٭ تطل علينا اليوم الخميس الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني والتي دمجت معها ذكرى رحيل مولانا الشيخ ابراهيم نجله وخليفته وهى التاسعة. الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية هى طريقة رابع الاقطاب الاربعة (السيد احمد الرفاعي والسيد عبد القادر الجيلاني والسيد احمد البدوي والسيد ابراهيم القرشي الدسوقي) أسسها ودمج مع اوراده اوراد خاله الشيخ ابو الحسن الشاذلي ومن هنا جاء الاسم. وهذه الطريقة اصل لم تتفرع من قطب أو شيخ آخر مثل كثير من الطرق الصوفية الموجودة عندنا كالسمانية والختمية وغيرها. ثم ان كل تلك الطرق رئاستها خارج السودان فالطريقة الرفاعية رئاستها في مدينة الرفاعية بالعراق وكذلك الطريقة القادرية رئاستها في بغداد والبدوية في طنطا بمصر. أما الطريقة البرهانية فرئاستها في الخرطوم. وقد روى شيخها انه في رؤية له أمره السيد ابراهيم القرشي الدسوقي بإحياء الطريقة وكانت قد اندثرت إلا في القليل. فالتزم الشيخ محمد عثمان عبده بنشرها ومع مر السنين ومجهوده وجهاده في نشرها مع مريديه عمت الافاق. وللشيخ كتابان هما (انتصار اولياء الرحمن على أولياء الشيطان) وكتاب (تبرئة الذمة في نصح الامة) وديوان (شراب الوصل) يحتوي قصائده في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته ومناسبات الاسلام الكبرى وكثير من المعارف الصوفية. وعندما تحول هذي الذكرى يؤم الخرطوم المحبون البرهانية من اوربا وخصوصاً المانيا حيث يكثر عددهم وفرنسا وايطاليا وانجلترا وحتى بولندا وكذلك من امريكا ثم هنالك العرب من الخليج وليبيا واليمن والاسيويون من باكستان. وفي كل هذه الديار تنتشر زوايا الطريقة البرهانية وبها شيوخ هم نواب الشيخ بالخرطوم فهذه الحولية السنوية هى اجتماع صوفي لكل الاجناس. وفي يوم الاحتفال يروى كل شيخ قطر نشاط الطريقة في بلده في العام السابق ويتحدث بلغته التي تترجم للسامعين. كما يؤم تلك الأمسية جميع الطرق الصوفية بشيوخها في الخرطوم ويذكرون الله في حلقاتهم حتى الفجر كما في المولد النبوي الشريف ويتخلل الاحتفال كلمات عادة من السيد الوالي أو من ينوب عنه وآخرون وتتخللها فترات اناشيد صوفية من ديوان الشيخ وتقوم الطريقة باكرامهم واستضافتهم ولابد من ذكر أبناء الطريقة من مصر المؤمنة فهم الغالبية من المريدين الوافدين يأتون بالجو والبر ويمكثون اياماً ولا غرو فالسيد ابراهيم الدسوقي مدفون في مدينة دسوق والسيد ابو الحسن الشاذلي خيمته بصعيد مصر. فهنيئاً لنا أهل السودان بالتفاف هذه القلوب حول شيخ الطريقة بالسودان بالخرطوم، وشيخ الطريقة الآن بعد انتقال الشيخ ابراهيم هو ابنه الشيخ محمد وهو طبيب تخرج من جامعة هانوفر بالمانيا ثم ترك الطب لتحمل امانة الطريقة ممدوداً بسلسلة اشياخها حتى مولانا الحسين رضى الله عنه. هذا وسبق لجريدة الصحافة الغراء ان نشرت تحقيقاً عن الطريقة في شكل اسئلة واجوبة قبل عشرة سنوات وكان لها الفضل. وهذا تعريف بهذا الحدث السنوي الذي دائماً مايبثه الاعلام المرئي السوداني. قال الشيخ رضى الله عنه في هؤلاء الغير مسلمين الذين اسلموا واخذوا العهد: وجبت بلاد الله شرقاً ومغرباً بذرتُ باقطار الاعاجم حنطتي دخلت قلوباً لم تر الله خالقاً فأضحت بفضل الله من أهل وحدتي وأن قلوب المشركين بربهم اذا قلت بسم الله لله حنّت والكل مدعو بترحاب وحب