قللت القوى السياسية بولايات الشرق من حجم الشراكات السياسية والتفاهمات مع الحزب الحاكم التى تمت في الفترة الماضية في غياب الشفافية وانفراج الحريات وانعدام الديمقراطية وتفشي الفساد والفقر والجهل والمرض في ولايات الشرق الثلاث، وقال القيادى بالاتحادي الديمقراطي المحامى رمزي يحى ل «الصحافة» ان المشاركة الماضية للقوى السياسية للحزب الحاكم عقب اتفاقيتي القاهرة ونيفاشا لم تنجح في تحقيق التحول الديمقراطي والتنمية ولم تُحدث أي انفراج في الحريات بعد أن تأكد أن معظم الاحزاب التي شاركت مجرد واجهات ديكورية لأجندة الحز? الحاكم و عجزت عن القضاء على ظاهرة الفساد والقبلية والجهوية التي كرس لها المؤتمر الوطني بولايات الشرق. وقال إن ارتفاع معدلات الفقر والمرض والجهل في الشرق لم تحرك صمت الخرطوم بعد أن تشبث عدد من قيادات الأحزاب بكراسي السلطة الولائية والاتحادية من اجل تحقيق المصالح الذاتية. واوضح رمزي ان غياب الحراك السياسي وعدم تبني القوى السياسية لقضايا الشرق والضغط على المؤتمر الوطني مكن الحزب الحاكم من إنفاذ أجندته والتقليل من وجود القوى السياسية بالشرق، وقطع بعدم حدوث أي تحول حقيقي في الخارطة السياسية وارجع ذلك الى فشل ا?قيادات السياسية بسبب مشاركتها من أجل الكراسي والسلطة وهو ما افسح المجال للمؤتمر الوطني بإنفاذ برامجه وفق ما هو مخطط وتجميل وجهه من أجل المشاركة الديكورية لبعض الأحزاب العريقة، ولعل العناوين أثبتت ان البرنامج نفسه هو برنامج الحزب الحاكم في ذات الثوابت الماضية دون أي تغيير . وقال حمدنا الله إبراهيم نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي بكسلا فى حديثه ل «الصحافة» إن مشاركة بعض الأحزاب فيما يسمى بالحكومة العريضة التي لم تلبِ رؤية القوى السياسية التي تسعى للإصلاح في الشرق وتغيير الحال وقد اختصر وجود القوى السياسية للمخصصات الدستورية بعد أن وضع الحزب الحاكم السياسات التي يهدف لها ومارس الضغط على القوى السياسية المشاركة ما افقد المواطن حرياته المتاحة واشواقه لحسم التدني المريع في حال إنسان الشرق. وقال حمدنا الله إن المؤتمر الوطني رغم مشاركة عدد من الأحزاب كرس لأغلبية ميكانيكية عبر مستو?ات الحكم المختلفة للانفراد بالقرار والسلطة وهو ديدن الأحزاب الشمولية وانتقد حمدنا الله المشاريع التنموية في ولايات الشرق وقال انها أتت دون رؤية فنية وتم تشييد المدارس وتوفيرالكتاب المدرسي والأثاثات دون تلاميذ فى إشارة الى برنامج «التعليم مقابل الغذاء» وقال حمدنا الله ان حكام الإقليم الشرقي لم يراعوا الفقر المدقع وطبيعة إنسان الشرق وانفقوا الميزانية فى أشياء انصرافية وإنفاق عالي للمخصصات الدستورية والولاية تعاني فى شتى المجلات الصحة والتعليم والبيئة. واوضح أمين التنظيم بمؤتمر البجا محمد المعتصم احمد موسى ان التأني في إنفاذ اتفاقية الشرق لبعض الملفات ادى الى تعقيد الأوضاع فى الاقليم بجانب عدم قدرة الحكومة للوفاء بالتزامها و فشل جبهة الشرق كتنظيم لتحقيق التجانس وقال المعتصم ل «الصحافة» إنهم في مؤتمر البجا أدركوا المعوقات السياسية في الشرق مبكراً وتنبهوا للمشاكل المتعددة التي تواجهها الحكومة وعدم التزام الجهات الخارجية بإلتزاماتها المالية فى الوقت المحدد بيد انه أشار إلى أن اتفاقية الشرق رغم بطء إنفاذ بنودها إلا انها تسير إلى الأمام بعد التحولات التى ?دثت بعد مؤتمر المانحين بالكويت وتعويض النقص بتوفير خمسة أضعاف ما نفذ من إعمار الشرق في ظل تنصل الحكومة ودعهما لصندوق الإعمار وفق البنود التي تم الإتفاق عليها، واكد المعتصم ان مؤتمر البجا كتنظيم سياسي بولايات الشرق يمتلك القدرة على اتخاذ القرار لتوحيد أهل الشرق والعمل على تعزيز السلام والوحدة والتنمية .وقال إن حزبه أفلح خلال مشاركته في السلطة من تحقيق الحد الأدنى والمطلوب فى العمل والاستمرار لرسم خارطة طريق اتفاق الشرق بعد التفاهمات السياسية مع الحزب الحاكم، واضاف تمكنا من السير إلى الأمام وتحسين شروط الحيا? في شرق السودان. وفي ذات السياق مضى الأمين العام لحزب الأمة الفيدرالي الموحد بشرى محمد توم، وقال ان احزاب الشرق السياسية المشاركة في السلطة حققت الكثير من المكاسب بعد أن ظلت في موقع اتخاذ القرار على المستويين التشريعي والتنفيذي مما مكن من اتاحة قدر من الحريات والديمقراطية فى الإقليم، الا انه قال إن ضعف القيادات السياسية بولايتي كسلا والقضارف وعدم قدرتها بالدفع لقياداتها للمركز أضعف الشرق وحرمه من العديد من المزايا وأشار إلى أن بعض قيادات الشرق الموجودة في المركز اتت دون معايير لافتقارها القدرة السياسية والحنكة الإدارية،? ودعا محمد توم الى ضرورة تجاوز الاخفاقات الماضية وقبول الرأي الآخر و الحفاظ على علاقات الجوار مع إثيوبيا وارتريا، ورهن الأمين العام لحزب الأمة بالشرق نجاح المشاركة السياسية بتفهم الاحزاب للقضايا الوطنية وإتاحة الحريات للأحزاب المعارضة. فيما جدد القيادي البارز بالمؤتمر الوطني ونائب رئيس الحزب بالقضارف علي أحمداي الطاهر تمسك حزبه بمشاركة القوي السياسية تماشياً مع برامج الحزب الذي طرحه علي مستوي اتفاقيات الشرق والسلام الشامل،وقال ان حزبه يؤمن بالتنوع السياسي وإشراك الآخرين عبر الحوار الجاد حسب رؤية المركز والولايات مع كافة التنظيمات المؤيدة والمعارضة وفق مقدار الاتفاق الذي تم مع كل التنظيمات، واكد أن المؤتمر الوطنى فى ولايات الشرق يلتزم بإنفاذ البرنامج في التشكيل القادم لافتاً الى الحزب أن بدأ في إخلاء المواقع الدستورية للقادمين من المواقع?الأخرى..