أسمح لي أن أشيد بالادوار المقدرة التي ظلت تلعبها صحيفتكم العملاقة في ملف الشرق عامة وولاية البحر الاحمر خاصة، وهذه الأدوار نعتبرها وطنية ومهنية بعيدة عن الغرض، وهو أمر ليس بالغريب على اعرق الصحف السودانية، ولعل ما دفعني للاطلالة عبر صحيفتكم العامرة، هو المكانة المقدرة التي تحظى بها في قلوب مواطني البحر الاحمر حاكمين ومحكومين، وذلك لاتباعها المهنية والصدق واحترامها للقارئ، والموضوع الذي اريد الاشارة اليه هو ان الولاية حتى وإن اختلف البعض حول سياسة واليها محمد طاهر ايلا، الا أنها تظل احدى الولايات التي تشهد تطوراً جيداً على الاصعدة كافة، ونتمنى ان تمتد لتشمل كافة انحاء الولاية مثل جنوبطوكر وغيرها من المناطق التي تحتاج لجهد مكثف من حكومة إيلا، واعتقد مثل غيري ان الاستقرار الذي تنعم به الولاية هو أكثر ما يميزها، ونريد بصفتنا مواطنين الحفاظ عليه، وذلك لأنه ليس من المصلحة في شيء أن نعود لمربع الحرب مجددا، وهو ما اشار اليه تلميحا احد المعروفين باثارة الفتنة عبر قلمه بصحيفة تتبنى خطاً انفصالياً واضاعت علينا جزءاً عزيزاً من الوطن، ويريد ان يكرر ذات الفعلة المشينة بشرقنا الحبيب الذي ينعم بسلام لم يعكر صفوه سوي ما خطه يراع ذلك الانفصالي الذي احترنا في امره، هل يريد من وراء ذلك خدمة السودان ام الحاق الشرق بالجنوب، فقد اشار الي ان هناك حشوداً عسكرية تخضع لتدريب من ابناء الشرق بدولة اريتريا، وهذا الحديث نعتبره غاية في الخطورة، وذلك لأنه يسهم في اثارة الفتن ويعيد الشرق والولاية الى مربع نرفض ان نعود اليه القهقري، والاتهامات والشائعات التي روج لها من شأنها احداث شرخ كبير في جسد الشرق الذي يعرف اهله جيدا كيف يحققون اهدافهم ومطالبهم، فهم رفعوا السلاح من قبل ووقعوا اتفاقية مع الحكومة، وليس هناك ما يدعوهم مجددا لحمل السلاح الذي لا يحل قضية بل يأتي بالدمار والخراب. ومن يروج لمثل هذه الشائعات المغرضة يبدو انه يحتاج لدرس في الوطنية، وذلك لأن البلاد تمر بمنعطف خطير يتطلب توحد الجهود من اجل الحفاظ على وحدة البلاد وايقاف الحرب بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان، وليس العمل على بث سموم العنصرية التي اضرت كثيرا بالجسد السوداني، ولا نعرف الى متى يظل اصحابها ينفثونها، ولمصلحة من يريديون زرع الفتن؟ ونؤكد أن هناك قضايا حقيقية لاهل الشرق عامة والبحر الاحمر خاصة، ولكن لن يحملوا السلاح لحلها، فهم جربوه ولن يعودوا اليه حتى وان اراد انفصالي جرهم الي هذا الامر، وذلك لأنهم مشبعون بحب هذا الوطن، ولايزال انفصال الجنوب غصة في حلوقهم، ولن يحملوا معاول الهدم لتخريب وطنهم، لذلك نطالب من يروج شائعات عن وجود قوات تتدرب باريتريا ان يترك الشرق في حاله، وان يعلم ان علاقة السودان مع الجارة اريتريا في افضل حالاتها، ولا نعرف لماذا يريد هذا الانفصالي تخريبها بمثل هذه الشائعات التي حتى إن كانت صحيحة فهناك جهات في الدولة تملك القدرة على التعامل معها، وليس صاحب القلم الانفصالي الذي يدعي زورا انه يعرف كل شيء يدور في السودان، وهو ليس كذلك، وعبركم اطالب كل اهل ولاية البحر الاحمر عدم الالتفات لمثل هذه الشائعات المغرضة، واتمنى من الأخ أيلا والي الولاية ان يسعى لقيام مؤتمر جامع يضم كل شرائح الولاية بما فيها معارضوه، وذلك لبحث كيفية تقوية النسيج الداخلي، والوقوف صفاً واحداً ضد من يسعى للفتنة واثارة القلاقل، ونتمنى ان تجد قضية مياه مرافيت الحل النهائي من حكومة الولاية التي مهما اختلفنا معها فلن نفرض في الثوابت الوطنية، وسنقف بالمرصاد لمن يعملون على زعزعة استقرار السودان ويدعون الوطنية، وهم ابعد من ذلك بكثير. المواطن: محمد أبو آمنة بورتسودان