دعا الأستاذ الشاعر أزهري محمد علي الشعراء الشباب للاهتمام بالأغنية باعتبارها تمثل أهمية كبيرة لقطاع واسع من الناس، وقال إن الاهتمام بها وإحكام أسوارها يمنع حرامي القلوب من أن «يتلب». جاء هذا قبل تقديمه لقراءات من أشعاره ليختتم بها الليلة الشعرية الكبرى التي نظمتها مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالتعاون مع معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته السابعة، التي احتضنتها قاعة اتحاد المصارف مساء الأربعاء المنصرم. وابتدر الليلة الشاعر الشاب أسامة تاج السر أحد فرسان أروقة الذي قرأ من أشعاره الفصيحة، واختتم قراءاته بقصيدته «بعيداً عن الحرب قريباً من الحبيبة»، وتلته الشاعرة الشابة إحدى نجمات مسابقة أروقة «سحر القوافي» الشاعرة ماجدولين سعد التي أبدى الأستاذ الشاعر سعد الدين إبراهيم إعجابه بشعرها.. ومفاجأة الليلة كانت في الشاعر الشاب عبد القادر مكي الذي أدهش حضور الليلة وهو يقرأ «فغني إذن والريح عارية وليس لديك باب» وشكرته مذيعة الحفل الشاعرة ابتهال مصطفى على جميل ما قدم وقالت له عرفنا سر كبرياء الشعر معك. وصعد بعدهم الش?عر السوداني القُح عزمي أحمد حمد «ولا يهمك حساب التنكي والشوق الببق بنزين» وقاطعوه بالتصفيق عدة مرات.. هيام الأسد أحد الأصوات الواعدة بخير كثيف في عالم الشعر، وهي إحدى المنتقلات للمرحلة التالية من مسابقة «سحر القوافي». أبو بكر الجنيد مزج في قصيدته بين الفصيح والعامي، وأجاد في كليهما، وأهدى آخر نصوصه «عرس الزين» للراحل المقيم الطيب صالح التي يقول فيها: «آناس الحلة أنا مكتول وأظل أركض في شوارع غربتي.. للناس ضحكاتي ولي وحدي ضياعي والعذاب». إحدى نجمات الليلة نضال حسن الحاج قرأت بمزاج رائق وأمتعت الحضور بأدائها ?حسن اختيارها لتؤكد «وطن مبدع .. وطن فنان وطن بي قامة الإنسان .. وطن كفت خدود الجوع وكان الفقر سكران»... ثم الواعد والقادم بقوة الشاعر محمد محمود المظلي الذي احتفى بهذه الليلة وجمهورها الذي يتقدمه والده الذي يتابعه لأول مرة في لقاء مباشر، وقدم ثلاثة نصوص مدهشة تؤكد أنه يجيء بقوة.. تم تركت أروقة ختام الليلة للشعراء الفحول عثمان أحمد سعيد الذي أشاد بالشعراء الشباب وشكرهم على ماقدموه، وقال إنه يحبهم ... ثم الشاعر الكبير محيي الدين الفاتح الذي أمتع الناس بكسلا مرتين ورددها معه الحضور، ثم ختم الليلة الشاعر المر?ف أزهري محمد علي الذي شكر أروقة على أنها تفتح لهم دوماً إضاءات على الجميل في عالم الثقافة، وشكر وزارة الثقافة على تنظيمها لهذا المعرض في دورته السابعة، وقرأ لزوجته الراحلة «يا صالحة» وتفاصيل لصديقه معتصم «وأنا في انتظار وش الصباح يمرق من الفج العميق». وخرج جمهور الليلة منتشياً بجملة الأشعار التي تناوبت على قراءتها هذه الكوكبة من الشباب والكبار... والجمهور كان بينه رئيس اتحاد الأدباء السودانيين ومعتمد محلية سنار الأستاذ/ فخر الدين يعقوب الزين، وعدد من الإعلاميين والصحافيين، وحظيت الليلة بتغطية واسعة من القن?ات الفضائية التي ستبثها قريباً.