنفيذي والسياسي ، وشدد علي ضرورة وحدة القوى السياسية لوحدة الوطن . وانتقد حمدنا الله اتفاقية سلام الشرق وقال بانها لم تحقق أي نتائج للولايات الشرقية سوي ايقاف نزيف الحرب بعد أن منح المؤتمر الوطني الوظائف السياسية والتنفيذية للمؤثرين في الاتفاقية وأطلق عنان الباقي،ن وقال ان أهم قضيتين في الاتفاقية حلايب والفشقة لم تناقشا وقد تفضيا الي صراعات وخلافات وتوتر اخر. سيف ادم هرون مدير مكتب الجزيرة للخدمات الاعلامية بكسلا قال ان حكومة الولاية المنتخبة لم تفلح في تحقيق رغبة مواطن الولاية بعد أن تفاءل بقدوم حكومة منتخبة تمثل تطلعات وآمال الشعب المنهك والمهمش الذي حمل السلاح وقاتل من أجل استرداد حقوقه بجانب التنظيمات السياسية التي حملت السلاح في وجه الحكومة الا ان تحققت اتفاقية كان يتطلع ان تكون طوق النجاة. وأشار هرون الي ان أصحاب السلطة لم يلبوا طموحات المواطن ليظل الفقر والجوع والمرض عنوانا بارزا بالولاية، وقال ان فرض المركز الوالي الحالي في الحملة الانتخابية رغم ترتيبه الثالث بجانب ضعف ادائه السياسي والتنفيذي بعد ان أصبح متجولاً في دول الخليج بغرض الاستثمار تأكيد علي نظرة المركز الخاطئة للولاية ، وقال ان مواطن كسلا كان ينتظر ان يتم تشكيل حكومة عريضة حسب وعد الرئيس لانتشال كسلا من الفشل والاخفاق السياسي. وطالب هرون المركز والقوى السياسية بالولاية بأن تدفع بقيادات حقيقية تتلمس قضايا المواطن وتحقق متطلباته لتعود كسلا لسيرتها الأولي بعد أن تأخرت كثيراً في ظل قطوعات المياه والطرق المتردية التي تربط الولاية بمناطق الانتاج والمحليات. وقال هرون بأن ولاية كسلا قد فقدت هويتها بسبب الزيادة السكانية واللجوء الكثير في ظل غياب أجهزة الولاية التشريعية والتنفيذية، مشيراً الي أن أكثر من 40 ألف مزارع مهددون بعد أن ذهبت وعود الحملة الانتخابية أدراج الرياح . وطالب هرون بضرورة تحقيق رؤية أهل الشرق والقوى السياسية باختيار نائب لرئيس الجمهورية من شرق السودان . القيادي البارز بالحزب الحاكم ونائب رئيس المجلس التشريعي بالولاية محمد وقيع الله أكد بان كل الخطوات التي يتخذها الوالي وحكومته عرضت علي المجلس التشريعي وأجهزة الحزب بعد أن ظل يطرح كل سياساته وخططه وبرامجه ، وقال ان كل المشاريع التنموية التي نفذت والبرامج السياسية هي موجهات الحزب والوالي في الحملة الانتخابية . وأبان وقيع الله بان الحزب قد تجاوز الجهوية والقبلية بعد أن ظل يعمل وفق البرامج الهادفة لتطوير الولاية، وقال ان الوضع الماثل لمحليات الولاية قابل للتعديل في ظل طبيعة الولاية الحدودية وتداخل القبائل، واعتبرها ظاهرة غير مضرة، وأشار الي أن قضية المسكيت تمضي وفق الرؤية القانونية والأجهزة العدلية، مجدداً حرص الحزب وأجهزة الولاية علي محاربة الفساد وحماية المال العام ومكتسبات الولاية . المحلل السياسي عبد القادر ابراهيم علي أشار الي أن أزمة كسلا تنحصر في عدة محاور، في الاقتصاد تعاني من تدني مستوي المعيشة والفقر والبطالة وتفشي الأمراض رغم اجتهادات الحكومة واضافات صندوق اعمار الشرق ودخول الجبهة والتفاتها للاقليم ، وقال ان النزاعات القبلية والجهوية بلغت مراحل ومؤشرات خطيرة تفضي بنتائج كارثية ينبغي ان يتم عقد لقاء جامع أو مؤتمر يناقش النزاعات القبلية والجهوية بعد أن ظلت القيادات السياسية والولاة الذين تعاقبوا علي الولاية تتصدر أجندتها ،وأصبحت أنموذجاً مما أدى الي انحسار معدلات النمو. وأبان المحلل السياسي بان أداء الحكومة الحالية يشوبه نوع من التخبط بعد أن غيبت القوى السياسية وفشلت في وضع خارطة طريق لاصلاح حال الولاية، وقال بأن عملية استقطاب المال الأجنبي من خلال جولات الوالي في الدول العربية باءت بالفشل في كثير من المشاريع، مشيراً الي أن البنيات التحتية لمشروع الأبراج ينذر بالفشل لعدم وجود دراسات اقتصادية ذات جدوى استثمارية ، مشيراً الي ان الفقر المدقع بالولاية مؤشر لعدم استمرار هذه المشاريع ...