تراعي المؤسسات الدولية والإقليمية معايير للتوظيف لدى اختيارها لمن يلتحقون بها مثل الكفاءة والخبرة والمؤهل المناسب والاستعداد الفطري للعمل، وقياسات الأخلاق المهنية وغيرها، لا يمنعها من قبول المتقدم للوظيفة إذا استوفى هذه الشروط وتحققت لديه هذه المعايير دين أو عرق أو لون أو ثقافة. السودانيون كانوا يشغلون مواقع متميزة ليس في دول الاغتراب فحسب بل في المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية ،وظلوا في الريادة بكفاءتهم ومؤهلاتهم وصفاتهم التي تصبغ كل سوداني مما جعلهم موضع فخر لوطنهم،وذلك من ستينيات القرن الماضي،بل كان بعضهم من المؤسسين لتلك المنظمات مثل الراحل مأمون بحيري في البنك الإفريقي الذي عمل فيه أيضا محمد الخير عبد القادر ود.بدور أبو عفان،وعمر عديل مساعد الأمين للأمم المتحدة الأسبق،والدكتور طه بعشر «منظمة الصحة العالمية»،ويحيى عبد المجيد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون البيئة والمياه الأسبق،وأحمد سيد حمد مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق،ثم محمد داؤود الخليفة ود.جعفر كرار ود.أمير عبد الله خليل ومحمد عبد الله نور «الفاو»،ود.التجاني الطيب «صندوق النقد الدولي، ود.كامل إدريس» وايبو» ،وغيرهم.،لكن انتشار السودانيين في تلك المؤسسات تراجع في العقود الأخيرة. وأخيرا شغر منصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 دولة،ولم يتأخر السودان فتبنى ترشيح البروفيسور محمد أحمد علي الشيخ للمنصب وأقر مجلس الوزراء توصية وزارة الصحة التي لم تقف عند الترشيح،بل شكلت لجنة قومية لمساندته برئاسة وزير الخارجية الأسبق البروفيسور حسين سليمان أبوصالح، وأعلنت وزارة الخارجية عن تشكيل لجنة برئاسة السفير أنس الطيب الجيلاني مدير إدارة المنظمات بوزارة الخارجية لإدارة الحملة الانتخابية بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية ورئاسة الجمهورية ووزارة مجلس الوزراء، مما يعني أن الدولة تقف خلف ود الشيخ بكل أجهزتها ومؤسساتها السياسية والدبلوماسية والشعبية. والبروفيسورود الشيخ - الذي ينافس خمسة مرشحين من العراق وسوريا واليمن ومصر وباكستان- استشاري في أمراض النساء والتوليد، وصار مديرا لجامعة جوبا ثم جامعة الخرطوم،وتنقل مديرا لعدد من المستشفيات، كما عمل في خارج السودان ، وظل ممارسا محبا لمهنته الإنسانية وقد كان أول الشهادة السودانية 1964 وظل متفوقا ،متواضعا تواضع العلماء،وترشيحه للمنصب اختيار صادف أهله وسيكون خير سفير لبلده. ويرى البروفيسور محمد أحمد الشيخ أن التحدي الصحي الذي يواجه الإقليم يتمثل في خفض نسبة الوفيات وسط الأمهات والأطفال وخلق التوازن بين الدول الغنية والفقيرة بالإقليم، وأشار إلى أنه يسعى عبر برنامجه أيضاً إلى خفض نسبة المخاطر الناجمة عن الأمراض غير السارية كالسكري والضغط في الدول الغنية بالإقليم، ومكافحة الأوبئة ومحاربة الملاريا ومعالجة نقص التغذية وتقوية نظم الرعاية الصحية الأولية، ومحاربة الفقر وسط الدول الفقيرة، كما تواجهه الفوارق في الخدمات الطبية بين دول المنطقة من الصومال إلى السعودية اللتين عمل فيهما في فترات سابقة. نتمنى أن يفوز البرفيسور ود الشيخ بالمنصب الإقليمي المرموق بعد أن بات المرشح القومي لوطنه،ونأمل أن تعمل الجهات المعنية بالملف بجد ودأب حتى ينال السودان مقصده.