ادى القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى و أحد ابناء دارفور القسم يوم امس الاربعاء فى القصر الجمهورى ليكون نائبا للرئيس عمر البشير ، بعد ان كان مطلوبا للعدالة فى العام 2004 بواسطة السلطات الحكومية ذاتها بتهم عديدة واحداها السعى لتقويض النظام عندما كان فى حزب المؤتمر الشعبى . وفى اول تصريح له بعد ادائه للقسم قال آدم ان من اولى اولوياته هو السعى لتجويد اداء اجهزة الدولة فى كافة مستوياتها ، بعد ان يقوم رئيس الجمهورية بتحديد الصلاحيات بينه وبين النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه الذى ادى القسم معه فى ذات التوقيت. وادى آدم القسم بعد مرسوم جمهورى اصدره الرئيس امس الاول الاربعاء قضى بموجبه بتعيينه فى المنصب وهو مايتماشى مع مطالب متكررة وملحة من ابناء دارفور بتعيين قياداتهم السياسية فى المناصب الكبرى والسيادية فى الدولة ، كما ان القرار جاء بعد اقل من اسبوع من وصول وفد حركة التحرير والعدالة الى الخرطوم والتى وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية فى يوليو الماضى فى العاصمة القطرية الدوحة. وكان من المتوقع ان يمنح المنصب لرئيس حركة التحرير والعدالة الدكتور التجانى السيسى بحسب اشارات كثيرة صادرة من قياداته ، ولكن الحكومة فاجأت الجميع ومنحت المنصب للحاج آدم الذى انضم للحزب الوطنى قبل فترة وجيزة قادما من حزب المؤتمر الشعبى الذى يتزعمه الدكتور حسن الترابى عراب حكومة الانقاذ الاول. وفى هذا الصدد قال الحاج آدم انه تم اتفاق بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة على منحه المنصب قبل الاعلان عن ذلك بشكل رسمى وانه ليس لدى حركة التحرير والعدالة اي تحفظات حول الامر ، غير ان الحركة تقول ان لديها تحفظ حول الطريقة التى صدر بها القرار فى حد ذاته. وقال الناطق باسمها أحمد فضل «للصحافة» خلال اتصال هاتفى يوم امس «كان الاتفاق ان يتم الاعلان عن من سيشغل منصب نائب رئيس الجمهورية بعد التشاور مع رئيس السلطة الانتقالية لدارفور والذى هو رئيس الحركة التجانى السيسى. . ونحن تفاجأنا بصدور القرار ذلك لأن السيسى لم يحضر للخرطوم بعد ولم يؤد القسم . . وهذا خطأ اجرائى «. وتابع فضل قائلا : « كنا نفضل ان يكون نائب رئيس الجمهورية من شخصية خارج المؤتمر الوطنى وليس من داخله ، ومع ذلك فان القرار هو خطوة عملية فى تنفيذ وثيقة الدوحة». اما حزب المؤتمر الشعبى المعارض والذى انشق عنه الحاج آدم فى نوفمبر من العام الماضى فقد اعتبر تعيين الحاج آدم بمثابة «ثمن لصفقة. . وزينة لحكم» بحسب تعبير القيادى فى الحزب كمال عمر الذى كان يتحدث «للصحافة» عبر الهاتف يوم امس. واوضح عمر قائلا: «الحاج آدم كان يسعى للمنصب منذ وقت بعيد ولهذا السبب قام بالانضمام الى حزب المؤتمر الوطنى». واعتبر عمر تعيين آدم «بالتراجع الكبير للحلول السياسية لأزمة دارفور . . كنا نتوقع ان يكون المنصب من نصيب حركة التحرير والعدالة التى وقعت اتفاق سلام مع الحكومة التى كانت تحلم بوظيفة كبيرة فى الحكومة». ويلفت القيادى فى حزب المؤتمر الشعبى الى «انه وفى ظل الدستور الحالى فان منصب نائب رئيس الجمهورية ليس له صلاحيات ، ولايمكنه فعل شئ ،لأن كل القرارات فى يد رئيس الجمهورية». وسارعت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد نور برفض تعيين آدم فى المنصب الرفيع ، وقال الطاهر الفكى القيادى فى العدل والمساواة خلال تصريحات صحافية ان تعيين آدم لايشكل فرقا لديهم. ويعتبر المحلل السياسى والخبير فى شئون دارفور الدكتور فاروق محمد ابراهيم «ان خطوة تعيين شخص من دارفور فى هذا المنصب الرفيع خطوة جيدة ، ولكن كان من الافضل ان يتم تعيين شخص من خارج المؤتمر الوطنى حتى يشعر الناس بان هنالك شخصا يمثلهم». ويضيف ابراهيم خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس « لو تم منح المنصب مزيدا من الصلاحيات للتحرك والتفاوض ربما يعطى دفعة لقضية دارفور، ولكن اخشى ان تتكرر نفس التجارب السابقة ويكون لدينا نائبا للرئيس بدون صلاحيات واسعة ولا مهام محددة كما رأينا فى مستشارى رئاسة الجمهورية». ومن المفارقات المثيرة للانتباه فى امر تعيين آدم فى منصب نائب رئيس الجمهورية بدلا عن السيسى فان الاول كان قد ذهب الى القول ، قبل انضمامه للوطنى انه لو تم تعيين السيسى فى منصب نائب رئيس الجمهورية سيكون تعيينا «صوريا». وقال فى حوار اجرته معه صحيفة «الاهرام اليوم» بتأريخ 5/6/ 2010 فى خلال رده على سؤال حول وجود مناوى فى منصب كبير مستشارى رئيس الجمهورية وهو من دارفور قال بالنص «مناوي لم يستطع أن يتخذ قراراً حتى في صناعة طعام في «حَلّة»! وهو قال بذلك: ان مساعد «الحَلّة» في «السيارة» أحسن منه؛ لأن مساعد «الحَلّة» عنده قرار يطهو الطعام ويقدِّر المقادير، ولكن منِّي هو كبير مساعدي الرئيس ولم يتخذ قراراً، وأنت كصحفي هل تذكر أن منِّي اتخذ قراراً في أي أمر طوال فترة وجوده في القصر». على كل ، سيتفرغ آدم الحاج للتحديات الجسام للمنصب الجديد ، بعد ان ادى القسم امام رئيس الجمهورية يوم امس وهو يرتدى بدلة انيقة ولحية مشذبة بصورة انيقة وابتسامة مرتسمة على شفتيه ، وكذلك بعد ان ينتهى من سيل التبريكات والتلفونات التى انهالت عليه طوال اليومين الماضيين من اهله وذويه بجنوب دارفور.