في هذه الأيام يجلس الآلاف من أبنائنا في المهاجر المختلفة لامتحان الشهادة السودانية، التي استقطبت الكثير من أبناء المغتربين نظراً للمعادلة الأكاديمية المجحفة - نوعاً ما - لشهادات المناهج العربية حال دخولهم في حلبة التنافس على مقاعد الجامعات بالسودان، حيث تحسب له 70% فقط من نسبته المتحصل عليها عربياً ثم يخضع لاختبار قدرات على مواد الفيزياء - الكيمياء - الأحياء - الرياضيات - الانجليزي، نسبته 30% ، ثم يتم بعد ذلك معادلة النتيجة المتحصلة بالشهادة السودانية..! وفي غالب الأحيان لا تؤهله نسبته لرغبته مهما بلغت بهذه الحسبة، ومن يحرز نسبة 95% يجد نسبته انحدرت إلى 84% أو دون ذلك. وبهذه الحسبة يتعين على طالب وطالبة الشهادة العربية الطامحين إلى الالتحاق بكليات الطب والصيدلة والهندسة في السودان أن يحرزوا نسبة 105% في امتحان الشهادة العربية بمهاجرهم وهي رياضياً مستحيلة ، كاستحالة الحلول العادلة التي استعصت على معادلة الشهادات العربية بصورة مرضية للطلبة من جانب وللمعايير الأكاديمية للجامعات السودانية من الجانب الآخر. ولا بد أن أشير هنا إلى (جامعة المغتربين) التي تعد إحدى الحلول، لزيادة فرص التعليم الجامعي لأبناء المغتربين، بتكاليف مادية تتناسب مع دخول شرائح كبيرة منهم وهي خطوة في مضمار الميل نثمن جهودها وجهود العاملين عليها لما ستقدمه لأبناء هذه الشريحة الاجتماعية الهامة في المجتمع السوداني. وعلى ذكر امتحان الشهادة السودانية، دعوني أختم بما أتحفني به جارنا ( حاتم عشرية ) يوم أن كانت لي محنة مع مادة الرياضيات، التي كان بيني وبينها مثل ما صنع الحداد، فشكوت مسألتي عشية جلوسي لمادة الرياضيات لحاتم.. فقال سأعطيك خطة ممتازة لتجاوز هذه المادة بنجاح .. فتهلل وجهي بالبشر بأن الرجل ربما يزودني بعض المسائل المرشّحه والمتوقع ورودها بالامتحان (spoting ). الا انه قال لي بكل بساطة وجدية : (تعرف يا محمد أحسن حاجه تعملا شنو عشان تنجح .. أقفل نفسك في أوضه وما تتكلم ما أي زول وما تطلع منها إلا صباح بكره ومنها وعلى قاعة الامتحان )..! لا أدري هل كنت مقبلاً على امتحان رياضيات أم أعاني من حالة وسواس قهري أو من حالة شزوفرينا حادة حتى يكون هذا الحل المدهش والمضحك.!!؟ الله يطراك بالخير يا عشرية وأعذرني.. لم أجد خير من ما أقوله لك سوى : جيتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تتعان..!